الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

خبراء: النظام الإيراني يعايش سلسلة من الهزائم الكبرى منذ اغتيال سليماني

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عقب مقتل قاسم سليماني في غارة أمريكية، خيم الحزن على نظام الملالي بأكمله، وظن الكثيرون أن إيران لن ترد على واشنطن، وبات الناشطون الإيرانيون يعلنون أن إيران بعد مقتل «سليماني» غير إيران قبل مقتله، إلا أن الوضع تغير بعد أن وجهت إيران ضربات للقاعدة الأمريكية بغداد، وزاد الأمر سوءا بعد اعتراف إيران بأن صاروخا أطلقته قد أسقط طائرة الركاب الأوكرانية بسبب خطأ بشرى، مما أدى إلى مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 176، فأصبحت طهران في موقف صعب وتواجه الكثير من الأمور على المحك، إلى جانب خروج الإيرانيين في احتجاجات منددة بسياسات النظام الإيراني في المنطقة، ورافضة لأفعالها، وهذا ما كان يسبب مأزقًا لإيران.


من جانبه قال أسامة الهتيمي، باحث في الشأن الإيراني، إن إيران وعلى مدى ثلاثة عقود تقريبا وبعد انقضاء ما يسمى بالمد الثوري تشهد بين الحين والآخر حراكا شعبيا إلا أن الحراك الذي اندلع في شهر ديسمبر من عام 2017 كان مختلفا عما سبقه كونه لم يكن محصورا جغرافيا في منطقة محددة، ولم يقتصر على فئة شعبية بعينها، ومن ثم فإن الاحتجاجات التي لم تنقطع منذ نهاية 2017 هي موجات ثورية متواصلة لكنها ربما تخفت قليلا نتيجة تفعيل النظام الإيراني لآلة قمعه الأمنية للثوار.
وأضاف الهتيمي، أنه لا يمكن أن نفصل هبة الشعب الإيراني وخاصة فئة الطلاب مؤخرا عما سبقه وهو استكمال لما بدأه الحراك الشعبي غير أن تخصيص المتظاهرين هتافاتهم وشعاراتهم للحديث عن كارثة الطائرة الأوكرانية هو تأكيد على ما كانوا قد ذهبوا إليه من فشل هذا النظام والمتاجرة بهم لتحقيق أحلامه وطموحاته التوسعية وهو ما يفسر إقدام على تقطيع صور قاسم سليماني الذي كان بالنسبة لآخرين وحتى أيام بطلا قوميا فضلا عن المطالبة بتنحي المرشد الأعلى للثورة.
وأشار "الهتيمي"، إلى أن التظاهرات التي شهدتها إيران هذه المرة تكتسب أهمية أخرى كونها تأتي في أعقاب صدمات وكوارث تعرضت لها إيران الأمر الذي كان يدفع لإحداث اصطفاف شعبي كالعادة حول النظام الإيراني وهو ما لم يدم إلا لساعات حيث فجر إسقاط الطائرة الأوكرانية الموقف، وبدا النظام أمام الجماهير متخبط ومرتبك وغير قادر على إدارة الأمور وهو ما يعني أن الأمور آخذة في التصاعد وأن الحراك يصر على مواصلة تحقيق أهدافه ما يساهم بشكل كبير في إضعاف النظام وتفتيت بنيته. 
وأكد "الهتيمي"، أن ينتهج النظام نهجه المعتاد أيضا في إرهاب الجماهير وممارسة أشد الانتهاكات بحقهم قتلا وإصابة واعتقال وتضييق حتى يمكن له التحكم في الأوضاع وإجهاض الحراك لتكون النتيجة أن تتواصل المعركة بين الجماهير والنظام لفترة جديدة مقبلة.

بينما قال محمد عبادي، باحث في الشأن الإيراني، إن هناك عددا من الإشارات اللافتة في التظاهرات التي اندلعت أمس في طهران، احتجاجا على مراوغة النظام في الكشف عن حقيقة إسقاط الطائرة الأوكرانية، واعترافه في النهاية مجبرا تحت الضغط والتهديد الدولي.
وأضاف عبادي، أن التظاهرات دحضت الأطروحات التي روجها النظام من أن عملية اغتيال سليماني وحدت الشعب الإيراني خلف النظام، فالتظاهرات الغاضبة هتفت بسقوط النظام ورحيل خامنئي، ومزق المتظاهرون صور لسليماني في شوارع طهران، ما يعكس حجم السخط الكبير على قادة النظام.
وأشار إلى أن تبلور هذه التظاهرات سريعا يعكس الموقف السياسي الذى تبناه زعيم الحركة الخضراء ورئيس البرلمان الأسبق مهدي كروبي، الذي يخضع للإقامة الجبرية، والذي طالب المرشد علي خامنئي بالتنحي عن الحكم، بسبب عدم المصداقية والكذب على الشعب الإيراني في حادث إسقاط الطائرة، أو بسبب عدم الأهلية كونه القائد الأعلى للقوات المسلحة، إضافة إلى حجم الارتباك الكبير للنظام، حد اعتقاله للسفير البريطاني في طهران، بحجة تصوير التظاهرات.
وأكد "عبادي"، التفاعل الدولي السريع مع التظاهرات، فالرئيس الأمريكي غرد بالفارسية للمرة الأولى، وحذر النظام من ارتكاب مجازر جديدة كتلك التي ارتكبها ابان انتفاضة البنزين. أو قطع الإنترنت للتغطية على الجرائم في الداخل كل هذا يدل بأن النظام الإيراني منذ لحظة اغتيال سليماني يعايش سلسلة من الهزائم الكبرى، تشي بأن عقدا ما انفرط داخل النظام ولا أحد قادر على إيقافه.