الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

أماكن استضافة لمرضى السرطان المغتربين.. الإقامة مجانية في دار نهر الحب الخيرية.. و3 سيدات على المعاش يقدمن الرعاية للوافدين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في ظل معاناة مرضى ومريضات السرطان الوافدين من المحافظات، وفى ظل عدم قدرتهم على تلقى العلاج داخل المحافظات التابعين لها، الأمر الذى يجعلهم يقطعون المسافات الشاقة من أجل تلقى العلاج تظهر هنا رحمة ورفق العديد من الجمعيات المنتشرة في ربوع محافظتى القاهرة والجيزة والتى تعمل على مساعدة هؤلاء المرضى إما بصورة مادية أو معنوية.



وكان لـ"البوابة نيوز" جولة داخل دار جمعية نهر الحب الخيرية المتواجدة بشارع خاتم المرسلين بالجيزة الذى يعج بمحاربات مرضى السرطان حيث يوفر خدمة الإقامة المجانية في المكان الذى يوجد به سيدات يتكفلن بخدمة المريضات المقيمات داخل الدار وهى بسمة فتحى وأم جنات حيث تقوم السيدتان بالعمل على رعاية المريضات وتسهيل إقامتهن داخل الدار حتى موعد الرجوع إلى المنزل بعد تلقى العلاج.
قصة المكان هنا تبدأ من ثلاث سيدات أحلن على المعاش بعد رحلة عمل طويلة وشاقة وهمن السيدة عبلة سرحان وكانت مدير عام إدارة الدراسات العليا بأكاديمية الفنون والحاجة أسماء عثمان وكانت تعمل مدير إدارة بالمدينة الجامعية للطالبات بالجيزة والحاجة خضرة عبد المحسن وكانت تعمل مدير عام حسابات بأكاديمية الفنون حيث قررت السيدات أن يشاركن في العمل الخيرى ليقمن بشراء وتخصيص منزل مجانى لمريضات ومرضى السرطان الوافدين من محافظات بعيدة وتوسع الأمر ليشمل منزل آخر للرجال بذات العمارة وهو الأساس الذى بنيت عليه جمعية نهر الحب الخيرية التى تم افتتاحها لرعاية مريضات ومرضى السرطان والذى لم يقتصر نشاطها عند ذلك الحد بل وامتد النشاط ليكون عبر تقديم الدعم المادى للمريضات والمرضى ورعاية الأيتام وتقديم الدعم المادى لهم وتنظيم الرحلات والأنشطة لمرضى ومريضات السرطان خلال الأعياد والمواسم الرسمية.
والتقت "البوابة نيوز" مع عدد من المرضى منهم أم محمد، والتى تبلغ من العمر ٦٠ عامًا وهى سيدة مكفوفة من قرية ريفية بمنشأة القناطر، أصيبت بمرض سرطان الثدى وتسير في رحلة علاجية مريرة بعد إصابتها بالمرض.



وتتلقى أم محمد العلاج حاليًا بوحدة الطب النووى بمستشفى قصر العينى التابع لجامعة القاهرة حيث أجبرتها الظروف خلال الفترة الماضية على الذهاب بصورة يومية إلى مقر المستشفى من أجل تلقى جلسات العلاج الكيميائى وإجراء الفحوصات، لافتة إلى أنها قامت بعمل ٢١ جلسة علاج كيميائى ثم الانتقال إلى منزلها بعد ذلك وهو ما زاد من معاناتها في ظل ابتعاد قريتها عن المستشفى وصعوبة المواصلات عوضًا عن أنها من أسرة محدودة الحال لم تستطع توفير نفقات العلاج أو المستشفى حيث كانت تدفع نحو ٦٠ جنيها يوميا في سبيل الذهاب إلى المسشتفى وهو ما جعلها تتجه إلى الاقتراض من أقاربها ولهذا فقد تقدمت بطلب العلاج على نفقة الدولة، قائلة "والله مكنت بلاقى فلوس أجى للمستشفى لولا مساعدة معارفها وفاعلى الخير".
ليست أم محمد الوحيدة داخل الدار فهناك سامح حمدان وهو رجل أربعينى من محافظة قنا بنجع حمادى ومقيم بقرية الوحدانى والذى برغم شبابه وقوته التى عرفه بها أصدقائه ومعارفه خلال عمله الحر إلا أن قوته تبخرت مع إصابته بمرض سرطان المخ ليبدأ رحلة علاجية منذ نحو عامين داخل وحدة الطب النووى بقصر العينى في القاهرة.
وعرف سامح عن الدار بالصدفة ليقرر الإقامة هناك خلال رحلته العلاجية الصعبة في شقة الرجال بالمضيفة وبمراعاة ابنه الأكبر وبرغم أن حالة سامح كانت قد استقرت نوعًا خلال الفترة الماضية خاصة بعد أن كان قد أجرى نحو ٥ عمليات جراحية إلا أن المرض رد عليه بصورة بشعة الأمر الذى أسفر عنه وجود مشكلات في النطق والحركة ليتكفل الدار برعاية سامح خلال فترة علاجه عبر تقديم الإقامة والطعام والشراب مجانًا.
حينما تحدثنا إلى سامح كان الكلام عليه صعبًا إلا أن ما فهمناه من حديثه المتقطع لـ "البوابة نيوز" أن الرجل يعانى من الألم الصعب جراء ارتداد الروم مرة أخرى لجسده بعد أن كان بقوة وبحال جيد خلال فترة عمله بليبيا منذ أعوام قبل أن يعود للقاهرة ويصاب بأعراض السرطان المؤلمة برأسه وهو حاليًا يعالج بالعلاج الإشعاعى داخل المستشفى ومقيم بدار نهر الحب ويتخلل إقامته العودة إلى بلده مرة واحدة شهريًا ليأتى بعدها مستأنفًا رحلته العلاجية.



كما التقت "البوابة نيوز" كذلك مع مؤسسات الدار حيث قالت عبلة سرحان رئيس مجلس إدارة جمعية نهر الحب الخيرية ومؤسسة الدار، إن الفكرة جاءتهم منذ عام ٢٠٠٩ وهو ما جاء في ظل تنامى شعورهم بمعاناة مريضات السرطان الذين يأتون من محافظات بعيدة دون وجود أماكن لإيوائهم كما لا يوجد أماكن توفرها المستشفيات وهو ما كان يضطر البعض إلى النوم بالشوارع أو على الرصيف أحيانا في ظل الحالة الصحية الصعبة التى يعانى منها هؤلاء المرضى خاصة القادمين من محافظات بعيدة مثل صعيد مصر.
ولفتت سرحان إلى أن الدار يوفر إقامة مجانية للمريضات كما يتم توفير وجبات الطعام اليومية والتى يتم إعدادها بصورة مجانية كذلك بالنسبة للمرضى مشيرة إلى أن مصدر تمويل الدار يكون من خلال التبرعات التى تعمل السيدات الثلاثة مديرات الدار على جمعها للمرضى والتى يقوم بها فاعلو الخير، مؤكدة أن الدار يوفر أيضًا الانتقالات للمريضات بصورة مجانية من خلال ميكروباص يتيح الانتقال من وإلى الدار بعد العلاج داخل المستشفى.
وأوضحت أن الدار يسمح بوجود مرافقين للمرضى داخله وذلك لأن المرضى المقيمين بالدار قد لا يستطيعون خدمة أنفسهم بسبب تفاوت شدة حالاتهم المرضية بالسرطان وهو ما يجعل هناك حاجة إلى وجود أقاربهم أو ذويهم داخل الدار وهو ما تسمح به الدار من أجل التسهيل على المرضى ومراعاة لظروفهم الصحية والنفسية.



ومن جانبها تابعت أسماء عثمان، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية نهر الحب، أن العمل الذى يقومون به إنسانى بحت خاصة مع معاناة الكثير من المريضات الوافدات من محافظات مختلفة عن القاهرة وهنا يكون دور الدار لتذليل العقبات أمام المريضات والمرضى، قائلة "كانت هناك مريضة تنام في حديقة سيدنا الحسين وحينما سألناها عن حالتها قالت مليش حد في القاهرة أقعد عنده".

وأوضحت أن الإقامة في الدار تكون عبر جواب موجه من المستشفى الذى تتلقى فيها المريضات العلاج إلى الدار ومن خلال وزارة الشئون الاجتماعية التابعة لوزارة التضامن أيضًا حتى يكون الموقف قانونى بصورة كاملة، متابعة أن الدار تستقبل المريضات على مدى ٢٤ ساعة بمجرد الاتصال حيث يتم تذليل العقبات أمام السيدات الراغبات في الإقامة وهو ما حدث من قبل مع سيدة من محافظة قنا جاءت إلى الدار فجر اليوم.
ولفتت إلى أنه يوجد حالات من شتى المحافظات بداية من شمال سيناء وحتى محافظة الأقصر وأسوان بصعيد مصر مشيرة إلى أنه لا يتم تقديم الدعم المادى فقط وإنما الدعم المعنوى أيضا حيث يتم الاهتمام بالحالة النفسية للمقيمات ولهذا يتم تنفيذ أنشطة ترفيهية داخل الدار بجانب الرحلات التى يتم تنظيمها لهم، مشيرة إلى أنه لا يتم استقبال المصريين فقط وإنما الجنسيات العربية الأخرى كالسوريات أو السودانيات أو اليمنيات أيضًا انطلاقا من الدور الخيرى الذى يقوم به الدار لخدمة المرضى والمريضات.
وأكدت أنه هناك من المرضى أو المريضات بالسرطان من لا يستطيع توفير علاجه الخاص كما أن هناك من لا يستطيع توفير ثمن التحاليل المطلوبة وهنا يخصص الدار جزءا من المال للمرضى حسب الإمكانية المادية التى يمكن أن يقدر عليها الدار لشراء الدواء وعمل التحاليل المطلوبة.
ومن جانبها قالت خضرة عبد المحسن، نائبة رئيس مجلس إدارة بالجمعية، إن الدار يمارس جميع الإجراءات الاحترازية منذ فيروس كورونا بالحرص على التباعد الاجتماعي لدواع ذلك خاصة أن مريضات السرطان ضعيفات المناعة وهو أمر قد يؤثر فيهن في ظل انتشار فيروس كورونا وهو ما جعلهم يغلقون الدار لفترة.
ولفتت عبد المحسن إلى أن التحدى الذى واجه الدار خلال الفترة الأخيرة يتمثل في توفير التبرعات الخاصة للدار وهو ما تدنى مع انتشار فيروس كورونا، قائلة "بس احنا بنكافح من أجل استمرار العمل الخيرى للدار".