الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

طيري يا طيارة.. قصة: فاطمة وهيدي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

“,”طيري يا طيارة طيري يا ورق وخيطان
بدي أرجع بنت صغيرة ع سطح الجيران“,”
أغمضت عينيها وشرعت أبواب كل حواسها، لتسترسل مع الأغنية على صوت طالما أخذها بعيدًا بعيدًا، وراحت تتساءل:
هل يمكن أن يعود بها الزمان! هل يمكن أن تَفر وتترك خلفها مدن الأحزان؟
وهنا سَرَت بجسدها رجفة، عندما سمعت صوت جدتها الحاني يناديها..
فتحت عينيها وهي مُدركة أنه صوت أمانيها، ولكن نظراتها تسمرت على جدران الغرفة..
هل تحققت أمنيتها؟ كيف عاد بها الزمان؟
ليتها تَمنت كل ما كانت تحلم به!
ولكنها لم تعد “,”بنتًا صغيرة“,” كاملة، ما زال عقلها كما هو.. هي تُدرك أنها عادت من هُناك..
وهنا تنامى لسمعها صوت بعض الأطفال.. نعم هي تعرف تلك الأصوات، كانت دائمًا تتطلع للعب معهم، ولكنه لم يكن مسموح لها سوى بمشاهدتهم فقط من شرفة غرفتها، ها هم يلعبون معًا كسابق عهدهم، هل تمنوا نفس أمنيتها في نفس اللحظة، وعادوا معها!!
وها هو ذاك الولد الوحيد يقف بعيدًا عنهم، يتابعهم، وعيناه مُعلقتان بهم ترجوهم بخجل أن يُشركوه في ألعابهم، ولكنهم يزجرونه كلما اقترب منهم أو سولت له نفسه، وهو يقذف لهم الكرة التي جاءت صوبه، أن يصبح واحدًا منهم.
هذا المشهد مكرر لها وكثيرًا، ولكن عقلها الآن مختلف، إنه الآن يستوعب لماذا هؤلاء الصغار أشرار، ويرفضون اندماجه معهم؟
لم يرتكب جريمة، سوى أن أباه قد مات في حادث، وأمه كانت جميلة جدًّا لدرجة جعلت نساء الشارع يشعرن بالغيرة، ويتفقن بلا اتفاق، أن يهمسن بآذان صغارهم، أن يتجنبوا الاختلاط بهذه الأسرة؛ “,”لأنهم مش كويسين“,”!
جلست تستمع إلى قصص جدتها وحكاياتها عن الأمانة والصدق والوفاء، وعن الرضا بما قسمه لنا الله.
هُنا حاولت أن تفتح عينيها قدر استطاعتها، لتصحو من هذا الحلم، لم تعد قادرة على استكماله!، وعندما لم تفلح محاولتها، أغمضت عينيها.. ربما تعود مثلما أتت، وظلت تُردد..
“,”طيري يا طيارة طيري يا ورق وخيطان
يا ريت لو فيكي تاخديني من هيدا الزمان، وينساني الزمان!“,”
ولكنها اكتشفت، أنها أصبحت عالقة، فلا هي هنا ولا هي هناك!