بينما يواصل فيروس كورونا (كوفيد-19) مسيرته القاتلة في جميع أنحاء العالم، تكافح كبرى إستديوهات هوليوود لإطلاق أفلامها ذات الميزانيات الضخمة بمسارح الصين ودول شرق آسيا وعدد محدود من الدول الأوروبية، وهي المناطق الأكثر تضررًا من الفيروس.
وجه الفيروس بالفعل ضربة قاسية لسوق الترفيه في الصين، حيث تم إغلاق قرابة الـ70.000 صالة عرض سينمائي في البلاد لأكثر من شهر، مما أدى إلى خسارة فادحة تجاوزت المليار ونصف المليار دولار حتى الآن.
بدأت هوليوود تشعر بآثار هذه الهزة العنيفة مؤخرًا، حيث تم تخريب العديد من الحملات الترويجية لكثير من شركات الأفلام. تم مؤخرًا إلغاء العرض الأول لفيلم جيمس بوند الجديد "No Time To Die" للنجم دانيال كريج، في الصين، بسبب المخاوف من حدوث إصابات محتملة للضيوف.
كما تأجل تصوير مشاهد الجزء السابع من سلسلة "Mission Impossible" في مدينة البندقية الإيطالية، لمدة 3 أسابيع، بسبب تفشي الفيروس. ما دفع استديوهات "باراماونت" المنتجة للفيلم، إصدار بيانا، أشارت فيه إلى فشل حكومة البندقية في إيقاف التجمعات العامة، بعد وجود أكثر من 150 حالة مؤكدة من المرض. لتضطر إلى تغيير في خطط الإنتاج للحفاظ على سلامة ورفاهية طاقم العمل.
لم يقف الأمر عند هذا الحد وحسب، فقد تأجل إصدار النسخة الحية من فيلم "Mulan" بالسينمات الصينية، وهو فيلم مغامرة يضم مجموعة من الممثلين الآسيويين. هذا القرار من المرجح أن يكبد استديوهات "ديزني" خسائر بعشرات الملايين في شباك التذاكر العالمي، حيث تعول المملكة السحرية على الجمهور الصيني في هذا المشروع الذي يبلغ تكلفته 200 مليون دولار.
الانتشار الواسع للفيروس لم يؤثر فقط على إستديوهات هوليوود، بل طال أيضًا عددًا من المهرجانات السينمائية خاصة الأوروبية منها؛ حيث أعلن القائمون على مهرجان الشرق الأقصى السينمائي في إيطاليا، تأجيل الحدث إلى نهاية شهر يونيو المقبل، عقب توسع رقعة انتشار فيروس كورونا في المدن الإيطالية والدول الآسيوية التي يعرضها المهرجان. وتنطلق النسخة الـ22 من المهرجان، والذي يُعد حدث تخصصي مؤثر يجلب السينما الآسيوية الشعبية إلى أوروبا، خلال الفترة من 26 يونيو إلى 4 يوليو بمدينة أوديني شمال إيطاليا، بعد أن كان مقررًا بدء فعاليته في 24 أبريل المقبل.
وأصدر مهرجان كان السينمائي، بيانًا للحد من المخاوف بشأن إلغاء النسخة الـ73 هذا العام، مع ظهور أول حالة إصابة بفيروس كورونا (كوفيد-19) في مدينة كان الفرنسية، واستمرار انتشاره في جميع أنحاء أوروبا.
من المقرر أن يبدأ الحدث السينمائي هذا العام خلال الفترة من 12 حتى 23 مايو، ومن المتوقع الإعلان عن التشكيلة الرسمية في منتصف أبريل. يقول متحدث باسم كان: "لا يزال من السابق لأوانه طرح أي افتراضات حول كيفية تأثير فيروس كورونا على مهرجان كان السينمائي لعام 2020". مضيفًا أنه في الوقت الحالي، يقوم مسئولو كان بمراقبة تفشي المرض ويعملون على ضمان مهرجان آمن وصحي.
