شكلت مرحلة الشاعر العراقي بدر شاكر السياب نقطة من أهم نقاط التحول في مسار القصيدة في الوطن العربي كله، حيث تأثر في البداية بجيل على محمود طه، وبدأ يكتب القصيدة العمودية متناولا الموضوعات الرومانسية، واعتبر النقاد أن قصيدته "هل كان حبا" أول نص تفعيلي عربي، التي قال فيها:
كم تمنى قلبي المكلوم لو لم تستجيبي
من بعيد للهوى أو من قريب
آه لو لم تعرفي قبل التلاقي من حبيب
أي ثغر مسّ هاتيك الشّفاها
ساكبا شكواه آها ثم آها ؟
غير أني جاهل معنى سؤالي عن هواها ؟
أهو شيء من هواها يا هواها؟
عدها النقاد أول نص في الشكل الجديد، ولا يزال الجدل قائما بخصوص الريادة بين السياب ونازك الملائكة عن أول من كتب الشعر الحر، ثم كتب السياب بعدها "الأسلحة والأطفال" و"المومس العمياء" و"حفار القبور" و"أنشودة المطر" فظهرت أهمية السياب في تشكيل وجدان شعراء العالم العربي تجاه ذلك الشكل الجيد.
ولمع تيار الشعر الحر كمرحلة تحول في القصيدة العربية، تحاول قراءة متغيرات المشهد الثقافي كما تحاول اعتمادها شكلا للقصيدة، بجانب القصيدة العمودية التقليدية، لكن عباس العقاد مثلما هاجم أحمد شوقي واعتبر شعره ابتذالا للغة وأن تناوله للموضوعات يأتي بصورة سطحية خالية من الفكر والعمق، وقدم مع ذلك شرحا تطبيقيا على بعض النصوص، فقد ظل مدافعا عن الأوزان والقوافي في وجه الشعر الحر، معتبرا أن القيود في القصيدة تبرز موهبة الشاعر وتبين مدى مقدرته على قول الشعر.
وتحل اليوم الأربعاء ذكرى ميلاد الشاعر العراقي بدر شاكر السياب حيث ولد في 25 ديسمبر من العام1926 وتوفي في نفس الشهر من العام 1964 بالكويت، فقد رحل صغيرا بعدما ترك بصمة واضحة في القصيدة العربية.
