الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الأزهر يطلق مبادرة لمواجهة ارتفاع تكاليف المهور والزواج.. شباب: يجب مراعاة الظروف المادية.. وخبراء علم نفس: تؤدي للتسرع في اختيار شريك الحياة وارتفاع نسب الطلاق

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يواجه الكثير من الشباب والشابات داخل مصر أزمة تأخر الزواج، وفي ظل العراقيل الصعبة التي توضع أمام إتمام الزواج ارتفعت معدلات العنوسة في السنوات الأخيرة، وكوسيلة لمواجهة تلك القضية أطلق الأزهر الشريف مؤخرًا حملة جديدة من نوعها لمواجهة العنوسة وتأخر الزواج، إذ دعا فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إلى حملة توعوية لمواجهة غلاء المهور وتكاليف الزواج. 
وأوضح الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء في تقرير له صدر مؤخرًا، أن هناك انخفاضا واضحا في معدل الزواج من 9.6 لكل ألف من السكان عام 2017 إلى 9.1 لكل ألف من السكان عام 2018.
وفي هذا السياق، طرحت "البوابة نيوز" تساؤلات لعدد من الشباب حول أسباب ضعف معدلات الزواج من وجهة نظرهم، فقال على عبد الله، شاب مقبل على الزواج، إن أحد أكبر أزمات تأخر سن الزواج وعزوف بعض الشباب عن الزواج هو المغالاة في المطالب والعناد فيها اعتقادا بأن العريس شخص غني ولديه الكثير من الأموال، وهو ما ينعكس سلبيا على إتمام الزواج، مؤكدا أنه يجب على الأسر أن تضع الآن على رأس الأولويات أخلاق العريس وقدرته على إسعاد ابنتهم.
وأضاف قائلا: "الجواز في الأصل سكينة ورحمة ومودة وليس استنزافا وفهلوة وبيع وشراء بتلك الصورة".

وأضاف أحمد عبد الرحمن، شاب آخر، أن العيب ليس في دفع المهر أو الشبكة أو غيرها من المتطلبات الخاصة بالشقة كـ"النيش" مثلا ولكن المشكلة تكمن في المبالغات فمن حق الفتاة أن تفرح بزواجها وتحظى بما يجعلها راضية عن وضعها المعيشي ولكن يجب ألا يكون ذلك على حساب شريك الحياة مراعاة للظروف المادية الحالية، قائلا: "مش لازم يكون عشرين طقما كل طقم بكذا ألف بس ممكن يكون طقمين أو تلاتة كويسين مثلا".
وأكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الصحة النفسية، أن المغالاة تدمر الأسرة قبل بنائها، وتتسبب في عدم قدرة بعض الشباب والأسر على هذه التكاليف، وبالتالي تأخر الزواج وارتفاع نسب العنوسة، مؤكدا ضرورة التخلص من المغالاة التي تتجه لها العائلات في وضع أسعار واشتراطات المهور وغيرها من نفقات الزواج، وهو الأمر الذي يعمل على تعجيز الشباب في ظل ارتفاع تكلفة أسعار الذهب والعقارات ومتطلبات عش الزوجية وهو ما يأتي ضد مصلحة الشباب والشابات الذين يضطرون للعزوف عن الزواج في ظل تلك التكاليف.
وأوضح أنه يجب أن يكون هناك وعي بطبيعة المرحلة الحالية حيث يمر بها الكثير من المصريين بظروف اقتصادية صعبة في ظل ارتفاع مستوى الفقر وضعف مستوى الدخل الأمر الذي يجعل أسعار تكاليف الزواج في مستوى الشخص الغني فقط، لافتا إلى أن مواجهة تلك الظاهرة يكون من خلال التسلح بالوعي وهو ما يأتي من خلال المبادرات التوعوية المجتمعية ومن خلال منابر ووسائل الإعلام المختلفة.
ومن جانبه قال الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية، إن تأخر الزواج قد ينتج عنه التسرع في الاختيار ما يعمل على زيادة نسب الطلاق وهي المشكلة التي تؤرق مصر بشدة، لافتا إلى ضرورة أن يكون هناك قدر معقول من المطالب بصورة لا تنفر الشباب من الزواج وفي ذات الوقت يقدموا ما يؤكد ولاءهم للعروسة وأهلها من مهر يتناسب معها ومع حقوقها، مشيرا إلى أن المشكلات تنبع من السلوكيات الخاطئة التي باتت جزء لا يتجزأ من اشتراطات بعض الأهالي مثل توفير مهر بسعر كبير أو توفير شقة بمتطلبات معينة، وهو الأمر الذي قد يقف أمامه الشباب المصري عاجزا في ظل ضعف الأجور وارتفاع مستوى المعيشة.