الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مقتل شاب دافع عن زوجة أخيه بالمرج.. "البوابة نيوز" تكشف كواليس مقتل ضحية الشهامة على يد صاحب محل أحذية.. شقيقه: ذهب لمعاتبة البائع فرجع قتيلا ونطالب بالقصاص العادل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ أن فتح «نشأت.م» عينيه على الدنيا وجد نفسه في أسرة بسيطة الحال، لا مكان للرفاهية فكل ما يسعون إليه هو توفير متطلبات المعيشة فقط، خاصة بعد وفاة والده، الذى ترك للأم حملا أثقل من الجبال، وارتدى الشاب الصغير ثوب الرجولة مبكرًا لمساعدة والدته على تربية أشقائه الصغار، وبالرغم من حداثة سنه، استطاع أن يؤسس ورشة صغيرة داخل منزلهم لتصنيع «براويز»، دينية يقوم ببيعها للمحال والمصانع، لكنه لم يدر أن حياته سوف تنتهى على يد مجموعة من البلطجية يمتلك أحدهم محل أحذية، بعدما ذهب بمعاونة شقيقه لمعاتبه الأخير، لقيامه بالاعتداء بالضرب على زوجة شقيقه ونجلته الصغرى، حال قيامها بمحاولة استبدال حذاء كانت قد اشترته من صاحب المحل.


انتقلت «البوابة نيوز» إلى مسرح الجريمة، لكشف التفاصيل الكاملة من خلال روايات أسرة المجنى عليه وشهود العيان على الواقعة.
«راح علشان يعاتبهم رجع قتيل» بكلمات الحزن التى فاضت بدموع الفراق، بدأ «جرجس محفوظ» حديثه الحكاية بدأت يوم السبت الماضى حيث ذهبت زوجتى وبرفقتها زوجة الضحية، لشراء بعض متطلبات المنزل، من شارع السوق التابع لقسم شرطة المرج، مشيرا إلى أن زوجته قامت بشراء حذاء من أحد المحال بذات الشارع، والذى قام مالكه المدعو «أحمد نجدى»، بمغافلتها ووضع لها «فردة حذاء»، بها عيب داخل الكيس.
وتابع «زوجتى قاست فردة بينما الأخرى كانت معلقة داخل المحل وملفوفة ببلستر لإخفاء العيب، ولم نكتشف ذلك إلا عند رجوعها المنزل هنا في منطقة الخصوص، وعندما أخبرتتى بذلك قلت لها: خليها لبكرة روحى خلى صاحب المحل يغيرها، لكنها رفضت وبررت ذلك بسوء سلوك صاحب المحل الذى يتعامل بطريقة غير لائقة مع الجميع».
وأضاف شقيق الضحية، قائلًا: «في صباح اليوم التالى توجهت زوجتى مع زوجة المجنى عليه، لأخذ نجلتى من الحضانة بعد انتهاء اليوم الدراسي كالمعتاد، ثم ذهبت للمحل الذى اشترت منه الحذاء وبمجرد أن رآها مالكه ظل يتفوه عليهما بألفاظ خارجة، فأخبرهما أحد الأشخاص الموجودين بأن «صاحب المحل» مضغوط الآن، وعليها أن تذهب ثم تعود بعد ساعة وسوف يقوم بتنفيذ كل طلباتها، وبعد مرور الوقت المتفق عليه ذهبت مرة أخرى واصطحبت معها نجلة شقيقى «نشأت»، طفلة صغيرة لا يتعدى عمرها الـ١٢ عاما، إلا أن المتهم قال عقب رؤيته لها: «انتى فلاحة ومش فاهمة حاجة، ومعنديش تبديل، وبعد محاولات من استعطافه أعطاها حذاء آخر ليس مقاسها، وعندما طلبت أن تغيرة مسك الحذاء وقام بإلقائه عليها، والاعتداء عليها بالضرب، وتوجيه شتائم لها، وأمسك بها من رأسها وكاد يوقعها أرضًا، فظلت تستعطفه قائلة:«حرام عليك يا عمو، أنا عاوزة فلوسى، الأمر الذى قابله بالرفض قائلا: «مفيش فلوس ولا تبديل، ثم اعتدى بالضرب على نجلة شقيقى الصغرى».


وأكمل شقيق الضحية: «قام عدد من الحاضرين بتخليص زوجتى وبنت شقيقى من الجانى، وإبعادهمها عنه، وفى ذلك الوقت تلقيت اتصالا من شقيقى «نشأت»، صاحب الـ٤١ عاما، والذى كان يريد أن يسألها عن زوجته حيث إنها خرجت بعد منها، فوجدها تبكى بدموع منهمرة، وعندما سألها أخبرته أن صاحب المحل تعدى عليهم بالضرب، وعلى الفور انتقل إليهما، ثم قامت بالاتصال بى وأخبرتنى فرجعت إليهم برفقة صديقين لى حيث كنا ننوى التوجه إلى العمل، وفور وصولى لها أخبرتنى بالواقعة، وقالت لى «نشأت»، دخل عندهم، فذهبت إليهم فوجدت شقيقى يقول له:«ينفع تضرب واحدة ست وطفلة صغيرة، ليرد المتهم عليه قائلا:«أيوه ينفع، وبعدها وجدنا هجوما علينا من قبل أشقائه وعدد من أصحاب المحال» بالأسلحة البيضاء، والشوم، والمواسير الحديدية، وقاموا بالتعدى علينا وأثناء تعديهم عليا بالضرب شاهدت أحد الجناة يدعى «أحمد النوبى»، يسدد عددا من الطعنات لشقيقى، وعند محاولتى الدفاع عنه قال لى: «امشى من هنا بدل ما اخلص عليك»، وبعدها نقلنى أحد الأشخاص للمستشفى، وعقب اتصالى على هاتف شقيقى ردت عليا زوجته قائلة: «أخوك بيموت واحنا رايحين مستشفى اليوم الواحد»، وعقب وصولى إليه أخبرنى الأطباء بوفاته، متابعا: سندى في الدنيا راح ومعرفتش أدافع عنه.


واتهم شقيق الضحية صاحب المحل وأشقاءه بأنهم تجار مخدرات ويتخذون بعض المحال التجارية الخاصة بهم كستار لإخفاء تجارتهم الآثمة، كما طالب الأجهزة الأمنية بسرعة ضبط المتهمين الهاربين لتقديمهم للمحاكمة، كما طالب بالقصاص العادل عليهم وهو الإعدام شنقا.
تعود بداية الواقعة إلى تلقى قسم شرطة المرج، بلاغا يفيد بنشوب مشاجرة بالأسلحة البيضاء بين شخصين من جهة وأصحاب المحلات من جهة أخرى ووقوع قتيل، وعلى الفور انتقلت قوة من مباحث القسم وتبين صحة البلاغ.
ودلت التحريات أن صاحب محل أحذية رفض إرجاع حذاء لإحدى السيدات كانت قد اشترته منه، ثم تعدى وآخرون على زوجها وشقيقه بالأسلحة البيضاء فقتلوا أحدهما وأصابوا الآخر.
وتكثف الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة جهودها للقبض على المتهمين، وتحرر محضر بالواقعة فيما تولت النيابة العامة التحقيق.