أكد الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الليبيين يتعرضون لحالة ابتزاز مستمرة من قبل الرئيس التركي أردوغان، بمساندة تامة من فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الإخوانية.
وأشار إلى أن صحيفة "زمان" التركية الشهيرة، اعترفت في تقرير نشرته الأسبوع الماضي، بأن أردوغان يستغل علاقته الوثيقة مع السراج، من أجل استنزاف موارد ليبيا، لصالح الاقتصاد التركي.
وأضاف: "الصحيفة أوضحت في تقريرها أن مسؤولين بحكومة السراج، ورجال أعمال مقربين من أردوغان، أقروا بأن الأخير يستولي على الموارد الليبية عن طريق دفع المرتزقة والجهاديين الموجودين في ليبيا، إلى الضغط على السراج لإجباره على الرضوخ لمطالب أنقرة المالية، واصفين ما يجري بالابتزاز العلني.
مأساة أمنية
وأشار بدر الدين إلى أن الأزمة الاقتصادية التي يعيشها الليبيون، لا تنفصل عن المأساة الأمنية المتمثلة في هيمنة المرتزقة المسلحين على مقدرات الحياة والأمن، في العاصمة طرابلس، مما جعل أهالي المدينة وضواحيها يعيشون حالة احتقان شديد.
ولفت إلى أن المرتزقة الأجانب أصبحوا يسيطرون على كل شيء في المدينة، سواء كانوا المرتزقة السوريين، الذين جلبتهم تركيا، لمساندة ميليشيات السراج، أو التشاديين أو السودانيين، الذين يجلبهم الإرهابي أسامة جويلي قائد ما يعرف بالمنطقة الغربية، في مليشيات السراج.
وأشار بدر الدين إلى أن المعلومات الواردة، تؤكد المرتزقة أن التشاديين الذين يقاتلون في صفوف حكومة السراج، يحصل كل منهم 3000 دينار ليبي، وأن ما دفعهم إلى الاتجاه للنشاط الإجرامي، هو التخفيض الذي حلّ برواتبهم بحيث أصبح كل منهم يحصل على 200 دينار ليبي فقط، يدفعها لهم أسامة الجويلي للدفاع عن تنظيم الإخوان الإرهابي.
وشدد بدر الدين على أن حكومة السراج تقود ليبيا إلى خراب ودمار محققين، اقتصاديا وأمنيا، وهو ما يستدعي التدخل الحاسم قبل أن يتحول ذلك البلد إلى دولة فاشلة، يصعب الخلاص من تأثير أزماتها على منطقة الشرق الأوسط والعالم، فضلا عن تحولها إلى بؤرة ساخنة ينطلق من الإرهاب.
