الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

«مجانين الشوارع».. المرض النفسي متهم بقتل الأرواح البريئة.. خبير قانوني: الجاني يعرض على لجنة طبية لبيان مدى صحة قواه العقلية.. خبير نفسي: العلاج ضروري قبل مرور 6 أشهر من ظهور الأعراض

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تلاحظ في الوقت الأخير وقوع عدد كبير من جرائم القتل التي كان سببا فيها أشخاص مرضي نفسيين أو يعانون من خلل عقلي، ربما الذي أصابهم هي أمراض وراثية أو لظروف اجتماعية واقتصادية طاحنة، هؤلاء الأشخاص تجدهم منتشرين في الشوارع وعلى الأرصفة، وتحت الكباري.
تعرفهم بملابسهم البالية الرثة وشعرهم الأشعث وقلة نظافتهم، هذا ما يميز الكثيرين منهم، وربما الآخر هو شخص مظهرة الخارجي سوي تماما ولا تستطيع أن تفرقة بين الناس ولكنه في عقلة صراعات كثيرة من الأفكار كان المرض النفسي سبب فيها، هؤلاء الأشخاص أصبحوا يرتكبوا جرائم تصل إلى القتل، وبعضهم أصبح يمثل خطرا، وفي هذا التقرير ترصد "البوابة" آخر الجرائم التي وقعت بسبب المرض النفسي، ولعل آخر الوقائع كانت بمنطقة المطرية، حينما قتل مهتز نفسيًا سائقًا أمام باستخدام سكين، وذلك امام محطة مترو المطرية لسخريته منه عقب ادعائه أنه المهدي المنتظر، وتم ضبط المتهم.
أعادت تلك الواقعة إلى أذهاننا حادثة تعدى مهتز نفسيًا بسكين على أمين شرطة في الزمالك، مما أدى وفاته.
كما تسبب المرض النفسي بوقوع جريمة قتل مأساوية، عندما أقدمت ربة منزل تبلغ من العمر 33 سنة، بإلقاء طفلتيها من شرفة الطابق الرابع ثم قامت بإلقاء نفسها إلا أن "حبل الغسيل" أنقذ حياتها، وذلك بقرية الرملة بمدينة بنها بمحافظة القليوبية.
ومن أبشع الجرائم التي وقعت بسبب المرض النفسي هي ما شهدته قرية على خضر، التابعة لمركز الرحمانية بالبحيرة حين أقدم "نقاش"، على قتل بناته الثلاثة وزوجته بالسم، ثم شنق نفسه، وأظهرت أن الأب مرتكب الواقعة، يعاني من حالة نفسية سيئة منذ فترة زمنية طويلة.

وفي هذا السياق يقول المستشار «سمير الششتاوي»، الخبير القانوني، أنه لا بد للبعض أن يصحح مفهومة عن عقوبة جرائم المرض النفسي، فالبعض يعتقد، ويزعم خطأ أن المرض النفسي هو ملاذ للهرب من تلك الجريمة، ويفكر أن الأمر قد يكون سهلا عندما ينفذ شخص جريمة ويقول: أنا مريض نفسي فيخرج من جريمة على الفور.
حيث أوضح « الششتاوي» أن في مثل هذه الجرائم يتم عرض المريض النفسي، أو مدعي المرض على لجنة نفسية جنائية للتأكد من موقفه قبل اتخاذ أي قرار بشأنه، حيث يتم وضعه تحت الملاحظة في مستشفى الأمراض النفسية لمتابعة حالاته، ثم بعد ذلك يتم تشخيص حالته، ثم يصدر تقرير نهائي للجنة الفصل في مرضه من عدمه، حيث إن جهات التحقيق لاتستطيع أن تحكم على متهم ما أنه يعاني من مرض نفسي، لكنها تحيله إلى لجنة طبية للفصل في هذا الشأن، وهي التي لها الحق في صدور قرارها والآخذ به.
وأشار «الششتاوي» بأن هناك أمراضا نفسية لا تلغي عمل العقل لدى مرتكبيها، ويكون الحكم في ذلك عند اللجنة الطبيبة فقط التي توضح مدى احتمالية أن يكون المتهم مسئولا من عدمه عن أفعاله.
وعن العقوبة القانونية للمرضى النفسيين مرتكبي جرائم القتل، قال «الششتاوي»، إنه إذا ثبت لمدعي المرض انه يعاني بالفعل من مرض نفسي وأنه ارتكب جريمته وهو فاقد لقواه العقلية والنفسية وفق تقرير اللجنة الطبية النهائي، ففي تلك الحالة لا تقع أي مسئولية قانونية عليه، ويوضع في مستشفى الأمراض العصبية والنفسية لحين شفائه.
وذلك وفق نص القانون "لا عقاب على من يكون فاقد الشعور أو الاختيار في عمله وقت ارتكاب الفعل؛ إما لجنون أو عاهة في العقل، وإما لغيبوبة ناشئة عن عقاقير مخدرة أيًا كان نوعها إذا أخذها قهرًا عنه أو غير علم منه بها".
وفي حالة وجود محرض لشخص مريض نفسي لارتكاب جريمة ما، فالمسئولية القانونية تقع على المحرض كاملة.
أما في حالة ثبوت أن الشخص يدعي مرضه، وأن اللجنة الطبية أصدرت قرار بأنه سليم ومدعي المرض، أو به مرض لا يؤثر على العقل، ففي هذه الحالة توجه المحكمة للمتهم تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار وتكون عقوبتها الإعدام شنقا وفق قانون العقوبات، حيث إنه تنص المادة 230 من قانون العقوبات على أن كل من قتل نفسًا عمدًا مع سبق الإصرار على ذلك أو الترصد يعاقب بالإعدام.

ومن الناحية النفسية، قال الدكتور "جمال فرويز" استشاري الطب النفسي، إن الإنسان عندما يصل لمرحلة المرض النفسي يصبح غير مسئول عن أفعاله وتصرفاته، فالمرض النفسي، مرض عضوي في المخ يحدث تغييرات في النواقل العصبية وتؤثر بالسلب على السلوكيات، وأوضح "استشاري الطب النفسي"، أن المرض النفسي في الأصل هو مرض وراثي بنسبة كبيرة ينشط أو يهدأ في بعض الحالات حسب الظروف المختلفة لكل حالة.
وأوضح أن المرض النفسي يبدأ في الظهور من "سن 15 إلى 25 سنة"، وينقسم لنوعين الأول عقلي مثل الفصام والهوس والثاني عصبي مثل الاكتئاب والرهاب الاجتماعي، ويندرج تحت كل نوع منهما عشرات الأمراض ولكل منها الأعراض الخاصة به.
وأشار "فرويز" إلى أن من بين الأعراض العامة للمريض النفسي العزلة، والانطواء، وقلة الكلام، والنوم لفترات طويلة أو قصيرة، وتناول الطعام بشراهة أو انسداد الشهية، والمزاج المتقلب، وندرة الاهتمامات أو الهوايات، ويسهم في تفاقم تلك الأعراض تناول المريض للمخدرات.
وشدد على ضرورة أن يعرض المريض على طبيب نفسي بشكل فوري قبل انقضاء 6 أشهر من ظهور الأعراض حتى يتم التعافي منها لأن العلاج في البداية طريقه سهل، محذرا من الانسياق وراء الإعلانات التي تبث وتنشر عبر وسائل الإعلام عن فك السحر، لأن المرض النفسي ليس له علاقة بالدين.
وطالب "فرويز"، كل الأسر المصرية أن تجعل أعينها كمراقب على أبنائهم وأقربائهم، وملاحظة أي تغيير في السلوك أو طريقة الكلام أو التفكير أو وجود أعراض نفسية، والتوجه إلى طبيب نفسي على الفور.