الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

خالد الصاوي: الجونة مهرجان أحبه وأحترمه منذ انطلاقته الأولى..التكريمات والجوائز كشاف ينير طريق حياتي...أنا ثوري دائما من أجل مصلحة الشعب المصري..أدين بالفضل في مشوارى لـ"هدى وصفى" وفرقة الحركة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يكرم مهرجان الجونة السينمائي هذا العام الفنان خالد الصاوي، ويمنحه جائزة الإنجاز الإبداعي، تقديرا لمشواره الفني المليء بالعلامات المضيئة في السينما، والدراما والمسرح، وأكد خالد الصاوي أن التكريم بالنسبة له كالمصباح الذي يضيء له طريقه، ويشجعه على الاستمرار، ويري الصاوي أن ميزان اختياره للأعمال الفنية يعتمد على مدي إنسانية الشخصية التي يجسدها.
في حواره لـ«البوابة نيوز» يكشف الصاوي عن التكريمات في حياته، ولمن يدين بالفضل في كل ما وصل إليه، وما المرحلة التي يعتز بها في مشواره الفني، وأسباب خلافه مع د.هدي وصفي، وطريقة اختياره لأعماله، وأسباب هجره للمسرح، وتراجعه في الدراما وإلى تفاصيل الحوار.
■ ماذا يعني التكريم لخالد الصاوي؟
التكريمات والجوائز هي الكشاف الذي ينير لي الطريق في حياتي فمنذ صغرى كانت المادة التي أحبها في المدرسة أحصل فيها على الدرجة النهائية، والمادة الأخرى التي لا أحبها تكون نتيجتي فيها صفر، فكنت لا أملك أي تميز على مستوى الدراسة، وكذلك الرياضة فكنت أمارس الرياضات القتالية ولكن لا أحصد بطولات، ولكن عندما بدأت العمل في الفن بداية من الجامعة وجدت نفسي أحصد جوائز في الشعر والكتابة المسرحية، وكتابة الأغاني والتمثيل، وعندما دخلت معهد السينما وجدت نفسي أتفوق وأحصل على درجات مرتفعة، لم أكن أحصل عليها من قبل، فأصبحت الجوائز هي الكشاف الذي ينير لي الطريق في حياتي إن هذه هي الأمور التي أحبها وأنجح فيها.
■ هل لتكريم مهرجان الجونة مذاق خاص؟
الجونة مهرجان أحبه وأحترمه منذ انطلاقته الأولي، وأعقد عليه آمالا كبيرة جدًا أن يربطنا بالعالم، لذلك عندما استقبلت مكالمة من إدارة المهرجان كنت أتوقع أنهم سوف يطلبون مني مساعدتهم في أمر ما خاص بالمهرجان، ولكني وجدت مكالمة كلها تقدير وموضوعية، مما أسعدني كثيرا، خاصة وأن من حدثني ليس أصدقائي.
■هل تغيرت معايير اختياراتك الفنية منذ انطلاقتك الأولى حتى الآن؟
أنا لم أغير إستراتيجية عملي ولكني غيرت تيكتيكي فيه، فأنا أريد أن أكون فنانا جيدا أعبر عن كل متحدثي العربية في العالم، وفي نفس الوقت لا أريد أن أكون صوتا لنظام أو لعصر بعينه، أو شخصا يسعى وراء "بروباجندا"، فكنت دائما مهتم بتقديم أعمال أكثر إنسانية، فهذا استراتيجتي، أما تيكتيكي فهو أن أعمل في أفلام أكثر تجارية، وأحيانا أخري أعمالا للنخبة، بشرط أن لا أفقد المتعة فيما أقدمه حتى لو كانت أمرا بلا معني.

■ هل تضع لنفسك ميزانا أو خطة لاختيار تلك الأعمال؟
الميزان أساسه حبي لتجسيد الشخصيات الإنسانية، فكنت أجلس في محطات القطار والمطارات بالساعات حتى لو لم أكن مسافرا للفرجة على الناس، ففي أوقات كثيرة أشاهد أفلام وأخفض مستوى الصوت لمحاولة فهم تفكير هؤلاء الأشخاص، وأشاهد عالم الحيوان في أوقات كثيرة جدا لمراقبة الغرائز والدوافع والميول، مما يجعلني عندما أقدم شخصية معينة أشعر أن نفسيتي أكبر اتساعا مما هي عليه في الظاهر.
■ معني ذلك أنك مع تصنيف الأعمال الفنية؟
أنا ضد التصنيفات والعنصرية بكل أشكالها وأنواعها، بين البشر، فلا أحب الحياة في مجتمع يقوم بتقسيم الأعمال نخبة وعامه وغيرها، فلن أقدم فيلما عن شخص يجلس في مقهي وآخر بجلس في ناد، فأنا سوف أقدم فيلما مصريا عن شخص يجلس في المقهي أو يذهب للنادي.
■ من صاحب الفضل في تكوين خالد الصاوي وجعله ما هو عليه الآن؟
يوجد اثنان أصحاب فضل عليّ في حياتي، الدكتورة هدي وصفي باعتبارها حاضنة وأم راعية لجيلي، واحتضنت من خلال مركز الهناجر المسرح الحر، وفرقة الحركة التي كنت أرأسها، والتجارب التي قدمتها في ذلك الوقت، لذلك فهي الأم الروحية لي وأنكر أفضالها حتى الآن، أما الشخص الثاني فهو حسن حامد الذي عملت تحت يده في قطاع النيل بماسبيرو، فهو الأب الروحي لجيلنا أيضا، فكان بمثابة جسر لي فتعلمت منه تقاليد العمل الإعلامي والفني.
■ لكني سمعت عن الكثير من المشكلات التي كانت بينك وبين دكتورة هدي وصفي؟
هذه المشكلات كانت بسبب أنني كنت صغيرا في السن، فأنا الآن عصبي وطايش ما بالك عندما كنت صغيرا، فهي لم تكن على خطأ، وحتى لو كانت بيننا مشكلات فهي بمثابة أمي، ومن يأتي بجانبها أضربه بعنف وليس بهزار، وهذا حدث بالفعل قديما، فأي هجوم عليها أعتبره هجوما عليّ فهي سيدة غير مغرضة، وأحبها حبا غير عادي.

■ ما المرحلة التي تعتز بها في مشوارك الفني؟
أعتز بالمرحلة التي كونت فيها أول ٥٠٠ معجب ومتابع لي، وهي مرحلة لم تكن سهلة أو قصيرة، فقمت ببنائها في فترة طويلة، بداية من مسرح الجامعة، مرورا بفرقة الحركة والمسرح الحر، من أجل أن تجد من يتابعك عندما تقدم عرضا مسرحيا في الهناجر أو الطليعة أو غيرها من المسارح، فهؤلاء الـ ٥٠٠ أهم جمهور لي، لان أهم شيء في العمارة هو الأساسات، وتلك المرحلة أخذت مني مجهودا من سن ٢٤ إلى أن وصلت سن الـ ٤٠، حتى جاءت السينما ووفرت لي الانتشار.
■ هل كان من السهل عليك هجر بيتك الأول (المسرح) وتذهب للسينما؟
أنا أحب الفن، وأكتب شعرا وأعزف على العود، ولدي مجموعة قصص ومؤلفات، ومدونة عليها الكثير من المقالات، وعروض مسرحية من إخراجي وغيرها من الأمور التي تصب في تكوين خالد الفنان، أحيانا في حياتك لازم تنقل، فكان لا بد من الاستقرار على مهنة محددة، لان مشروعي الأول لم ينجح وهو الفنان الشامل داخل فرقة متكاملة، فكان يجب أن أتخذ قرارا ماذا يجب أن أكون، فلأول مرة أكون ديموقراطيا مع نفسي وتركت الجمهور يختار معي، فمثلا عندما ألقي الشعر الجمهور يمنحني ٥ قروش، وعندما أمثل أحصل على ٢٥ قرشا، وهنا لا أقصد المادة بل الإقبال، فالجمهور اشتراني كممثل أكثر من أي شيء آخر وأنا كان نفسي أن أكون نجما.

■معني ذلك أن السينما هي من استطاعت تقدير خالد الصاوي بشكل لائق؟
أنا لم أقل ذلك، فكل أمر أعطاني تقدير لائق وأكثر، فالتليفزيون منحني التقدير والجماهيرية والفلوس وهذا شيء لا يمكن إنكاره محبة في السينما عشقي الكبير ودراستي التي ذهبت إليها، وكذلك المسرح لولاه ما كنت أصبحت هكذا.
■ هل استطاعت السينما تحجيم ثورية خالد الصاوي؟
الثورية ليست شكلا معينا تتخذه لمواجهة وضع معين، فالأمر متوقف على جذرية الوضع الذي تريده، هل تريد تغيره تماما أم جزء منه، فجميع المواقف التي اتخذتها كنت مع العدل والكرامة الإنسانية، وكرامة بلدي، فلم أتخذ أنصاف الحلول، لذلك أعتبر نفسي ثوريا دائما في مصلحة الشعب المصري، والإنسانية، فأي شيء آخر يمكن أخذ ورد لأنك تحتاج إلى البناء وليس الثورة طوال الوقت.

■ لماذا لا يوجد عندك أوساط الحلول؟
لا يوجد شيء اسمه وسط فيوجد ليل أو نهار، حياة أو موت، أما الوسط فهو الخيال في حياتنا، أما الحياة الواقعية بين حدين.
■ لماذا تصدرت البطولة في فيلم جمال عبدالناصر ومع ذلك تراجعت لأدوار ثانوية؟
لأنه لم ينجح، فلا يصح أن تستمر كبطل وعملك لم ينجح، وهذا من الأخطاء التي وقعت فيها أنه بعد عرض جمال عبدالناصر كان يعرض عليّ أدوار كنت أرفضها، لأني كنت أعتقد أنه طالما وصلت للبطولة سوف أستمر كبطل، ودفعت ثمن ذلك سنوات عديدة حتى استوعبت الدرس، وبدأت أقدم أدوار ثانوية، حتى وصلت مرة أخري للبطولة.
■ هل تؤمن أن الإنسان أحيانا يجب أن يعود خطوة للوراء؟
ليس الإنسان فقط، النمر يفعل ذلك في الغابة، والأسد عندما يصطاد، والحروب بها كر وفر، فالتعلم ليس عيب.
■ هل تمر بتلك الأيام الآن؟
طبعا، في كل مرة لم أستطع فيها التكيف مع اللحظة، برجع للوراء، فأنا وصلت لوضع أعلى ولكني لم أستطع الحفاظ عليه بالتأكيد هذا خطأ مني، بل بتأكيد أنا ارتكبت أخطاء، لأصل إلى ما وصلت إليه لذلك أجلس مع نفسي لكي أداوي تلك الأخطاء وعلاجها.