اعتاد المصريون كل عام وبعد انتهاء شهر رمضان الفضيل الاحتفال بعيد الفطر المبارك، وذلك عقب أدائهم لصلاة العيد، وتختلف مظاهر الاحتفال، من محافظة لأخرى، حسب عادات وتقاليد كل بلد حيث يحتفل أهالى محافظتى مطروح والإسكندرية والأماكن الساحلية بالخروج إلى الشواطئ والمتنزهات للاحتفال بعيد الفطر المبارك، وفي المحافظات الأخرى يحتفل الأطفال بركوبهم الخيل والجمال، والتنقل من مكان لآخر، والذهب للمدن السياحية والألعاب المائية والملاهي، وفي وسط القاهرة لا يخلوا كورنيش نهر النيل من المواطنين.
لكن هذا العام مختلف فبعد أن ضرب فيروس كورونا المستجد العالم، وأخذت جميع الدول إجراءاتها الاحترازية للوقاية من هذا الفيروس، اتخذت مصر عدة قرارات خوفا على حياة الأسرة المصرية من الإصابة ومنعت طقوس خالدة في حياة المصريين كانت تحدث أيام عيد الفطر المبارك من التنزه والخروجات وزيارة الأقارب والجيران ولم شمل العائلات.
- ليلة العيد
ليلة العيد أو "الوقفة"، لها طقوس مختلفة، حيث يقبل الشباب على صالونات الحلاقة، وتشهد ليلة الوقفة سهرات شبابية عدة وتجمعات كبيرة في المقاهي والكافيهات، حيث يسهرون للصباح قبل التوجه لأداء صلاة العيد في الساحات، حاملين معهم الهدايا لتوزيعها على بعضهم بعد الصلاة، لكن بسبب كورونا هذا العام لن يسطيع أحد ممارسة طقوس يوم الوقفة وسيكتفي الجميع بالجلوس في المنزل وسماع بعض أغاني العيد ومشاهدة التلفاز.
- صلاة العيد
مع صباح يوم العيد تكتظ الساحات والمساجد بالمصلين المؤدين لصلاة العيد وذلك بعد انتهاء شهر رمضان المبارك، وسط أجواء احتفالية، حيث يرتدى المحتفلون الملابس الجديدة، بينما يرتدى الرجال القفاطين البيضاء، أما النساء يرتدين العباءات الملونة في حين يحمل البعض منهن أطفالهن على أكتافهن أثناء تأدية الصلاة، بينما يمسك الأطفال البلالين والحلوى، لكن هذا العام وبسبب كورونا يودع المصريون صلاة العيد بعد أن أصدرت وزارة الأوقاف قرارًا بتعليق الصلاة في جميع المساجد كإجراء احترازي ضد انتشار المرض.
- عيد بلا عيدية
أول أيام العيد هو أهم يوم في العام للأطفال والصغار حيث ينتظر الأطفال انتهاء صلاة العيد للخروج والتجول في الشوارع والذهاب للأقارب للسلام عليهم ليحظى بالنقود أو العيدية، انتظار الطفل لمكافأة كل عام تجعل يومه الأسعد، فالعيدية تشعره بفرحة العيد وتكون عيدية الأب هى الأولى والأهم لدى الأطفال على اختلاف قيمتها إلا أن لها شعورا خاصًا، من الممكن هذا العام أن يحظى الأطفال بعيدية الأب والأم لكن لا مجال لعيدية أخرى خارج المنزل فلن يأتي لزيارتنا هذا العام العم والخال والأقارب بسبب الإجراءات الاحترازية المتخذة للحد من انتشار فيروس كورونا.
- عيد بلا حدائق
في أول أيام عيد الفطر المبارك كانت الحدائق تكتظ بالزائرين، حيث كانت تستعد حدائق الحيوان التسع التابعة لوزارة الزراعة وحدائق الأورمان والأزهر والأسماك لاستقبال زوارها للاحتفال بعيد الفطر على مدى أول وثاني وثالث أيام عيد الفطر وسط استنفار من قوات الأمن ووجود سيارات الإسعاف، لكن جددت وزارة الزراعة قرارها باستمرار غلق جميع الحدائق والمتنزهات التابعة للوزارة في جميع المحافظات خلال أعياد لمنع كافة أشكال الزحام والتكدس، منعا لانتشار فيروس كورونا المستجد بين المواطنين.
- تعليق دور المسارح والسينمات
ومن منا لا ينتظر قدوم العيد لتطلق شركات الإنتاج والمسارح اغلفة أفلامها والإعلانات التي تملأ التلفاز وتدعو الجمهور لحضور العروض السينمائية في أيام العيد، حيث تشهد سينمات وسط البلد بالقاهرة، إقبالًا كبيرًا من المواطنين في إطار الاحتفالات بعيد الفطر، ويتكدس المواطنين أمام شبابيك الحجز لشراء التذاكر والاستمتاع بمشاهدة الأفلام المعروضة، لكن مع استمرار تعرض البلاد لانتشار فيروس كورونا أصدر الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، قرارًا بتعليق العروض التى تقام في دور السينما والمسارح، أيًا كانت تبعيتها، لحين صدور إشعار آخر؛ وذلك كتدبير احترازى في إطار خطة الدولة الشاملة للتعامل مع أى تداعيات محتملة لفيروس كورونا المستجد.
- صلة الأرحام
أهم شيء يفعله المصريون في العيد هو صلة الأرحام، حيث أمرنا الله ببرها ووصلها، ومن يصل رحمه يزيد الله في عمره، والمقصود بالزيادة أن يبارك الله تعالى في عمر الإنسان الواصل ويهبه قوة في الجسم ورجاحة في العقل، ويوسع له في رزقه، ومن هنا تأتى الفرحة باجتماع الأهل والأقارب وتبادل التهاني بالعيد، وتعتبر مصر من الدول الأولى التي تقوم بتبادل الزيارات في الأعياد وإفشاء السلام وتبادل التهاني وصلة الأرحام، لكن هذا العام سيضطر المواطنين إلى الجلوس في منازلهم والحد من الزيارة التي قد تسبب الإصابة بفيروس كورونا.
