الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

كهف الزرانيج أحدث اكتشاف أثري في سيناء

كهف الزرانيج
كهف الزرانيج
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رسومات باللون الأحمر تعود إلى 10 آلاف عام قبل الميلاد.. وعمقه ٣ أمتار وعرضه أكثر من 20 مترًا
كشف جديد يضاف إلى خريطة المواقع الأثرية فيما قبل التاريخ لمأوى صخرى به رسوم صخرية ترجع إلى عشرة آلاف عام ؛ يقول مصطفى محمد مدير المركز العلمى للتدريب بجنوب سيناء والبحر الأحمر: « بداية القصة مع سامر صمويل أحد رواد سياحة السفارى بسيناء، حيث وجد الكهف منذ فترة، وتواصل مع المختصين بوزارة الآثار، ومن ثم قامت لجنة متخصصة بتكليف من الأمين العام الدكتور مصطفى وزيري، بعد عرض رئيس الإدارة المركزية للوجه البحري، الدكتورة نادية خضر وموافقة الدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية، وتضم اللجنة من منطقة آثار جنوب سيناء، مصطفى محمد، مدير المركز العلمى للتدريب بجنوب سيناء والبحر الأحمر، ومن منطقة شمال سيناء الدكتور هشام محمد حسين، مدير عام المنطقة، ورئيس مشروع توثيق النقوش الصخرية، ومن الإدارة العامة لآثار ما قبل التاريخ الدكتور خالد سعد مدير عام الإدارة. 
وأضاف: «توجهت اللجنة إلى سانت كاترين للقاء سامر صمويل، واجتمعنا جميعا في فوكس كامب، وفجر الخميس توجهنا إلى شمال سانت كاترين لمنطقة شيخ الفرنجة، حيث قابلنا دليلنا البدوى زايد المزينى»، مشيرا إلى أن الطريق نحو الكهف شديد الوعورة.
وتابع: «في طريقنا نحو الكهف توقفنا كثيرا أمام آثار استيطان الإنسان القديمة بسيناء، وهى عبارة عن أكواخ بسيطة من الحجر، عبارة عن دوائر بداخلها شظايا الأدوات الحجرية كدليل يشير إلى حضارة العصر الحجرى الحديث، ثم توقفنا مرة أخرى أمام التكوينات الصخرية الطبيعية، المميزة والرائعة، ويطلق عليها «أم السرابيط» حيث تكثر بها السرابيط، ومعروف أن كلمة سربوط وهو الحجر الواقف في لغة البدو، ومرة ثالثة توقفنا أمام رسوم صخرية ترجع لفترة الأنباط من القرن الثانى الميلادى، تمثل مناظر لقتال ومناظر لقوافل ومناظر صيد. 
وأردف: «بعد ما يقرب من الساعتين وصلنا إلى نقطة معسكرنا وانطلقنا صعودا لجبل في طريقنا للكهف، وفى طريقنا عرج بنا «سامر» مكتشف الكهف، إلى محجر قديم لحجر الرحى، حيث كان يجرى قطع وتشكيل الرحى الخاصة بطحن الحبوب، ثم وصلنا للكهف، لافتا إلى أنه ليس كهفا ولكنه مأوى صخرى عميق shelter يبلغ عمقه نحو ٣ أمتار وعرضه أكثر من عشرين مترا، والرسوم على الكهف باللون الأحمر pictograph مع وجود رسوم أخرى بالحز والكحت على الحجر petrogleph، ولكنها قليلة بالنسبة لعدد الرسوم الملونة، والرسوم معظمها على سقف المأوى، وبعضها على كتل متساقطة من السقف، والنقاش بيننا كان ثريا لمحاولة وضع تاريخ مبدئى لعرضه في تقريرنا، فجرى تقسيم الرسوم لفترات ثلاث. 
واستعرض مدير المركز العلمى للتدريب بجنوب سيناء والبحر الأحمر، وصف الكهف قائلا: عبارة عن مأوى صخرى من الحجر الرملى بعمق نحو ٣ أمتار وارتفاع ٣.٥ متر وواجهة للشمال بعرض ٢٢ مترا نقش على سقفه بلون أحمر نقوش متنوعة، وبعض الكتل الحجرية سقطت من السقف وعليها رسوم، والمكان مملوء بروث حيوانات من استخدامه في عصور لاحقة كمشتى للبدو يلجأون إليه وقطعانهم للحماية من الأمطار والعواصف والبرد. 
وعن وصف النقوش قال مدير المركز العلمى للتدريب بجنوب سيناء والبحر الأحمر: الرسوم بالمأوى الصخرى على السقف وكتل متساقطة من السقف يمكن تقسيمها إلى ثلاث مجموعات: المجموعة الأولى: هى الأقدم ويمكن تأريخها بفترة من ٥٥٠٠ إلى ١٠ آلاف عام قبل الميلاد وهى مرسومة على طبقة أقدم من سقف المأوى، لم تسقط أو كتل متساقطة وتتميز بلون الصخر الداكن وعليها رسم لحيوانات ربما حمار أو بغل، وتتميز بالأسلوب المصمت والتناسق في جسم الحيوان واللون الأحمر الداكن الثقيل عكس باقى الأشكال لونها أحمر خفيف، ويمكن تمييز خمسة حيوانات من نفس العصر على السقف في مدخل المأوى، أيضًا من نفس العصر، مجموعة من الكفوف الآدمية على السقف ومجموعة أخرى على صخرة في وسط الكهف، تلك الأكف هى ما يعرف Hand prints حيث يتم تلوين الكف باللون ووضع بصمته على الجدار. والمجموعة الثانية: هى أحدث وترجع للعصر النحاسى وتتميز بمناظر لسيدات في طقسة احتفالية بجانب مناظر لحيوانات. بينما المجموعة الثالثة: ربما للعصور التاريخية بعد الميلاد حيث تصور أشخاصا في هودج جمل. 
المأوى الصخرى يحتاج لأعمال تنظيف أرضيته لكشف كل الكتل المتساقطة من السقف وربما العصور على الأدوات الحجرية أو النحاسية المستخدمة، كما يحتاج لمزيد من الدراسات المتخصصة، وهو الأول في جنوب سيناء الملون، كما أنه الأقدم على الإطلاق. 
وأشار مدير المركز العلمى للتدريب بجنوب سيناء والبحر الأحمر إلى أنه كان هناك نقاش على وجوب تسمية الكهف على اسم مكتشفه «سامر»، إلا أن الكهف اسمه عند البدو (طور محنا) ولكن تلك تسمية عامة تطلق على كل طور به نقوش، والطور في لهجة البدو هو المأوى الصخري، فكان اسم كهف الزرانيج هو الاسم الذى استقر عليه الرأى ليشير إلى الموقع في نفس الوقت بعد قيامهم بتوثيق الكهف بالتصوير وبتحديد الإحداثيات بواسطة الجى بى إس والتصوير الفوتوجرامترى. 
وأوضح مدير المركز العلمى للتدريب بجنوب سيناء والبحر الأحمر، أن المنطقة حول الكهف التى تتميز بكثرة وديانها الصغيرة المتعرجة وكثرة هرابات المياه الطبيعية وهو تفسير منطقى لوجود النقوش، فموضع المأوى هو موقع مراقبة متميز لصيد الحيوانات البرية كالوعول كما تكثر به النباتات والعشب لرعى القطعان وتوجد أشجار نخيل في الشرق. 
وعن وصف وادى «الزرانيج» قال مدير المركز العلمى للتدريب بجنوب سيناء والبحر الأحمر: إنه واد جبلى بمحور شمال شرق جنوب غرب، يتسع نحو ٢٠٠ متر على الميول الصخرية الشمالية مجموعات كثيرة من الرسومات الصخرية ونقش نبطي. والرسوم بالوادى عبارة عن رسوم لمناظر صيد وأخرى لمناظر قتال وثالثة لمناظر قوافل بجانب مناظر لحيوانات الجمل والحمار والكلب والغزلان والأيائل، تلك الرسوم نقشت بالحز أو الكحت أو الطرق بعضها جيد التصوير وكثير منها سيئ في النسب والتصوير، تلك النقوش يمكن تأريخها بفترة الدولة النبطية من ١٦٩ ق. م حتى عام ١٠٦ م وربما أحدث، حيث عثر على نقش نبطى وسط تلك الرسوم لشخص يدعى جرم البعلى بن حرش وهو يقود قافلة نبطية. كما عثر على مجموعة من النقوش تمثل حيوانات كالنعامة أو الغزال يمكن تأريخها للعصر الحجرى النحاسى. 
واختتم مصطفى محمد مدير المركز العلمى للتدريب بجنوب سيناء والبحر الأحمر حديثه قائلا: «منتج جديد نقدمه لوزارة السياحة والآثار ولهواة السفارى والهايكنج».