الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

أورهان باموق.. المثقف والديكتاتور

أورهان باموق
أورهان باموق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يغب صوت المثقفين الأتراك المعارضين لسياسة الديكتاتور المعتوه رجب طيب أردوغان، فقد تصدى عدد منهم له، وفي مقدمتهم الكاتب الكبير أورهان باموق، الذي جسد نموذجا ناصعا للتصدي لأوهام "أردوغان"، بعدما أصبح واحدا من أشد المعارضين للنظام التركي.
ولم يقف "باموق في سبيل التعبير عن غضبه مما يفعله هذا "الشيطان"، عند مرحلة الأدب والروايات التي يكتبها فقط، وإنما واجهه في كل وسيلة إعلامية وكل لقاء أجراه مع الفضائيات المختلفة، مؤكدا أن الحكومة التركية تستغل تهمة إهانة الرئيس طيب أردوغان لتخويف وإسكات المعارضة، وهذا يهدف لإرهاب الناس وتخويف البلاد حتى لا ينتقد أي شخص الحكومة.
وأضاف: "من محاسن هذه السياسة السيئة دفع المواطنين الأتراك إلى الهروب من مشاهدة الإعلام الرسمي والاتجاه لقراءة الكتب بدلًا من ذلك، وهذه المعادلة تحولت إلى نكتة وتندّر على النظام في الأوساط الثقافية بإسطنبول".
وقال الكاتب الحاصل على جائزة نوبل للآداب، خلال جلسة حوارية على هامش معرض الشارقة الدولي للكتاب، إن الحكومة التركية تطبق السيطرة على وسائل الإعلام من خلال سياسات شمولية ودعائية.
وكان "باموق" قد واجه عام 2005 اتهامات أمام محكمة تركية نتيجة آرائه المعارضة، وصدر بحقه تهما تتعلق بـ"إهانة تركيا"، وذلك بعد تعليقات له بشأن قتل الأرمن والأكراد، إلا أنها أسقطت عنه فيما بعد.
أورهان باموق، كاتب وروائي تركي، وأول روائي باللغة التركية يفوز بجائزة نوبل للأداب عام 2006، ولد في إسطنبول في 7 يونيو سنة 1952، وهو ينتمي لأسرة تركية مثقفة، درس العمارة والصحافة قبل أن يتجه إلى الأدب والكتابة، كما يعد من الكتاب البارزين والمعاصرين في تركيا، وترجمت أعماله إلى 34 لغة حتى الآن، ويقرأه الناس في أكثر من 100 دولة. 
في فبراير 2003 صرح باموق لمجلة سويسرية بأن "مليون أرمني و30 ألف كردي قتلوا على هذه الأرض، لكن لا أحد غيري يجرؤ على قول ذلك"، وتمت ملاحقته قضائيا أمام القضاء التركي بسبب "إهانة الهوية التركية"، وقد أعفي من الملاحقة القضائية في نهاية سنة 2006. وإلى جانب تصريحاته حول الإبادة الجماعية ومذابح الأرمن والأكراد، كان باموق أول كاتب في العالم الإسلامي يدين الفتوى الإيرانية التي تبيح دم الكاتب سلمان رشدي بسبب كتاباته، التي اعتبرها البعض مسيئة للإسلام. حصل على جائزة الإندبندنت لأدب الخيال الأجنبي للعام 1990 كما حصل على جائزة نوبل للآداب سنة 2006م.
وفي شهر فبراير 2007 وبعد مقتل أحد الصحفيين الأتراك من أصل أرمني لكتاباته التي تندد بمذابح الأرمن، تلقى أورخان باموق تهديدات بالقتل، وأخبرته السلطات الأمنية أن هذه التهديدات جدية، فقام بسحب ما يقارب المليون دولار وسافر هاربًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، واختير كعضو في لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي لسنة 2007.