الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

في الذكرى الثالثة للهجوم الإرهابي على مسجد "الروضة" بشمال سيناء.. دراسة مهمة تتناول التغطية المصورة لصفحتيْ "سي إن إن" و"بي بي سي" على فيس بوك للحادث

دكتور شريف درويش
دكتور شريف درويش اللبان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إعداد: د. شريف درويش اللبان 
رئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة ورئيس وحدة البحوث الإعلامية بالمركز العربي للبحوث والدراسات
د. سالي محمد على بركات مدرس الإعلام بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية

لعبت الصورة الصحفية دورًا بارزًا في نقل الأحداث أولًا بأول، ومساعدة الجمهور في فهم ما يدور على أرض الواقع؛ فالراصد المدقق للمشهد الراهن يستطيع أن يلحظ أن تناول ظاهرة الإرهاب والأحداث الإرهابية يركز أساسًا على بعدها الإعلامي؛ باعتبارها الظاهرة الأبرز في الوقت الحالي، وذلك اتساقًا مع أبعادها السوسيولوجية وتأثيراتها العالمية المُمتدة، أما العنصر الثاني فيتمثل في محاولة فهم ودراسة آراء الجمهور الغربي نحو تلك القضية، وهو ما يساهم في رسم صورة حول نظرته لتلك الأحداث الإرهابية التي غالبًا ما تتم باسم العرب أو الدين الإسلامي.
استنادًا لما سبق؛ تنطلق هذه الدراسة في ضوء فرضية رئيسة هى أن الصورة الصحفية هى انعكاس للواقع الاجتماعي من ناحية؛ والسياسة التحريرية للصحيفة من ناحية أخرى؛ وهو ما قد يؤثر بدوره في تشكيل اتجاهات الجمهور المتلقي لها نحو القضايا والأحداث المطروحة فيها.
ومن ثم؛ فإنه يمكن بلورة موضوع الدراسة في أنها تستهدف تقديم إطارٍ حول كيفية توظيف الصورة الصحفية في معالجاتها الإخبارية لقضايا الإرهاب الدولي في قنوات الاتصال الغربية الموجهة عبر الشبكات الاجتماعية بالتطبيق على حادث الهجوم الإرهابي على مسجد الروضة بشمال سيناء؛ وذلك ارتكازًا على أنها انعكاس للبناء الاجتماعي للواقع المحيط بتلك القضايا كما تبرزه تلك القنوات وفقًا لأيديولوجياتها؛ بالإضافة إلى تحليل المحتوى الدلالي لتلك الصور سيميولوجيًا، والتعرف على مدى اتساقه مع السياسة التحريرية لتلك القنوات نحو قضايا الإرهاب الدولي؛ كذلك تحليل دورها في تشكيل اتجاهات الجمهور الغربي المتعرض لها نحو تلك القضايا من خلال تحليل مضمون تعليقات الجمهور على الصور الصحفية عينة الدراسة.
وتمثلت عينة قنوات الاتصال الغربية الموجهة عبر الشبكات الاجتماعية: صفحتيْ CNN، BBC، علاوة على عينة تعليقات الجمهور الغربي على الصور الصحفية الخاصة بالأحداث الإرهابية المنشورة على هاتيْن الصفحتيْن.

نتائج صفحة CNN على موقع فيس بوك:
أولًا: نتائج التحليل السيميولوجي للصور الصحفية الخاصة بالهجوم الإرهابي على مسجد الروضة بسيناء
صورة رقم (1)
البيانات الأساسية للصورة الصحفية: 
مصدر الصورة: لم يُذكر.
فئة نوع الصورة الصحفية: مصاحبة للخبر.
التحليل التكويني:
قيمة المعلومات: 
نجد أنه فيما يتعلق بعلاقة المركز- بالأطراف؛ يحمل المركز المعلومة الأكثر أهمية حيث تتمركز صورة مسجد الروضة في منتصف الصورة. 
البروز:
الحجم: ظهر مسجد الروضة بحجمٍ كبير في الصورة؛ مما يُسهم في زيادة درجة بروزه مقارنةً مع بقية عناصر الصورة.
الحدة: لم تحتو الصورة على مجموعة أخرى من الدوال الأساسية بخلاف الدالة الخاصة بمسجد الروضة، وظهور أشخاص قلائل فيها، وقد ساعد كِبَر حجم مسجد الروضة والرسم الهندسي له على زيادة درجة بروزه.
الإطار: 
يتضح من الصورة ضعف الإطار بين الدوال المركزية فيها، حيث ظهرت عناصر الصورة غير مترابطة بشكلٍ واضح، كذلك لم تتتاسق دوال الصورة الأساسية هذا بالإضافة إلى التقاط صورة المسجد بدون المأذنة الخاصة به.
التحليل النماذجي:
صورة الدوال المركزية:
رصد الميدان الثقافي والاجتماعي:
يُعد هذا الهجوم هو الأكثر دموية في التاريخ الحديث لهجمات قاتلة بشكلٍ خاص، فقد استهدف الهجوم الجماعي على مسجد الصوفية في الروضة بسيناء مدنيين عُزَّل، وقد كانت منطقة بئر العبد منذ فترةٍ طويلة واحدة من أكثر المدن الموالية للجيش المصري في سيناء، ويعود إلى حد الثورة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك في عام 2011، بعد أن اقتحم مسلحون ومجرمون مراكز الشرطة، وصادروا أسلحة خلالها، وقد أخذَ السكان هذه الأسلحة، وأعادوها إلى السلطات في عام 2014 بعد أن استعادوا السيطرة على المنطقة، ويقول المسئولون المحليون إن المئات من الشباب من المنطقة يتقدمون بطلبات للشرطة والخدمة العسكرية كل عام.
وفي 9 نوفمبر 2017 استهدف مسلحون قافلة شاحنات تنقل الفحم إلى مصنع إسمنت في شمال سيناء وقاموا بقتل تسعة سائقين، واستهدفوا شاحناتهم وأشعلوا فيها النار. وفي 19 نوفمبر 2016، اختطف تنظيم ولاية سيناء سليمان أبو حراز، وهو أحد شيوخ الطرق الصوفية في سيناء.
وأفاد بيان أصدره النائب العام، المستشار نبيل صادق في 25 نوفمبر 2017 بأن الهجوم الإرهابي على مسجد الروضة أسفر عن استشهاد 305 بينهم 27 طفلًا وإصابة 128 آخرين، بينما لم تُعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم، بيدَ أن جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة في سيناء أدانت هجوم مسجد الروضة.
تحليل العلاقات بين الشخصيات والنقد النفسي للصورة:
تم التقاط الصورة من مكان بعيد نسبيًا، ومن ثمَّ؛ فلم تتضح تفاصيل الصورة بشكلٍ جيد، وساهم ذلك أيضًا في عدم إبراز تفاصيل الهجوم الإرهابي على المسجد بشكل يساعد القارئ على استيعاب دموية الهجوم الذي استهد أكثر من 300 مسلمًا أثناء أداء عبادتهم منهم أطفالًا وشيوخ، فنجد في الصورة أفراد يقفون بشكلٍ طبيعي، ولم تُشِر أى من الدوال المركزية أو الفرعية في الصورة لمظاهر عنف أو قتل أو بأن هناك حدثا استثنائيا.
الأهمية المعنوية والسياسية:
لا تُمثِّل الدوال المركزية في الصورة محل التحليل أهمية معنوية بالنسبة للضحايا وذويهم أو بالنسبة للمتعاطفين معهم والرافضين لتلك الأفعال الإرهابية حيث إنها لم تُظهر مدى دموية الهجوم وبشاعته من ناحية، وعلى جانبٍ آخر؛ انتفت الأهمية السياسية في الصورة الحالية بسبب غياب دوال مركزية كان من شأنها أن تُوضح المُتسبب في الهجوم الإرهابي، وبيان ملابسات الهجوم، خاصةً فيما يتعلق بقيام مجموعة إرهابية تدعي تمسكها بالدين الإسلامي بقتل مسلمين عزل أثناء أدائهم صلاة الجمعة لمجرد أنهم صوفيون.
الثنائيات المتعارضة: 
تظهر الدالة الخاصة بمسجد الروضة في الصورة بشكلٍ غير كامل، حيث تم وضع صورة المسجد دون المأذنة والقبة الخاصة به، مما يساهم في إظهار المسجد في شكل مبنى عادي، وليس رمزا دينيًا للمسلمين تم انتهاكه واقتحامه وقتل المصلين فيه، ومن ثم؛ يبرُز هنا التكنيك الخاص بحذف بعض الدوال الأساسية بهدف إظهار وإبراز أخرى، أو بهدف إغفال معانٍ معينة عن القارئ.
وفي هذا السياق؛ فقد غابت الدوال التقريرية الخاصة بالزحام بعد وقع الحادث الإرهابي، وعربات الإسعاف الخاصة بنقل المصابين، كذلك المشاهد الخاصة بعربة الإسعاف التي تم استهدافها أيضًا وهى تقوم بنقل المصابين، لم تحتو الصورة على دوال رئيسية تُصور كم الدماء التي نُزفت بسبب الهجوم الإرهابي.
يشتمل التحليل الأيقوني:
نظرة العين: نظرة الأشخاص خارج الصورة تُحقق درجة ضعيفة من التقرُّب مع القارىء، وتُمثل قوة توجيه بصري للقارىء لهذا العنصر. 
الزوايا الأفقية للصورة: الزاوية المائلة حيث تقطع العلاقة بين القارىء وعناصر الصورة.

صورة رقم (2)
البيانات الأساسية للصورة الصحفية: 
مصدر الصورة: لم يُذكر.
فئات نوع الصورة الصحفية: صورة موضوعات، حيث إنها تهدف إلى نقل أو توصيل صور أو تفاصيل عن أحداث.
التحليل التكويني:
قيمة المعلومات: فيما يتعلق بعلاقة المركز- الأطراف؛ تظهر المدرعة في كامل الصورة ومركزها.
البروز:
الحجم: إن التقاط الصورة عن قربٍ كافٍ ساعد في بروز عناصر الصورة بشكلٍ كبير مما يُسهم ذلك بدوره في التركيز على الرسالة المراد توجيهها من الصورة.
الحدة: لم تحتو الصورة على مجموعة أخرى من الدوال الأساسية بخلاف الدالة الخاصة بالمدرعات وظهور أفراد من القوات المسلحة المصرية يعتلون تلك المدرعات، وقد ساعد كِبَر حجمها، وشكلها الحاد على زيادة درجة بروزها.
الإطار: يتضح من الصورة قوة الإطار، حيث ظهرت عناصر الصورة مترابطةً، حيث ارتصت المدرعات خلف بعضها البعض في شكلٍ متناسق ومتسق.
التحليل النماذجي:
صورة الدوال المركزية: 
رصد الميدان الثقافي والاجتماعي:
إن تنظيم الدولة الإسلامية ولاية سيناء هو فرع من تنظيم الدولة الإسلامية يتخذ من سيناء محل نشاطه، تم تشكيل الولاية وتنظيمها في 13نوفمبر 2014 بقيادة أنصار بيت المقدس التي أعلنت البيعة للدولة الإسلامية، وقد ازداد نشاط الجماعة وهجماتها ضد الجيش المصري بعد إعلانها الانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية. وفيما يتعلق بالرد العسكري للجيش المصري بعد ذلك الهجوم، ففي 29 نوفمبر 2017 طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق محمد فريد حجازي، ووزير الداخلية اللواء مجدى عبد الغفار، باستعادة الأمن خلال 3 أشهر في سيناء، وذلك خلال احتفالية ذكرى المولد النبوي الشريف.
وعلى جانبٍ متصل؛ استهدفت غارة للقوات الجوية المصرية مكونة من طائرتين من دون طيار سيارتين في منطقة الريشة قرب قرية الروضة تقلان المتورطين في حادث الهجوم على مسجد الروضة، مما أسفر عن مقتل 15 مسلحًا، فيما قالت الحكومة أن 30 عنصرًا من العناصر الإرهابية لقوا مصرعهم في حملة مداهمات بقرية الريسان وسط سيناء. وفي فبراير 2018، أطلقت قوات الأمن عملية كبرى ضد المسلحين، وهي العملية الشاملة لسيناء، التي تهدف إلى القضاء على الإرهاب. وجاءت العملية بعد شهرين ونصف من تعيين الرئيس عبد الفتاح السيسي الفريق محمد فريد حجازي كرئيس أركان للجيش وأصدر تعليمات للقضاء على المنظمات الإرهابية في سيناء في غضون ثلاثة أشهر. 
السنن التبولوجية: شبه جزيرة سيناء، والتي شهدت واحدة من أكثر موجات هائلة من العنف في تاريخها الحديث لصالح تغلغل متزايد من المسلحين الجماعات والمقاتلين الأجانب، وسيناء هي أرض إستراتيجية ومساحة جيوسياسية مهمة لمصر. في الواقع، فإن شبه الجزيرة هي جسر بين أفريقيا وآسيا يربط البحر الأبيض المتوسط البحر والبحر الأحمر عبر قناة السويس، واحدة من أهم chokepointsتمر عبره الإيرادات من 8 إلى 10 بالمائة من التجارة العالمية (بما في ذلك 3 بالمائة إمدادات النفط العالمية) و15000 سفينة في 2015. 
تحليل العلاقات بين الشخصيات والنقد النفسي للصورة: تشير الدلالات النفسية في الصورة إلى حالة من الاضطراب والفوضى والقلق استدعت نزول الجيش لموجهة تنظيم داعش.
الأهمية المعنوية والسياسية: تتمثل الأهمية السياسية هنا في إبراز دور الجيش المصري في مواجهة مثل تلك الجماعات الإرهابية يردعهم.
التحليل الأيقوني:
نظرة العين: نظرة الأشخاص خارج الصورة تحقق درجة ضعيفة من التقرُّب مع القارئ، وتُمثل قوة توجيه بصري للقارىء لهذا العنصر. 
الزوايا الأفقية للصورة: الزاوية المائلة تقطع العلاقة بين القارىء وعناصر الصورة.
ثانيًا: نتائج تحليل مضمون تعليقات الجمهور الغربي على الصور الصحفية بصفحة CNN على موقع فيسبوك في قضية الهجوم الإرهابي على مسجد الروضة: 
اتضح من الدراسة رفض (88%) من تعليقات الجمهور الغربي للهجوم الإرهابي على مسجد الروضة بسيناء، ويتوازى ذلك مع الاتجاه الإيجابي لـ(81%) من إجمالي التعليقات تحو المسلمين والدين الإسلامي مقابل (9%) للاتجاه السلبي، وإنما يُشير ذلك لقدرة الجمهور الغربي على التفرقة بين المسلمين المعتدلين والمتطرفين، ويؤكد ذلك الاتجاه السلبي لـ(94%) من التعليقات نحو الجاني متمثلًا في تنظيم داعش، والاتجاه الإيجابي لـ(86%) نحو المجني عليهم.
وبشكلٍ عام؛ لطالما كانت الحركات الصوفية في مصر معروفة بعلاقاتها الجيدة وتعاونها مع الأنظمة الحاكمة منذ عهد جمال عبد الناصر حتى الآن، ومع ظهور الرئيس السادات والتغيرات السياسية التي حدثت في مصر، وخاصةً ظهور ما يُسمى "الصحوة الإسلامية" بدأت الاشتباكات بين التيارات الإسلامية الشابة والحركات الصوفية في سبعينيات القرن الماضي، كما كانت هناك نقاشات بين التيارات السلفية الناشئة والشخصيات الصوفية من مؤسسة الأزهر، وذكر أحد زعماء العشائر أيضًا خلال مقابلة تلفزيونية أن القبائل طلبت رسميًا القتال إلى جانب الجيش، وذلك على الرغم من عدم وجود رد رسمي، وهو ما يرفضه تنظيم داعش. 
بينما جاءت النسب المتقاربة للاتجاه المحايد نحو الإسلام والمسلمين من ناحية والمجني عليهم من ناحيةٍ أخرى بواقع (10%) و(11%) على التوازي لتُشير بأنه لازال للبعض تساؤلات ومفاهيم خاطئة أو مختلطة حول الدين الإسلامي والمتطرفين والمعتدلين، فقد أشارت بعض التعليقات إلى أنه على الرغم من رفضهم لمثل تلك الأفعال الإرهابية إلا أنهم يرون أن المسلمين هم المتسببين في تلك الأفعال في العديد من دول العالم خاصةً تجاه المسيحيين في شمال أفريقيا.
بالنسبة للموضوعات التي اختص بها التعليق، احتل مجال حقوق الإنسان المرتبة الأولى بفارقٍ كبير عن المجال التالي له وهو الشئون السياسية بواقع (62%) للأول مقابل (23.8%) للثاني، بينما جاء المجال الديني في المرتبة الثالثة بواقع (14.2%)، ونجد هنا أنه على الرغم من أن ذلك الهجوم الإرهابي كان بدافعٍ ديني إلا أن تعليقات الجمهور الغربي قد تجاوزت الاختلافات الدينية لتدافع عن حقوق الإنسان للمجني عليهم وترفض كل الانتهاكات التي تعرضوا لها.
وقدغلبت فكرتا " التعاطف مع الضحايا ومواساتهم" و"الصدمة من الهجوم الإرهابي" على تعليقات الجمهور الغربي بنسبةٍ كبيرة جاء على الترتيب كالتالي (46.9%) و(26.8%)، وهو ما يؤكد على رفض الجمهور الغربي القاطع لمثل تلك الأفعال الإرهابية، وعلى قدرتهم على الفصل بين المسلمين المتسامحين، والتنظيمات الإرهابية التي تحارب اسمًا بالدين الإسلامي كذريعة لقتل أعدائها.
كما انتقد (4.6%) معالجة الوسيلة الإعلامية للهجوم الإرهابي، وذلك لنفس الأسباب التي تم استعراضها في تحليل الأطر الخبرية للتعليقات الصحفية – عينة الدراسة- حيث تعمَّدت CNN عدم توصيف الحادث بأنه حادثًا إرهابيًا، بل قامت بذكره على أنه مجرد "حادث مسلح" فقط.
وقد تقاربت النسب فيما يتعلق بربط الدين بالإرهاب ورفض ربط الدين بالإرهاب والتي جاءت بواقع (4.6%) للأولى، و(4.6%) للثانية، وتشير تلك النتائج إلى وعى جزء كبير من الجمهور الغربي لتدخل عوامل سياسية عديدة في مثل تلك الأفعال الإرهابية التي تتبناها التنظيمات الإرهابية باسم الدين، كذلك أشارت تعليقات الجمهور الغربي الرافضة لربط الأفعال الإرهابية بالدين إلى أن الأديان السماوية جميعها ترفض مثل تلك الأفعال.
وقد جاء الحديث عن ضحايا من ديانات أخرى بسبب جماعات إسلامية متطرفة بنسبة ضئيلة جدًا بواقع (1.3%)، وربما يجئ ذلك بسبب طبيعة الهجوم الإرهابي الذي تم على يد تنظيمًا إرهابيًا يمارس أفعاله الإرهابية باسم الدين الإسلامي على مسلمين أثناء تأديتهم لصلاتهم في المسجد.
وبالنسبة للأساليب الإقناعية المستخدمة، أوضحت الدراسة استخدام (48.5%) أسلوب التعاطف ومواساة الضحايا، كما استخدم (8.2%) أسلوب الاستفهام والتعجب من أيديولوجية الجماعة الإرهابية التي استهدفت مصلين مسلمين في دور العبادة الخاصة بهم وهو تنظيمًا يحارب باسم الدين الإسلامي مدعيًا الدفاع عنه.
وقد جاء في المرتبة الثانية أسلوب السخرية والاستهزاء بواقع (21.7) وكانت إما السخرية من قتل مسلمين لمسلمين، أو السخرية على سبيل الشماتة في الضحايا حيث يرون أنه هناك علاقة بين الإسلام والإرهابي وجاءت بعض التعليقات الأخرى لتشمل أسلوب الدعم والمساندة المقدم للدولة المصرية، واقتباس مقولات تحث على التسامح والسلام.
وأشارت الدراسة إلى أن نصف عينة التعليقات قد استخدمت الاستمالات العاطفية تأثرًا بالهجوم الإرهابي وتعاطفًا مع الضحايا، في حين استخدم (27.9%) استمالاتٍ منطقية أثناء النقاش حول طبيعة هذا الهجوم السياسية وطرح بعض الرؤى السياسية أو تقديم حلول أو الاستفهام عن أيديولوجية التنظيم الإرهابي خلف هذا الهجوم الذي أدانه كثيرًا، حيث إنه قد قام بقتل أتباع الدين الذي يدَّعون الدفاع عنه. وقد تساوت تقريبًا النتائج فيما يتعلق باستخدام استمالات التهوين أو التهويل أو التخويف ما بين (3.3%) للأولى والثانية، و(2.5%) للأخيرة.

نتائج صفحة BBC على موقع فيسبوك:
أولًا: نتائج التحليل السيميولوجي وتحليل المضمون للتعليق المصاحب للصور الصحفية الخاصة بالهجوم الإرهابي على مسجد الروضة بسيناء:
صورة رقم (3)
البيانات الأساسية للصورة الصحفية: 
مصدر الصورة: لم يُذكر.
فئة نوع الصورة الصحفية: مصاحبة لخبر.
التحليل التكويني:
قيمة المعلومات: لم تظهر الدالة الخاصة بمسجد الروضة في مركز الصورة، وإنما ظهرت بعيدة.
البروز:
الحجم: ساعد صِغَر حجم المسجد على قلة بروزه.
الحدة: لم تتسم دوال الصورة بالحدة مما قلَّل من درجة بروزه في الصورة.
الإطار: يتضح ضعف الإطار بين عناصر الصورة بسبب ضعف الترابط بين عناصر الصورة وغياب دوال مركزية أخرى عنها.
التحليل النماذجي:
صورة الدوال المركزية: 
رصد الميدان الثقافي والاجتماعي: 
يُمثِّل هذا الهجوم الحدث الأكثر دموية في الأحداث الإرهابية التي تدور في محافظة شمال سيناء منذ منتصف عام 2013، وعلى الرغم من أن معدل الهجمات قد شَهِد بعض الذروة والانخفاض منذ هذا الوقت، إلا أنه لم يهدأ مطلقًا على مدى الأعوام الثلاثة ونصف التالية، فقد كان متوسط معدل الهجمات المُبلَّغ عنها شهريًا 11 في عام 2014، و34 في عام 2015، و57 في عام 2016، و32 في الأشهر التسعة الأولى من عام 2017. وقد قُتل الكثير من المدنيين في هجماتٍ قاتلة في السنوات الثلاث من ديسمبر 2013 إلى 2016، ونجد أنه منذ ديسمبر 2016، فقد تم الإبلاغ عن مقتل 588 مدنيًا في السنوات الثلاث من ديسمبر 2013 إلى 2016، وتم الإبلاغ عن مقتل 507 مدنيين منذ ذلك الحين.
ولم تكن تلك الحادثة هى الأولى في الروضة فقد تم تنفيذ هجمات شمال سيناء من قبل في الروضة وما حولها، على الرغم من أن القرية تقع إلى الغرب من قلب منطقة الأحداث الإرهابية المستمرة، ففي فبراير 2016؛ قام المهاجمون الذين استهدفوا حاملة أفراد مدرعة تابعة للشرطة بزرع متفجرات على جانب الطريق في الروضة. وفي الآونة الأخيرة، في 11 سبتمبر 2017، هاجم مسلحون قافلة للشرطة في تيلول القريبة منها، مما أدى إلى مقتل 18 شرطيًا.
ولم تكن تلك المرة الأولى لذلك التنظيم الإرهابي بتفجير المساجد حيث يتركز نشاط داعش في دول الخليج في تفجير المساجد، بالإضافة لاعتداءات أخرى، حيث تمكَّن التنظيم من تفجير مسجدين في دول الخليج وتم إحباطه عددا من المرات، ويقوم تنظيم داعش باختيار وقت صلاة الجمعة للقيام بالتفجيرات مستغلًا كثرة المصلين في هذا الوقت.
السنن التبولوجية: تظهر اللقطة المصورة من مكان قريب لمسجد الروضة الذي تم الهجوم عليه، وقد تم التقاط الصورة من مكان بعيد نسبيًا. 
تحليل العلاقات بين الشخصيات والنقد النفسي للصورة:
نجد أنه من خلال النقد النفسي للصورة فإنه قد تم التقاط الصورة من مكان بعيد نسبيًا لم تظهر خلاله أية مظاهر للفاجعة التي تعرض لها المصلون بمسجد الروضة، فبينما يظهر مسجد الروضة في عمق الصورة البعيد؛ يظهر عدد من العربات المتعرضة للحرق في مقدمة الصورة، وقد كان الهجوم هجومًا مسلحًا بأسلحةٍ نارية.
وفي هذا السياق؛ فقد غابت العديد من الدوال المركزية التي من شأنها نقل الحدث كما هو والتعبير عن مدى وحشية الهجوم مثل الصور الخاصة بالضحايا أو المصابين، تسارُع رجال الإسعاف لإنقاذ الضحايا، اللقطات الخاصة بالدماء والأسلحة والدمار الذي خلفه الهجوم داخل المسجد ذاته، ويعتبر غياب تلك الدوال المركزية تأكيدًا للدوال الموجودة في الصوة بالفعل والتي لا توحي بحالة من الفوضى أو الحزن بسبب الإرهاب.
الأهمية المعنوية والسياسية:
انتفت في الصورة محل التحليل القيمة المعنوية أو السياسية حيث لم تشتمل الصورة على أية دوال مركزية تعبر عن دلالات رئيسية توضح مدى الفاجعة ووحشية الهجوم.
الثنائيات المتعارضة: لا يوجد
4- التحليل الأيقوني:
الزوايا الأفقية للصورة: حيث تم التصوير بزاوية مستقيمة ولكن بُعد الزاوية قلل كثيرًا من تواصل القارئ مع الحدث والدوال المركزية في الصورة.
الزوايا الرأسية للصورة: حيث تم التصوير من الزاوية المستقيمة، وهى في مستوى رؤية العين وتعد الوضع الأنسب لالتقاط الصورة. 

صورة رقم (4)
1-البيانات الأساسية للصورة الصحفية: 
مصدر الصورة: لم يتم ذكر مصدر الصورة.
فئة نوع الصورة الصحفية: صورة مصاحبة للخبر، ويُقصد بها الصور التي تنشر مرافقة للنص الإخباري لتسهم في دعمه.
التحليل التكويني:
قيمة المعلومات: 
نجد أنه فيما يتعلق بعلاقة علاقة المركز- بالأطراف؛ تتمركز صورة الأشخاص المسلمين في منتصف الصورة، بينما لم تحمل أطراف الصورة في جميع الاتجاهات دلالاتٍ أخرى، لذا فالأشخاص هم الدالة الأهم في هذه الصورة، حيث إن مركز الصورة يحمل جوهر المعلومة فيها.
البروز:
الحجم: إن التقاط الصورة عن قربٍ ساعد في بروز عنصر الصورة الأساسي بشكلٍ كبير، وهم الأشخاص المسلمون اللذين يُظهرون الحزن بسبب الهجوم الإرهابي. 
الحدة: نجد أن رسم الدوال الموجودة في الصورة محل التحليل لم تتسم بالحدة، حيث لم تحتو الصورة على دوالٍ أخرى من شأنها أن تُزيد من درجة حدة عناصر الصورة المختلفة، ومن ثم؛ تُساعد على إبرازها بشكلٍ أكبر.
التحليل النماذجي:
صورة الدوال المركزية: 
رصد الميدان الثقافي والاجتماعي:
يُمثِّل هذا الهجوم أكثر الحوادث الطائفية دموية التي وقعت في تاريخ مصر الحديث. قرية الروضة هي موطن لنحو 2000 نسمة وتقع بين الطرق السريعة القنطرة العريش على بعد 28 ميلًا إلى الغرب من عاصمة محافظة شمال سيناء، العريش، وهى موطن لكثير من الذين يتبعون طريق جريري الصوفي. وقد ارتفع العدد الإجمالي للقتلى في الحوادث ذات الصلة بالطائفية في مصر إلى 415 عام2017. 
وعلى الرغم من أنه لم يعلن أي من مرتكبي الهجوم بعد، فإن فرع الدولة الإسلامية في سيناء، ولاية سيناء، قد جعل القرية تتركز على الخطاب الطائفي منذ العام الماضي. ففي مقابلة مع أمير حسبة ولاية سيناء (أو الشرطة الإسلامية)، التي نُشرت في ديسمبر 2016، حذرت ولاية سيناء من أنها ستستهدف "جاريري الطريق"، والقضاء على زواياها (الأماكن التي يتم فيها الاحتفال بطقوس الصوفية)، وجاءت تلك المقابلة بعد وقتٍ قصير من قطع رأس شيخ صوفي معروف "أبو حراز" وأحد أتباعه قبل أسابيع فقط من المذبحة، كما قامت ولاية سيناء بتوزيع منشورات على سكان الروضة، محذرةً إياهم من ممارسة الطقوس الصوفية "الهرطقة" بالقرب من المسجد. 
هذا بالإضافة إلى الهجمات المذكورة أعلاه على شيوخ الصوفية والخطاب المناهض للصوفية من الدولة الإسلامية، فقد شهدت شمال سيناء هجمات على السكان المسيحيين في المقاطعة، حيث استُهدف الأقباط في العريش من قِبَل ولاية سيناء، خلال سلسلة من عمليات القتل في فبراير2017 بعد مقتل سبعة رجال تم حرق بعض جثثهم، كما وقعت حالات متفرقة أخرى من العنف ضد المسيحيين بين عامي 2013 و2016، ولكن لم يكن هناك نمط واضح لتلك الهجمات.
تحليل العلاقات بين الشخصيات والنقد النفسي للصورة:
يظهر الأفراد المسلمون في الصورة، وقد يكونوا من ذوي الضحايا جالسين على الأرض في حالة حزن وصدمة، يضع أحدهم يده على وجهه في إشارة لشدة الصدمة من وحشية هذا الهجوم الإرهابي وارتفاع عدد الضحايا. 
الأهمية المعنوية والسياسية:
لم تستطع الصورة إبراز الحقيقة كاملةً، ونقل المأساة بكافة تفاصيلها، بيَد أن الرجال يظهرون في حالة حزن وأسى، فلم تحتو الصورة على دوالٍ كافية تحمل دلالات تتعلق بمدى بشاعة الهجوم الإرهابي.
الثنائيات المتعارضة: لا يوجد.
التحليل الأيقوني:
نظرة العين: حيث إن النظرة لعنصر ما خارج الصورة تُقلل من درجة التواصل مع القارئ.
الألوان الرئيسية: لم تشتمل وتلك دلالة على عدم إظهار مدى بشاعة الهجوم الإرهابي.
مسافة الصورة: المسافة الاجتماعية البعيدة، وتشمل الجسم كاملًا والمسافة المحيطة به.
الزوايا الأفقية للصورة: تم التصوير بزاوية مستقيمة؛ مما حقق بعض درجات التقارب مع القارئ.
الزوايا الرأسية للصورة: تم التصوير من الزاوية المستقيمة، وهى في مستوى رؤية العين وتعد الوضع الأنسب لالتقاط الصورة. 
ثانيًا: نتائج تحليل مضمون تعليقات الجمهور الغربي على الصور الصحفية بصفحة BBC على موقع فيسبوك في قضية الهجوم الإرهابي على مسجد الروضة: 
وفيما يتعلق باتجاهات الجمهور الغربي نحو الأطراف الأساسية للحدث الإرهابي، يتضح من الجدول السابق رفض (89%) من تعليقات الجمهور الغربي للهجوم الإرهابي على مسجد الروضة بسيناء، مقابل وقوف (4%) من التعليقات على الحياد من هذا الهجوم، وكان ذلك بسبب مشاعر سيئة تجاه المسلمين أو عدم التعاطف مع الضحايا لأنهم يرون أن سبب الأحداث الإرهابية في كثير من دول العالم سببها مسلمين.
وتُشير تعليقات الجمهور الغربي أيضًا إلى الاتجاه الإيجابي لـ(76%) من إجمالي التعليقات نحو المسلمين والدين الإسلامي مقابل (17%) للاتجاه السلبي، و(7%) للاتجاه المحايد، ويؤكد ذلك الاتجاه السلبي لـ(97%) من التعليقات نحو الجاني متمثلًا في تنظيم داعش، والاتجاه الإيجابي لـ(87%) نحو المجني عليهم. ونجد أن الاتجاه السلبي لنحو (17%) من تعليقات الجمهور نحو المسلمين والدين الإسلامي ليست نسبة قليلة مقارنةً بطبيعة الهجوم الإرهابي محل الدراسة.
بينما اتضح اتجاه اثنين فقط من التعليقات نحو الجاني اتجاهًا إيجابيًا بواقع (2%)، وتعليقا واحد فقط كان له اتجاهًا محايدًا نحوه بواقع (1%)، وهو ما يُشير إلى أنه مهما تعددت الاختلافات الدينية والثقافية والسياسية إلى أن الشعوب تُعلي من قيم الإنسانية وحرية الاعتقاد في المقام الأول.
وفيما يتعلق بطبيعة الأفكار الواردة في التعليقات، تصدَّرت فكرتا "التعاطف مع الضحايا ومواساتهم" و"الصدمة من الهجوم الإرهابي" قائمة تعليقات الجمهور الغربي بنسبةٍ كبيرة جاء على الترتيب كالتالي (36.8%) و(25%)، وهو ما يؤكد على رفض الجمهور الغربي لمثل تلك الجرائم الإرهابية التي تستهدف مدنيين عُزَّل أثناء أداء صلاتهم، كذلك تشير إلى أن تنميط ظاهرة الإسلاموفوبيا ما هى إلا نتاج صورة ذهنية نمطية تبثها بعض وسائل الإعلام، إلى أن ذلك الهجوم بالتحديد قد أثبت أن العدو الأساسي للتنظيمات الإرهابية التي تحارب اسمًا بالدين الإسلامي لا تستهدف المختلفين معهم في الدين فقط؛ وإنما تستهدف الإنسانية ذاتها.
وقد تباعدت النسب فيما يتعلق بربط الدين بالإرهاب ورفض ربط الدين بالإرهاب والتي جاءت بواقع (12.7%) للأولى، و(7.8%) للثانية، وقد أشارت بع ض التعليقات التي ربطت بين الدين كدافع رئيسي للقيام بعمليات إرهابية، إلى أن الإلحاد هو الحل، في حين دعت الفئة الأولى إلى ضرورة عدم ربط الدين بالإرهاب لأن الأديان السماوية جميعها منزهة عن الدعوة لمثل تلك الأفعال.
وجاءت السخرية من الدين الإسلامي والحديث عن ضحايا من ديانات أخرى بسبب جماعات إسلامية متطرفة بنسبة (5.4%) لكلٍ منهما، خاصةً المسيحين الذين يُقتلون على يد جماعة بوكو حرام في نيجيريا.
 كما انتقد (1%) فقط معالجة الوسيلة الإعلامية للهجوم الإرهابي، وكان السبب عدم توصيف الحادث بأنه حادثًا إرهابيًا، بل قامت بذكره على أنه مجرد "حادث مسلح" فقط، وهى نسبة قليلة بالنسبة لنفس الاتجاه نحو معالجة قناة CNN.
وبالنسبة للموضوعات التي اختصت بها التعليقات، احتل مجال حقوق الإنسان المرتبة الأولى بفارقٍ كبير عن المجال التالي له وهو الدين بواقع (63.9%) للأول مقابل (26.9%) للثاني، بينما جاء المجال الخاص بالشئون السياسية في المرتبة الثالثة بواقع (7.4%%)، وتشير تلك النتيجة إلى اهتمام تعليقات الغربي بحقوق الإنسان في المقام الأول بعيدًا عن الأهداف الدينية أو السياسية القائمة وراء الهجوم الإرهابي.
وبالنسبة للأساليب الإقناعية المستخدمة في التعليق؛ يشير نتائج الجدول السابق إلى استخدام (32.8%) أسلوب التعاطف ومواساة الضحايا، كما استخدم (30.6%) أسلوب الاستفهام والتعجب من أيديولوجية الجماعة الإرهابية التي استهدفت مصلين مسلمين في دور العبادة الخاصة بهم، وتشير تلك النتيجة إلى هول الصدمة من قتل جماعة متطرفة لأتباع نفس الدين السي ينتمون إليه.
وقد مثَّل هذا الإطار الطائفي - لا سيما وصف الضحايا على أنهم مرتدون وسحرة - تكتيكًا من جانب المسلحين لتجريدهم من إنسانية هدفهم وتبرير موتهم على أساس التفسير الديني. هذا أمر مقلق بشكل خاص، حيث إن الصوفية متأصلة بعمق في الأعراف الإسلامية في جميع أنحاء مصر (وفي أماكن أخرى). وفي حين أن أمر الجريري كان مستهدفًا على وجه التحديد في هذا الهجوم، فإن التبرير الطائفي يُمكن أن ينطبق على مجموعة واسعة من المسلمين المصريين.
وجاء في المرتبة الثالثة أسلوب السخرية والاستهزاء بواقع(18.3%)، وكانت السخرية إما من قتل مسلمين لمسلمين، أو السخرية على سبيل الشماتة في الضحايا حيث يرون أنه هناك علاقة بين الإسلام والإرهابي، أو أن المسلمين قد تجرعوا مرارة ما يفعلون من أفعال إرهابية؛ وذلك على حد ما يرون في التعليقات. وفي بعض التعليقات جاء التحليل السياسي لأبعاد الهجوم الإرهابي بواقع (8.7%)، والتهوين من تبعات الهجوم الإرهابي بواقع (3.3%) مقابل (2.7%) للتهويل وتضخيم الأمور.
وبالنسبة للاستمالات التي ارتكزت عليها التعليقات، يُشير الجدول السابق إلى أن ما يقرُب من نصف عينة التعليقات قد استخدمت الاستمالات العاطفية تأثرًا بالهجوم الإرهابي وتعاطفًا مع الضحايا بواقع (49.6%)، في حين استخدم (23.7%) استمالات منطقية أثناء النقاش حول طبيعة هذا الهجوم السياسي، وطرح بعض الرؤى السياسية أو تقديم حلول أو الاستفهام عن أيديولوجية التنظيم الإرهابي خلف هذا الهجوم الذي أدانه كثيرًا، حيث إنه قد قام بقتل أتباع الدين الذي يدَّعون الدفاع عنه.
كما استخدم (13.3%) استمالة التحريض على المسلمين والدين الإسلامي، و(7.5%) استخدموا استمالة السخرية من الضحايا والدين الإسلامي والمسلمين، فيما تقاربت النسب بين استمالات التخويف والتهوين والتهويل بما لا يتجاوز (2.2%) من إجمالي عين التعليقات.