أكد الناقد الأدبي الدكتور محمد سليم شوشة أن رواية "بساتين البصرة" للكاتبة منصورة عز الدين تحفل بالعديد من الجماليات، بينما كانت تركز على نقطة تاريخية مهمة جدا لأنها فجرت بعد ذلك كل الفرق الكلامية في الإسلام، وإليها تعود جذور الخلافات السياسية.
وأضاف "شوشة" خلال كلمته بندوة مناقشة الرواية المقامة الآن في صالون ساليمينا الثقافي، أن "بساتين البصرة" تمكنت من الجمع بين التشويق الشديد القريب من روايات الجريمة واللغز وبين القيمة الدلالية والفكرية أو الانشغال ببعض الأسئلة المهمة والراسخة مثل التكوين النفسي والديني لصاحب الكبيرة وموقف الدين منه.
وتابع أن جماليات الرواية تأسست على نماذج إنسانية مركبة وتتسم بطابع حركي وتكوين نفسي يبدو في ظاهره هادئا.
وأوضح أن هذا التأسيس يؤشر نحو حقيقة مهمة وهي أن مركز الطرافة والعجائبية في الأدب الروائي ربما لا يكون في الواقعية السحرية أو الفانتازيا والخيال العلمي واختلاق وتصنيع نماذج غير بشرية، بل يكون بكل بساطة عبر التنقيب في النماذج الإنسانية العادية التى تزدحم من داخلها بالتناقض ويمكن أن ترتكب جرائم عظيمة في لحظات عابرة.
ويستكمل "شوشة" حديثه قائلا: من الجماليات أيضا تمكن الرواية من الانسحاب أو الصمت أمام نوافذ كثيرة للاستطراد والترهل مع أشياء تاريخية قد لا تكون مجدية تبدو مفتوحة في جسد الحكايتين على نحو ما نرى تصرف السرد مع تجسيد الصراع الفكري والديني.
يشار إلى أن مناقشة رواية "بساتين البصرة" انطلقت مساء اليوم السبت في صالون ساليمينا الثقافي بمشاركة الروائية منصورة عز الدين والناقد الأدبي الدكتور محمد سليم شوشة، والناقد الدكتور ياسر ثابت.
