كانت الأمور تسير بطبيعتها الهادئة في شارع المطبعة في منطقة دار السلام جنوب محافظة القاهرة، قبل أن يقطع الهدوء صرخات واستغاثات بسبب مقتل شاب على يد عاطل.
ورغم مرور ٣ أيام على الواقعة، فما زالت ملامح الحزن مرسومة على وجوه الأهالي، وعند الاقتراب من مدخل الشارع الذى كان يقطنه المجنى عليه، تجد صورة الشاب تزين بداية الشارع التى وضعها أصدقاءه تخليدا لذكراه.
بداية الواقعة كانت بتلقى قسم شرطة دار السلام، إشارة من مستشفى المعادى العسكرى باستقبال شاب مصاب بطعنة نافذة بالقلب توفى متأثرا بها، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان الحادث وبالفحص تبين مقتل «صلاح. ن»،٢٠ سنة، يعمل بإحدى الصيدليات في منطقة دار السلام، على يد عاطل يدعى «طارق ج»، ٢٢ سنة، بسبب خلافات بينهما.
وبإعداد الأكمنة اللازمة، تمكنت قوة أمنية من مباحث القسم من ضبط المتهم وبحوزته السلاح الأبيض الذى استخدمه في جريمته، وبعرض المتهم على النيابة أمرت بحبسه ٤ أيام على ذمة التحقيق بتهمة قتل الضحية بعدما طعنه بسلاح أبيض «مطواة».
ابنى اتسرق منى في غمضة عين، بتلك الكلمات الممزوجة بدأ ناصر صلاح والد المجنى عليه، في سرد تفاصيل الواقعة، قائلا: «نجلى منذ نعومة أظافره يعتمد على نفسه، فبعد أن أنهى مراحل التعليم بدأ العمل في صيدلية مملوكة لزوج شقيقته وكان يعمل من الساعة السادسة مساء، حتى الرابعة فجرًا يوميًا، وبعدها يذهب إلى المنزل لينال قسطا من الراحة، وكانت علاقته بأصدقائه قوية جدا، فمنذ أن قدمنا إلى المنطقة وأنا أجدهم جميعا يتكاتفون بجانب بعضهم البعض، لم يفتعلوا المشكلات مع أحد من أهالى المنطقة الجميع يشهدوا لنجلى بحس الخلق».
وأضاف والد المجنى عليه: «يوم الواقعة بعد صلاة الجمعة تناول نجلى صلاح معنا الغداء وتوجه إلى العمل وفى تمام الساعة السابعة ورد إلى اتصال هاتفى يخبرنى بإصابة نجلى بطعنة على يد شاب وتم نقله إلى المستشفى لتلقى العلاج، وعلى الفور توجهت أنا ووالدته ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصولنا، وعلمت من أحد الأشخاص بأن نجلى أثناء عمله بالصيدلية قدم شابا ويدعى طارق جاد ٢٠ سنة عاطل يعتلى دراجة بخارية كما هو موضح في كاميرا الصيدلية، وقام المتهم بإرسال أحد الأشخاص إلى نجلى في عمله ليخبره بأنه يريد التحدث إليه وعندما خرج من الصيدلية قام المتهم بطعنه بسلاح أبيض «مطواة» بالجانب الأيسر».
وتابع: «عندما لاحظ أحد الأهالى ما حدث، بدأ يستغيث بالجميع وخرج زوج شقيقتى من الصيدلية والعشرات من الأهالي، ووضعوا نجلى بالسيارة وتوجهوا به إلى المستشفى ولكنه فارق الحياة، ومنذ لحظة خروجه من الصيدلية حتى أن قام أهالى المنطقة بوضع نجلى داخل السيارة لم يتعد الـ ١٠٠ ثانية، وأن المتهم قدم من المنزل وهو يحمل «مطواة» لقتل نجلى ولم يفكر في التشاجر وعلمت بأنه المتهم قتله بسبب معاتبة نجلى لأصدقائه على علاقتهم بالمتهم بسبب سوء سلوكه، وعندما أخبره أحد الأشخاص بما قاله الضحية قال المتهم أنا هعلم عليه».
