الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

كيف غير ترامب صناعة النشر في الولايات المتحدة؟

ترامب
ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يضع ترامب الاقتصاد على رأس قائمة أولوياته منذ صعوده للبيت الأبيض في عام 2016، فمضى بعقلية رجل الأعمال يوفر فرص للعمل، أو زيادة الرواتب، فشهد الاقتصاد انتعاشا ملحوظا قبل أن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن بتفشي فيروس كورونا وما فرضه من إجراءات وقائية ألقت بظلالها على الأوضاع الاقتصادية.. قطاع النشر وصناعة الكتاب كان أيضا من القطاعات التي تمكن ترامب من تغيير خريطتها بشكل مباشر واخر غير مباشر، صحيفة "ذا ايكومونست" نشرت تقرير حول هذا التغيير..
لقد كان أمرا شديد الغرابة، ومن الصعب تصديقه أن يباع كتاب واحد عن رجل الأعمال ورئيس الولايات المتحدة الحالي"دونالد ترامب". عندما سعى الصحفي الاستقصائي ديفيد كاي جونستون إلى نشر سيرة ذاتية عن ترامب وذلك بعد فترة وجيزة من إعلان الأخير رغبته في الترشح عن الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية عام 2016.
ويقول كاي، في عام 2015 أبلغت ناشرتي برغبتي في كتابة سيرة ذاتية لهذا الرئاسي، ولكنها رفضت ذلك إذ كانوا الناشرين يستبعدون وصول "ترامب" إلى الانتخابات النهائية لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية. 
وعندما وصل ترامب للمراحل النهائية نشر جونسون كتابين الأول "كواليس دونالد ترامب" و"وواشنطن بوست كشفت ترامب" وتصدر كلاهما قوائم الكتب الأكثر مبيعًا بعد ذلك..
ومع فوز ترامب على مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كليتنون، صدر عدد كبير من الكتب التي تتناول ترامب وحياته، وتوقعات لفترة رئاسته، فغرق السوق الأمريكي بهذه العناوين التي اختلف الناشرون حول جودتها، ولكنها حققت نجاحات جماهيرية ولاقت قبولا، فالجميع يكره ترامب ولكنهم لا يستطعون التوقف عن القراءة عنه.. 
وكان آخر هذه العناوين الكتابين الذين صدروا في الشهر الجاري:" الغرفة التي حدث فيها ذلك" للمستشار السابق للرئيس ترامب جون بولتون، وكتاب "كثير جدا وغير كاف: كيف صنعت عائلتي أخطر رجل في العالم" من تأليف ماري ترامب ابنة شقيق ترامب الأكبر. 
وحسب تعليقات النقاد تعطي هذه الكتب صورة عن ترامب بأنه:"أحمق مجنون غير كفؤ وغير قادر بشكل أساسي على إدارة البلاد. بعبارة أخرى، تكشف هذه الأحاديث بشكل أو بآخر أن الرئيس الذي يظهر أمامنا على مدى الساعة هو نفس الشخص الذي يقف وراء الكواليس - مع بعض الاستثناءات المبهجة".
باع كتاب بولتون 780 ألف نسخة في أسبوعه الأول، فيما وصلت مبيعات الكتاب الثاني 950،000 في يومه الأول، وهو رقم قياسي حسب تصريحات الناشرين في الولايات المتحدة.
مع تحقيق هذه المبيعات العالية يتولد لدى الناشرين يوما بعد يوما شعورا بأنه هذا الاتجاه الجديد في الصناعة لن يزول ولن ينتهي. فترامب يعيد تشكيل صناعة النشر الأمريكي، تمامًا كما يعيد تشكيل الحياة السياسية الأمريكية. كما يشير الناشرين إلى تأثير هذا الاستقطاب على المجتمع وصناعة النشر والثقافة بصورتها الأوسع في السنوات المقبلة. رئيس الدعاية بأحد دور النشر نيكولاس لاتيمر، يكشف تأثير هذه العناوين على الصناعة فيقول "ليس لدينا أي كتب عن دونالد ولكنني أتمنى لو فعلنا ذلك، لكنني سعيد لأننا لم نفعل ذلك أيضا."
كريستين ماكلين أحد المديرين التنفيذيرين لدور النشر الأجنبية تقول إن ارتفاعات وزيادة أعداد الكتب التي تتعلق بالعلوم السياسية والتاريخ والسير الذتية زادت بنسبة ملحوظة منذ عام 2004، إلا أن عام 2016 كان بمثابة نقطة تحول في هذه المبيعات.
وتضيف:"في مجال العلوم السياسية، شهدنا مستوى عالٍ من الارتباط بهذه الكتب منذ بداية إدارة ترامب، يف حين أن كل إدارة لديها كتب تم كتابتها عن دوائر انتخابية مختلفة، إلا أننا رأينا زيادة قوية جدًا في عدد الكتب التي تمت كتابتها، على اليمين واليسار، منذ عام 2016. بشكل عام، أعتقد أن الاستقطاب الحالي الثقافة تقود الكثير من مبيعات الكتب من جميع الجهات".
فحسب إحصائيات دور النشر شهدت الكتب التي ألفها ترامب زيادة في المبيعات كما باعت كتب كلينتون منافسه الأبرز، أيضا نسخ كثيرة 
وبرغم الاختلاف حول مستوى الكتب التي تتناول شخصية ترامب ومدى صدقها ينظر الناشرون نظرة أخرى حول هذه الأعمال إذ يعتقدون أن المبيعات الضخمة التي وفرتها هذه الكتب ربما ستعود بالنفع على أعمال أخرى، تصدرها دور النشر فتتيح فرص أكبر لأعمال أخرى.
وحسب الناشرينؤ يتوقع أن تشهد هذه الكتب زيادة في أعدادها حال خروج ترامب من البيت الأبيض في يناير المقبل، إذ ربما تنكشف الكثير من الأسرار حول هذه الفترة من لاعبين أخرين في الوسط السياسي.
وعلى عكس ما تم نشره خلال سنوات توليه الحكمـ، يتوقع الناشرون أن تتميز كتب ما بعد مرحلة ترامب بدقة التحليل والموضوعية والعمق في معالجة الأمور وتقييمها.