الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الوزير ينجح في الثانوية!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يمكنك أن تقر بكل ارتياح أن وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى، قد نجح بتفوق في أكبر امتحان تعرض له وزير تعليم في تاريخ وزارته نظرا لازدحام الظروف المعرقلة لتجربته من أعداء النجاح، بل أعداء الدولة في الداخل والخارج.
فكلنا يتذكر ما قامت به جروبات ما يسمى بـ"الماميز" التى كانت تحذر تحذيرا لا يخلو من توسلات مفتعلة تصاحبها دموع تماسيح مخادعة من كارثة إصابة أبنائنا وفلذات أكبادنا من العدوى من جائحة مخيفة سريعة الانتشار والعدوى وهى جائحة "كورونا".
بل إن أغرب التحذيرات هى ما صدرت عن نقابة الأطباء وقالت فيها إنه من المتوقع إصابة عشرات الآلاف من طلبة الثانوية العامة بعدوى جائحة "كورونا" إذا صممت وزارة التربية والتعليم على إجراء امتحانات الثانوية العامة خاصة أن عدد الطلاب الذين يستعدون للامتحانات يبلغ نحو 700 ألف طالب وطالبة.
وكان من الملاحظ أن تحذير نقابة الأطباء من إجراء الامتحانات جاء قبل أيام قلائل من بداية الامتحانات وبعد أان استعدت الوزارة بكامل لياقتها ونشاطها للاختبار الأهم في حياة الطالب المصري.
وكان تحذير نقابة الأطباء هو الأشد تأثيرا بين أولياء الأمور والطلاب خاصة أنه تحذير صدر من أعلى مؤسسة طبية تضم جميع أطباء مصر.
وأعقب هذا ظهور عدد من الجروبات الممولة من بعض الطلاب وبعض أولياء الأمور على مواقع التواصل الاجتماعي، تطالب بعدم إجراء امتحانات الثانوية العامة هذا العام وتأجيلها للعام المقبل أو استخدام وسيلة "الأبحاث" عبر الإنترنت بدلا من إجراء الامتحان التقليدى المعروف من خلال "البوكليت".
ومما لا شك فيه أن كل هذه العوامل كانت سببا في ضغط نفسى هائل لدى كل من ولى الأمر والطالب معا، وهو ما يفسر قيام كثير من الطلاب إلى الاحتفال بالغناء والرقص أمام اللجان بعد انتهاء الامتحانات، لإحساسهم بأنهم قد خاضوا معركة نفسية بالغة الصعوبة على مدى عام كامل بلغ مداه الأقصى منذ مارس الماضى وحتى نهايات يوليو الجاري. ولذلك حق لهم الاحتفال بما أنجزوه رغم الضغوط التى أحاطت بهم من أطراف عدة.
ورغم أن إخراج الامتحان والاستعداد له لم يكن حصرا على وزارة التربية والتعليم حيث شارك فيه وزارات عدة منها وزارة الداخلية ووزارة الصحة ووزارة التصنيع الحربى، إلا أن القائد الأعلى للمنظومة كان وزير التربية والتعليم الذى خاض التجربة متحملا مسئولية ما يمكن أن تتعرض له من فشل.
هو إنجاز يحسب للوزير ويؤكد مدى قدرته على تحدى ما ورثه من ترهل شديد أدى إلى أن أصبحت المدارس مجرد هيئة رسمية -حكومية أو خاصة- مهمتها اجراء الامتحانات واستخراج شهادات النجاح.بعد أن أصبح الطالب يعتمد في تحصيل العلم على "دكاكين" الدروس الخصوصية أو ما يسمى "السايبر" التى أصبحت عبئا ثقيلا على الأسر يلتهم دخولهم ويعرضهم لضغوط نفسية طوال حياتهم منذ التحاق أطفالهم بمرحلة الروضة إلى تخرجهم من الجامعة التى أصيبت هى الأخرى بعدوى الدروس الخصوصية في العقدين الأخيرين.
ولا شك أنه إذا استطاع الدكتور طارق شوقى تخليص الأسر المصرية من مافيا الدروس الخصوصية يكون قد أنجز إنجازا يستحق عليه لقب الأبطال بعد أن أصبحت سرطانا لا يمكن الشفاء منه إلا الاستئصال والقطع بحدة وإرادة.