الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

في ذكرى رحيله.. أبرز محطات القديس الأنبا صموئيل المعترف

 القديس الأنبا صموئيل
القديس الأنبا صموئيل المعترف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في مثل هذا اليوم 18 ديسمبر، بذكرى وفاة الأنبا صموئيل، رئيس دير القلمون.
وفي السطور المقبلة، نرصد أبرز محطات هذا القديس..
ولد في دكلوبا من كرسي ميصيل، من أبوين قديسين ولم يكن لهما ولد سواه.
كان أبوه ارسلاؤس، قسا فابصر في رؤيا الليل شخصا مضيئا، يقول له: "لا بد لولدك هذا إن يؤتمن على جماعة كثيرة ويكون مختارا للرب طول أيام حياته".
كان صموئيل طاهرًا منذ صغره مثل صموئيل النبي، وكانت تساوره دائمًا فكرة الرهبنة.
في بعض الأيام وجد وسيلة للذهاب إلى برية شيهيت ولم يكن يعرف الطريق، فظهر له ملاك الرب في شبه راهب ورافقه كأنه يقصد الدير مثله إلى إن وصلا إلى جبل شيهيت، وهناك سلمه لرجل قديس يسمي أنبا اغاثو فقبله عنده كما أرشده الملاك، حيث أقام ثلاث سنين طائعا في كل ما يأمره به، وبعد ذلك توفى القديس اغاثو وتفرغ القديس صموئيل للصلوات والأصوام الكثيرة، حتى انه كان يصوم أسبوعًا أسبوعًا، فقدموه قسًا على كنيسة القديس مقاريوس.
حدث إن أتى إلى البرية رسول يحمل طومس لاوون، فلما قراه على الشيوخ غار الأنبا صموئيل غيرة الرب، ووثب وسط الجماعة وامسك المكتوب ومزقه، قائلا: "محروم هذا الطومس وكل من يعتقد به، وملعون كل من يغير الأمانة المستقيمة التي لأبائنا القديسين"، فلما رأي الرسول ذلك اغتاظ وأمر بغضب إن يضرب بالدبابيس ثم يعلق من ذراعه ويلطم فصادفت إحدى اللطمات عينه فقلعتها، ثم طرد من الدير، فظهر له ملاك الرب وأمره إن يمضي ويسكن في القلمون kalamwn، فمضي إلى هناك وبني ديرا أقام فيه مدة يعلم الملتفين حوله ويثبتهم على الأمانة المستقيمة، واتصل خبره بالمقوقس حاكم مصر فأتي إليه وطلب منه إن يعترف بمجمع خلقيدونية، وإذ لم يذعن لرأيه ضربه وطرده من الدير، فمضي وسكن في إحدى الكنائس، وبعد حين عاد إلى الدير، واتفق مجيء البربر إلى هناك، فأخذوه معهم في رجوعهم إلى بلادهم، فصلي إلى السيد المسيح إن ينقذه منهم، فكان كلما اركبوه جملا لا يستطيع القيام به، فتركوه ومضوا، ثم عاد هو إلى ديره، وأتي البربر إلى هناك مرة ثانية وأخذوه معهم إلى بلادهم وكانوا قد سبوا قبل ذلك الأنبا يوأنس قمص شيهيت، فاجتمع الاثنان في السبي وكانا يتعزيان معا، وحاول آسره إن يغويه لعبادة الشمس، ولما لم يستطع إلى ذلك سبيلا، ربط رجله مع رجل جارية من جواريه، وكلفهما رعاية الإبل قصدا منه إن يقع معها في الخطية، وعندئذ يتسلط عليه فيذعن لقوله، كما أشار عليه إبليس، وفي هذا جميعه كان القديس يزداد شجاعة وقوة قلب، ولم يزل على هذا الحال حتى مرض ابن سيده مرض الموت، فصلي عليه فشفاه، فشاع خبره في تلك البلاد، وكان يأتي إليه كل من به مرض، فيصلي عليه ويدهنه بزيت فيبرا، فاحبه سيده كثيرا واعتذر إليه واستغفره، وعرض عليه إن يطلب ما يريد، فطلب إن يأمر بعودته إلى ديره، فأعاده، ولدي وصوله اجتمع حوله كثيرون من أولاده الذين كانوا قد كثروا جدا حتى بلغوا الألوف، وظهرت له السيدة العذراء وقالت له إن هذا الموضع هو مسكني إلى الأبد، ولم يعد البربر يغيرون على هذا الدير، وقد وضع هذا الآب مواعظ كثيرة ومقالات شتي ولما قربت أيام وفاته جمع أولاده وأوصاهم إن يثبتوا في مخافة الله والعمل بوصاياه ويجاهدوا في سبيل الإيمان المستقيم إلى النفس الأخير.