الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

كلمات ولكمات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدو أننا دخلنا فى مرحلة العد التنازلى لسقوط الإرهابى الدولى أردوغان رئيس تركيا الذى تتوالى عليه اللكمات من جميع الاتجاهات محليا ودوليا.
ويبدو أن أردوغان من أصحاب الجلد السميك لا يريد الاعتراف بفشله فى قيادة بلاده اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، وهو الأمر الذى جعل رفاقه القدامى بحزبه وبعضهم أصبحوا من معارضيه يجهرون علنا بتوجيه النقد واللوم له بسبب الحالة التى وصلت إليها تركيا بعدما أصبحت دولة منبوذة من جيرانها الأوروبيين وحلفائها بالأطلنطى من جهة ومحيطها الإسلامى من جهة ثانية، وهو الأمر الذى لم يخفه جو بايدن، المرشح القوى على رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، الذى رأى أنه يجب التخلص من أردوغان بالعمل على مساندة المعارضة التركية للإطاحة به بسبب المشكلات الدولية التى تسبب فيها ملمحا إلى مساندة أردوغان داعش، والتى لولا هذه المساعدة لما كان لهذا التنظيم الإرهابى وجود.
ولم يخف الرئيس الأمريكى ترامب امتعاضه وغضبه من أردوغان، ونفس الأمر بالنسبة للرئيس الروسى بوتين علما بأن بوتين يستعمل معه سياسة العصا والجزرة بدعم الجيش السورى عسكريا فى مواجهة الجيش التركى وعصاباته الإرهابية فى سوريا.
وتعيش دول شرق المتوسط فوق صفيح ساخن بسبب أردوغان وأطماعه مع ترقب انفجار الغضب الأوروبى ضد لص تركيا بأى لحظة لإصراره على التنقيب عن الغاز فى مناطق حدودية بالمياه العميقة لقبرص واليونان، وهو الأمر الذى حاول حلف شمال الأطلنطى وبخاصة ألمانيا احتواءه لتلافى مواجهة عسكرية مباشرة، خاصة مع إعلان اليونان الاستنفار وقيام إحدى قطعانها العسكرية بصدم فرقاطة تركية وتحطيم جزء منها مع إرسال فرنسا فرقاطة عسكرية وطائرات لدعم قبرص ناهيك عن غضب مصر.
وكان أردوغان قد جن جنونه بعد توقيع مصر واليونان اتفاقية ترسيم الحدود بينهما ووافقت عليها الأمم المتحدة لتصبح رسمية وإلزامية، وهو الأمر الذى جعل اتفاق أردوغان البحرى مع السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية حبرا على ورق، خاصة مع عدم اعتراف العالم والأمم المتحدة به فخرج أردوغان يلهث كالمجنون رافضا اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر واليونان وبالطبع ضحك الجميع من خيبته.
وزاد الطين بله داخليا ببلاده توجيه زعيم المعارضة التركية كمال كليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهورى نقدا عنيفا لأردوغان مستغربا سياساته التى جعلت العلاقات بين تركيا والقاهرة تتدهور لتخسر تركيا صديقا تاريخيا هو مصر مطالبا أردوغان التوقف عن إرسال أسلحة إلى ليبيا متسائلا عن سبب إقدام بلاده على تأجيج النزاع فى وقت يمكنها أن تكون وسيطا لإنهاء الحرب الليبية، ولكن أردوغان كما نرى أذن من طين وأذن من عجين.
وعلى بياض كشف المعارض التركى حسنو ماهاللى عن أن هدف أردوغان فى ليبيا هو استفزاز مصر باعتبارها دولة كبيرة مضيفا أن تركيا تبنى وحدتين عسكريتين فى ليبيا واحدة جوية والأخرى برية. 
ولم يسكت داود أوغلو، رئيس وزراء تركيا السابق الحليف السابق لأردوغان ورئيس حزب المستقبل حاليا وصب جام غضبه على أردوغان، الذى ارتعد إثر حدته بالكلام بمؤتمر دافوس 2009 مع شيمون بيريز رئيس إسرائيل حينذاك وخشية العواقب طلب أردوغان من أوغلو توجيه اعتذار نيابة عنه لبيريز.
وهذا يعنى أن أردوغان أسد على شعبه وبخاصة قوى المعارضة المقهورة نعامة أمام غضب قادة إسرائيل.
وكان أردوغان قمة فى البجاحة عندما رد على منتقديه لعداوته لمصر قائلا إن تركيا عازمة على حماية حقوقها فى شرق المتوسط وهى تواجه قوى لها حساباتها لمنع تنقيب تركيا عن الغاز.
والطريف أن أردوغان حليف إسرائيل الذى تجمعه صور حميمة بابتسامة عريضة مع جزار صابرا وشاتيلا شارون ونتنياهو انتقد بضراوة الاتفاقية الإماراتية مع إسرائيل، التى استهدفت من ورائها الإمارات وقف قضم إسرائيل الأراضى الفلسطينية وإنعاش السلام مع الفلسطينيين مقابل إقامة علاقات مباشرة بين البلدين.
ولمن لا يعلم يلعب أردوغان على الوجهين، وكثير من قادة العالم يعرفون ذلك فما يقوله بالميكروفونات يختلف عمَّا يقوله وجها لوجه وهو الأمر الذى كان مثار دهشة واستغراب نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى الذى ألمح لهذا بإحدى مؤتمراته الصحفية مبديا دهشته من هجوم أردوغان على إسرائيل أمام الإعلام مستدركا أنه المهم أن العلاقات سمن على عسل بين البلدين.