الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

موليير.. المرض الوهمي

موليير
موليير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حفر المؤلف والشاعر الفرنسي موليير اسمه في تاريخ الفن والأدب كواحد من أهم أساتذة الكوميديا في تاريخ الفن المسرحي الأوروبي ومؤسس "الكوميديا الراقية"؛ حيث ساهم بقدر كبير في وضع أصول الإخراج المسرحي، من خلال إدارته وتوجيهاته الدقيقة لأداء الممثلين على خشبة المسرح، وكمؤلف قام لأجل خدمة أعماله الكوميدية وتوصيل أفكاره إلى جمهور المشاهدين بتوظيف كل أنواع ودرجات الفكاهة، من المقالب السخيفة وحتى المعالجة النفسية الأكثر تعقيدا.
في بداية حياته اختلف موليير مع والده الذي كان يريده أن يعمل معه في صناعة السجاد، بل ويستلم المخزن مكانه بعد أن يكبر ويشيخ، ولكن الفتى ما كان يريد تكريس حياته لهذه المهنة التي لا يحبها، ولذلك التحق بكلية الحقوق، ثم تعرف على عائلة من الفنانين تدعى "بيجار"، وأصبح صديقًا لهم، وغير اسمه ولقب بـ"موليير" لأول مرة، ولم يعرف أحد سبب هذا التغيير المفاجئ الذي طرأ عليه، ولماذا اختار اسم موليير دون غيره، وما كان يعرف أنه سيصبح أشهر اسم في تاريخ المسرح الفرنسي، وربما العالمي.
كَون موليير فرقة مسرحية باسمه موليير استمرت في المشاركة بمسرح "پيتي-بوربون" مع "فرقة سكارموش الإيطالية" وكانت العلاقات مابين الفرقتين جميلة، إلى أن تركت الفرقة الإيطالية باريس ورجعت إلى إيطاليا ولم يكن في مسرح "الپيتي-بوربون" إلا فرقة موليير وكانت أول مسرحية عرضها في باريس هي مسرحية كوميديا "المتحذلقات السخيفات".
كتب موليير مسرحيته الشهيرة "البخيل"، واشتهرت باسم "بخيل موليير" في شتى أنحاء العالم، فكل من يريد أن يضحك على البخل والبخلاء ما كان يجب عليه إلا أن يذهب إلى المسرح ويشاهد هذه المسرحية الرائعة، ثم زالت الرقابة عن مسرحية المنافق عام 1669، وكتب موليير مقدمة المسرحية وقال فيها: "هذه المسرحية أحدثت من الضجة والفرقعة أكثر من غيرها بكثير، وقد اضطهدت وحوربت ومنعت أكثر من جميع مسرحياتي الهزلية السابقة، وقد برهن ذلك على أن رجال الدين هم أقوى الفئات في المجتمع ففي السابق تهكمت بالنساء المتحذلقات، أو بالأطباء الفاشلين، أو بالأرستقراطيين من دوق ومركيز، الخ أو بالمخدوعين من قبل زوجاتهم، ولكن لم يهددني أحد منهم على الرغم من كل ذلك ولم تمنع مسرحياتي بسببهم"، وعندئذٍ لقيت نجاحًا لا مثيل له على خشبة المسرح، وكان آلاف المشاهدين يتدفقون على المسرح لرؤيتها. 
مات موليير بعدما خلِّف وراءه عشرات الأعمال المسرحية الخالدة، نذكر من بينها:"الطبيب الطائر"، "الكسلان" أو "الظروف الطارئة المعيقة"، "الطبيب العاشق" وكانت آخر مسرحياته " المريض الوهمي".