الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"الرواية والتطهير العرقي".. نقاد يستعرضون "قصص" ناقشت القضية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نظم مركز الدراسات الثقافية، ندوة بعنوان "الرواية والتطهير العرقي"، بالتعاون مع كلية التربية جامعة عين شمس، وذلك بمقر الجامعة والتي أدارتها الدكتورة مروة مختار أستاذ الأدب العربى بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. 
وخلال الندوة مساء أمس الأربعاء، قدم عدد من النقاد قراءة أدبية في المنتج الأدبي المتعلق بالروايات التي ناقشت فكرة التطهير العرقي، منهم: الدكتور يسري عبدالغني، الباحث معتز محسن، الناقد نبهان رمضان، الدكتور شريف حتيتة. 
تناول الدكتور يسري عبدالغني أستاذ الأدب والبلاغة بجامعة الأزهر خلال الندوة 3 روايات تحدثت عن الإبادة بجميع أنواعها، وهي كالتالي: رواية "قصة سربرينيتس" للكاتب البوسني إسنام تاليتش، ترجمتها صهباء محمد بندق.
القصة الرئيسية في هذه الرواية متعلقة بمقاومة سربرينيتسا وسقوطها يرويها بطل الرواية "مرجان جوزو"، بالإضافة إلى قصة أخرى من دفتر يوميات الحرب الخاص بجده "رحمن بيك جوزو" الجندي الأسير الذى وقع في الأسر الروسي أثناء الحرب العالمية الأولى
في رواية قصة سربرينيتسا تتداخل القصتان وتتشابكان معًا على نحو مدهش وبديع للغاية
رواية “شنكالنامه”، للروائي السوري، إبراهيم اليوسف يرصد فيها الكاتب واحدة من أصعب مآسي الإنسانية على أرض العراق، عندما شنت عناصر تنظيم داعش في عام 2014 حربا وحشية استهدفت إبادة المواطنين الإيزيدين، عبر قتل رجالهم وخطف النساء والأطفال وبيعهم في أسواق الرقيق.
بينما الرواية الثالثة فهي رواية «وردة الأنموروك»، للروائي عوّاد على، التي ذيّلها بعنوان فرعي، هو "سنة الأرمن"، في إشارة واضحة إلى مجازر الأرمن التي وقعت عام 1915، وما تلاها من عمليات الإبعاد والتهجير القسري، حيث توزّع الناجون بين المنافي العربية والأوروبية، وقد اتخذ بعضهم من بغداد وبقية المدن العراقية ملاذًا آمنًا لهم، يرممون فيه خساراتهم الكبيرة، ويبدءون خطواتهم الأولى في تحقيق أحلامهم التي تكتظ بها أذهانهم الإبداعية المتوهجة.
تبدأ أحداث الرواية زمنيا بافتتاح كنيسة شهداء الأرمن في دير الزور في شتاء 1991، لكن الساردة تعود إلى سنة الإبادة "عام 1915"، وتذهب أبعد من هذا التاريخ، لتغطي جانبا من حياة أبويها "وارتان وتامار"، أو تلمح ببعض الإشارات والإيماءات إلى حياة جدها هوانيس.
من جانبه قدم الناقد الأدبي نبهان رمضان خلال الندوة قراءة في رواية "نوتردام النيل" للكاتبة "سكلاستيك موكاسونجا" من رواندا والتي نقلها للعربية المترجم لطفي السيد منصور.
قال الناقد والباحث نبهان رمضان، إن هذه الرواية تدور أحداثها داخل مدرسة داخلية "نوتردام النيل" التي تقع فوق قمة صخرية مرتفعة يجعلها أقرب للسماء، وهناك نجد نخبة نسوية جديدة لمجتمع رواندا وصورة واقعية لذلك المجتمع بمختلف أطيافه، إذ نجد الدبلوماسيين وأصحاب النفوذ وكيف يتعاملون مع الأقلية من ممثلي الشعب.
أوضح نبهان، أن الكاتبة الكاتبة رسمت الصراع بين أكبر طائفتين في المجتمع الرواندي في عدة مستويات الذي تطور إلى تطهير عرقي والقتل على حسب العرق.
وأشار نبهان، إلى أن الصراع كمفهوم غير واضح عند المفكرين باستثناء المفكرين الماركسيين ولذلك فإنه يختلط أحيانا مع مفاهيم مثل الصدام، وكذلك التنافس مع إن الاختلاف واضح بينها في التحليل الاجتماعي، حيث إن مفهوم الصراع مرتبط بمصطلح "النقيض"، والنقيض في اللغة العادية يعني الضد -مثلًا الأسود والأبيض الريف والحضر"، "الهوتو والتوتسي"، "الوثني والمتدين"، والفهم العادي يتصور النقيضين كضدين من جميع الأوجه لا ينتهيان إلى شيء مشترك، ولأن العلاقات في أشياء العالم الطبيعي علاقات نسبية، فإن المقصود بلفظ النقيض في لغة المنهج الجدلي "الديالكتيك" لا يعني النظر إلى الأشياء من خلال انفصالها عن بعضها انفصالًا مطلقًا، وفق مفهوم الضدين، بل من خلال ارتباط بعضها مع بعض بعلاقات جدلية تنتهي بالنقيضين إلى شيء ثالث يتجاوزهما، وفي نفس الوقت يحتفظ بشيء منها.

بدوره قال الناقد والباحث معتز محسن: إن رواية "أعداء" أو "قصة حب" التي كتبها الكاتب البولندي الأمريكي "إسحق باشيفس سنجر"، تعد من أدب التطهير العرقي وهي سمة روايات "سنجر" منذ بدايته الروائية.
وأضاف محسن خلال الندوة: إن هذه الرواية تأتي في تساؤلات المضطهدين الوجودية، خلال الحرب العالمية الثانية في فترة مذابح الهولوكوست، الكابوس الدائم للشخصية اليهودية حتى بعد تكوين الدولة في 1948، كفزاعة مستديمة تعطي التبرير لما يقترف من قتل وذبح وإراقة دماء أبناء الوطن الأصلي كي لا تتكرر المأساة مجددًا !!
وأوضح أن "سنجر" يقدم تبريرًا فنيًا لهذه المشكلة بتقنية فنية عبر شخصية "هيرمان" أحد الناجين من مذبحة الهولوكوست في العام 1942 وتوالي الأحداث عبر الراوي، لما يواجهه من قضايا مختلفة ما بين الحب والحرب والتضحية والغدر والخيانة وكل ما يواجه الإنسان في أوقات المحو والإبادة.

بينما استعرض الناقد شريف حتيته خلال الندوة قراءة في رواية "الهجرة إلى المقابر" تناول خلالها الرواية من التهميش إلى التطهير قائلا:إن هذه الرواية للكاتب اليمني عمرو السروري، صدرت في 2019 عن دار رواية الخليجية، وتتناول قضية مسكوتًا عنها وبعيدة عن الضوء والمعالجة الأدبية، وهي قضية التطهير العرقي الذي يتعرض له عرب منطقة الأحواز/ الأهواز على يد النظام الإيراني، وذلك من خلال تخييل سردي لسيرة "سجَّاد" الذي تهاجر عائلته إلى المقابر واحدا تلو الآخر، بفعل الإفقار والتهميش والقمع، يشتركون في ذلك مع كثيرين من العرب الذين تعرَّضوا لممارسات وحشية من قبل النظام الإيراني، فأصبحوا يرون في الموت مصيرًا أكثر أمانًا.
وأوضح حتيتة أن هذه الرواية تشتمل أيضا على عرقيات أخرى غير عربية مهمشة، بما يعمق من أبعاد فعل التهميش المتجاوز فكرة التقاطب بين العرب والفرس فهو مدفوع بحالة من العداء الشامل مع كل عرق غير فارسي. وتركّز هذه الورقة على استراتيجيات النظام الإيراني في ممارسة أفعال التهميش والإقصاء وصولًا إلى التطهير العرقي، مع محاولة الوقوف على جماليات النص في تخييله هذه الممارسات على نحو يتضافر فيه الوثائقي مع السيرذاتي.