الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

معونة الشتاء.. أنشئت كوسيلة لمساعدة الفقراء والمشردين على مواجهة آثار السيول والعواصف.. مطالبات بإعادة تفعيلها للتوسع في الحماية الاجتماعية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعاني المشردون في مصر من صعوبات تتصل بغياب المأوى أو الظروف الإنسانية التي تكفل لهم الحياة، خاصة خلال فترات انخفاض درجات الحرارة بفصلي الخريف والشتاء الأمر الذي يعرض الكثير من المشردين لخطر الاصابة بالأمراض الصدرية، ويطرح هذا في الوقت نفسه تساؤلات حول معونة الشتاء التي سبق التصريح بكونها أحد الأدوات التي تقدم للفقراء والمحتاجين لحمايتهم من برد الشتاء، فأين معونة الشتاء من تلك الأرقام والاحصائيات؟



تاريخ طويل
ولمن لا يعرف معونة الشتاء فهي تعد أحد الأشكال القديمة التي كانت تقدم لدعم الفقراء والمحتاجين داخل مصر خلال عهد الملك فاروق وتحديدًا في أواخر الأربعينات من القرن الماضي تم إنشاء ما يعرف بـ"هيئة معونة الشتاء" خلال عهد حكومة إسماعيل باشا صدقي، وكانت تهدف إلى إقامة مساكن دافئة للفقراء والمساكين والمشردين بجانب تقديم المساعدات المادية لهم.
وقامت وزارة الشئون الاجتماعية في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بحكومة الثورة عام 1952 بإصدار تلك المعونة وأطلقتها لدعم المتضررين من السيول والفيضانات التي كانت تضرب القرى والمناطق النائية وهو ما كان يساهم في تقديم المساعدات النقدية والإنسانية للمتضررين والفقراء، أما عن آلية هذا فكانت من خلال جمع رسوم حصيلة الطوابع التي كان يدفعها المواطن المصري عبر المصالح الحكومية كأماكن صرف التموين والسكك الحديد وداخل المدارس أيضًا والإدارات التعليمية حيث كانت تذهب الأموال إلى لجنة خاصة بمعونة الشتاء تابعة لوزارة الشئون الاجتماعية عبر الطوابع التي توجد على بطاقات التموين وتذاكر سفر القطارات ورسوم المدارس.
وفي عام 1961 تم إنشاء صندوق خاص لمعونة الشتاء داخل مختلف وزارات وهيئات القطاع العام ومهمة هذا الصندوق تتعلق بجمع معونة الشتاء على كل الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطن وتم التوسع في الأمر ليتم جمع التبرعات في هذه الصناديق بصورة شاملة طوال العام واستمر عمل صندوق تبرعات معونة الشتاء حتى عام 2002 حيث تم إلغاء اللجنة وصدر القرار رقم 84 لسنة 2002 بإنشاء المؤسسة العامة للتكامل والتي كانت تقع تحت مسئولية وزارة التضامن الاجتماعي وهي المؤسسة التي تعمل على تحديد مصادر تمويل المؤسسة العامة للتكافل في أربعة محاور وهي تبرعات المواطنين والطوابع والدمغة والزكاة ومن خلال الجهات الأجنبةي وتراوحت أموال هيئة التكافل ما بين 150 مليون جنيه تقريبًا.
وبعد هذا تم إنشاء مؤسسة بديلة للجنة شعارها من الشعب وإلى الشعب وتبدأ قيمة الطوابع من 25 قرشا لتصل في بعض الخدمات لجنيهات وتحصل على مدى 6 أشهر.
وحاليًا بحسب وزارة التموين فإنه يتم خصم جنيها واحدا على كل بطاقة تموينية تحت اسم "معونة الشتاء".



احصائيات وأرقام رسمية:
وبحسب الأرقام والاحصائيات المعلنة فإن معونة الشتاء تخدم نحو 12 مليون مصري ممن ليس لديهم معاش ثابت وهؤلاء ممن لا يوجد لديهم عائل حيث وصل حجم المساعدات التي قدمتها الهيئة العامة للتكافل الاجتماعي نحو 7 ملايين جنيه ويوجد نحو 27 وحدة تخدم المواطنين على مستوى المحافظات المختلفة لتقديم المساعدات للمتضررين والمحتاجين



رقابة صارمة
وبدوره حذر وائل نجم المحامي بالنقض والدستورية العليا، من التلاعب بمعونة الشتاء دون معرفة أين تذهب الأموال المنفقة وفي أي شيء تم توجيهها، مطالبًا بوجود الرقابة الملائمة للتأكد من عدم صرف المعونة في أشياء لا علاقة لها بالمحتاجين والفقراء.
وأشار إلى أن معونة الشتاء وإن كان الهدف من تدشينها في البداية كان هدفًا نبيلًا إلا أنه على الرغم من هذا فهي في وقتنا الحالي عبارة عن أموال لا يعلم أحد أين تذهب ولا إلى أي الفئات التي يمكن أن تستفيد منها الأمر الذي يحتاج إلى إيضاح وتوعية داخل الشارع المصري حتى يدرك كل مواطن أين ينفق أمواله وفيم تنفق بالتحديد، مشيرًا إلى أنه لا بد من وجود إيضاح لتلك النقطة من قبل وزارة التضامن الاجتماعي المسئولة عن المعونة على حد قوله.
وأضاف أن معونة الشتاء يتم تحصيلها من خلال حصيلة الطوابع التي توزع على بعض الجهات الحكومية كالتموين وهيئة السكة الحديد والإدارات التعليمية لتذهب الأموال بعدها إلى اللجنة التي تتولى تقديم المعونات للمحتاجين عبر دفع طوابع رسمية على بعض الخدمات الحكومية كبطاقات التموين وتذاكر سفر القطارات ورسوم المدارس.



مفهوج جديد
قال الدكتور صلاح هاشم، رئيس الشبكة المصرية للتنمية والحماية الاجتماعية أستاذ التنمية والتخطيط، إن دور معونة الشتاء بمرور الوقت لم يعد له جدوى كبيرة لاسيما مع انخفاض قيمتها مقارنة بقيمة الجنيه خلال الفترة الماضية علاوة على تدني القيمة الخاصة بها والتي تبدأ بربع جنيه ولا تزيدعن 5 جنيهات لافتًا إلى أن المعونة كانت فيما مضى عامة للمحتاجين ولكنها خلال الأعوام الأخيرة تحور مفهومها وأصبحت معونة الشتاء متعددة المصادر والنفقات ومتعددة التسميات فمعونة الشتاء تقدم الآن ضمن الخدمات التي يقدمها صندوق تحيا مصر.
ولفت إلى أنه هناك حاجة إلى تفعيل معونة الشتاء بشكل موسع مع اتجاه الرئيس عبد الفتاح السيسي للمناداة بدعم المحتاجين والغلابة مع مطلع العام الجاري، وتقديمها خاصة للمناطق الأكثر حاجة إليها في القرى والمحافظات التي ينتشر بها السيول والرياح العاتية التي تقتلع الأخضر واليابس معها وهو أمر هام لاسيما مع دخول عصر التغيرات المناخية حيث أصبحت درجات الحرارة متطرفة ومتغيرة الأمر الذي أدى لتضرر الكثير من الأسر خلال الفترة الماضية وهي الفئات التي يجب أن تعالجها معونة الشتاء على حد قوله. 
وأضاف أن هذا لدعم الفقراء والمحتاجين أيضًا وهو ما أدركته الدولة خلال الفترة الأخيرة، مناديا بضضرورة تواجد منظمات المجتمع المدني التي لطالما كان لها دور هام ومحوري في الأزمات الاجتماعية والإنسانية على مدى العقود الماضية على أن يكون هناك شراكة مع الدولة في إيجاد حلول للمشكلات التي تمر بها وتواجهها وهو ما يعد الأساس الذي تقوم عليه الحملات المختلفة مثل حملة الغذاء والكساء خلال وقت الشتاء.
ولفت إلى أن معونة الشتاء مختلفة عن فترة الماضي حيث تغير مفهومها من النطاق الضيق من حيث مساعدات الشتاء إلى المفهوم الأوسع للتكافل الاجتماعي حيث أصبحت تقوم على تقديم مساعدات إلى الأرامل والمطلقات وأبناء المساجين والفقراء من خلال مساعدات مادية إما كراتب شهرى أو عينية كالبطاطين والوجبات الغذائية ومساعدات لذوى الاحتياجات الخاصة.