الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

الدولة العثمانية.. عصر تخريب البلدان العربية والإسلامية باسم الدين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عصر الظلام، عصر القتل وانتهاك الحرمات، عصر الإبادة الجماعية للبلدان العربية والإسلامية باسم الدين، عصر آل عثمان، أو ما أطلق عليه «الدولة العثمانية»، تلك الفترة التاريخية السوداء فى عمر الخلافة الإسلامية على مر تاريخها منذ الخلفاء الراشدين وصولًا للعصر الحديث.


آل عثمان قتلة العصر الحديث الدمويون، هم من أسسوا الدولة العثمانية التى اجتاحت دول العالم الإسلامى غير عابئة بالمحرمات، وقدسية تلك البلدان التى تشهد بالوحدانية لله، وترفع راية الحق، حيث شقت الجيوش العثمانية الطرقات عبر البر والبحر تدفع سفن حقدها وجحافل جندها أحلام التوسع والهيمنة المجنونة، على حساب دماء العرب أجمعين، وتمثلت ذروة الدموية والبطش فى تاريخ آل عثمان على يد السلطان سليم الأول، أو كما سماه العديد من مراجع التاريخ «سليم المجنون»، الذى عاش بشهوة الحكم وفرض السلطة بالقوة غير عابئ بالمقدسات فمات شر ميتة، ليتعظ من خلفه؛ ولكن هيهات؛ فقد خلف من بعده رجل أكثر شرًا وأشد جنونًا وهو الرئيس التركى الحالى رجب طيب أردوغان، الذى واصل مسيرة أجداده أصحاب مجازر الأرمن الأشهر على مر التاريخ الحديث، وهو أيضًا من تراوده أحلام الخلافة المزعومة، فهو امتداد لسليم المجنون بكل جهله وحقده وأحلامه التوسعية.

"البوابة نيوز"، تفتح من جديد ملف «حلم الخلافة» الذى شكل دافعًا ومحركًا قويًا لأردوغان، ليكشف عن أطماعه الاستبدادية، ومحاولاته الممجوجة والمُستهجنة لتحقيق غايته على رقاب العرب، حيث تحدث عدد من المؤرخين، وأساتذة التاريخ المعاصر عن أحلام أردوغان المجنونة، وأفعال أسلافه الشيطانية، كما تحدثوا عن تلك المجازر التي وقعت بحق العرب والأرمن على يد آل عثمان.


تحدّث الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة عين شمس، عن جرائم الدولة العثمانية قائلا: إننا منذ أكثر من ربع قرن ونحن ننادى مع فريق من المؤرخين والكتاب بضرورة تغيير اسم شارع سليم، فلا يجوز أن نكرم ونخلد اسم من قتل المصريين واستباح بيوتهم ومساجدهم واحتل بلدهم وحولها من دولة كبيرة إلى ولاية تابعة لدولته، التي تنسب إلى جده عثمان بن أرطغرل، كما أن المثير فى الأمر أن الموظف الذى كان يجهل تاريخ مصر فى مطلع القرن السادس أطلق اسم طومان باى على الشارع المجاور لشارع سليم، وإن كانت الدولة قد استجابت أخيرا وحذفت اسم سليم الأول، إلا أن تاريخه الملطخ بالدم لا يمكن أن يمحى من ذاكرة المصريين جيلا بعد جيل.

وأضاف شقرة أن مسلسل «ممالك النار» جاء ليشفى غليل المصريين ويشرح حقيقة السنوات السوداء التى عاشتها مصر تحت الاحتلال العثماني، فقد أطلق سليم الأول على نفسه اسم السلطان الغازي، وهو تاسع سلاطين الدولة العثمانية، أطلق على نفسه أيضا لقب خليفة المسلمين، وهو أول من استخدم لقب أمير المؤمنين ويعده البعض الخليفة الرابع والسبعين، وتجمع آراء الذين كتبوا تاريخه على أنه بدأ حكمه بعدما أطاح بوالده «بيازيد الثاني» وطارد إخوته وأبناءهم وقضى عليهم جميعًا، حتى لا ينافسوه وحتى ينفرد بالحكم» فالسلطان لا يقبل القسمة على اثنين «والسلطان أهم من أى إنسان. حتى أهم من إخوته وأبنائه. وأوضح «شقرة» أن «سليم الأول» استباحت قواته حرمة المصريين ومساجدهم فقتلوا فى أربعة أيام ما يزيد على عشرة آلاف شخص، ونهبوا كل ما وجدوه من قماش وسلاح وخيول وبغال وجوارى وعبيد، وكما أورد ابن إياس فإن الدماء غطت شوارع القاهرة من باب «زويلة إلى الرميلة إلى الصليبية إلى قناطر السباع والناصرية، وشهدت شوارع مصر سيولا من الدماء اختلطت فيها دماء المماليك بدماء المصريين. وبيّن «شقرة» أيضا أنه من ضمن جرائم الدولة العثمانية: أن قوات سليم الأول داهمت الجامع الأزهر، ومسجد الحاكم بأمر الله الفاطمي، وكذلك جامع أحمد بن طولون، ومسجد السيدة نفيسة، وروعوا المصلين وقطعوا رءوس المماليك لتتناثر الجثث داخل المساجد. وتابع، لقد سجل المؤرخ ابن إياس فى كتابه «بدائع الزهور فى وقائع الدهور» الجرائم التى ارتكبها سليم الأول وجيشه عندما هاجموا مصر بعد سقوط بلاد الشام وقتل قنصوة الغوري، يقول ابن إياس: إن سليم أمر قواته بأن تحرق بيوت المصريين، وأن تعمل فيهم السيوف، وأن يتتبعوا المماليك حتى لو احتموا بالمساجد ويفصلون رءوسهم عن أجسادهم، ومن المثير للدهشة أنه أصدر فتوى تبيح له قتل ابنه كى لا يصل إلى الحكم. واستطرد «شقرة» فيما يتعلق بضحايا سليم من أسرته، فمن المعروف أنه عين ابنه سليمان حاكما على القسطنطينية وسافر مقتفيا أثر أخيه أحمد الذى هرب إلى أنقره، ولما عرف أن وزيره مصطفى باشا حذر أخيه قام بقتله، وفى الوقت نفسه ثُبت أنه قام بقتل خمسة من أبناء إخوته. وأشار إلى أن الدراما التليفزيونية العثمانية يجب أن تفهم فى إطار مسألة الغزو الثقافى، ويفهم فى إطار أنه الآن ترفع الدولة العثمانية والرئيس التركى بالتحديد شعار العثمانية الجديدة، والعثمانية الجديدة معناها أنه يريد أمجاد السلاطين العظام وتتحول مصر إلى ولاية عثمانية، ولا سيما بقية دول العالم العربي، فأردوغان يحلم بهذا الأمر، ولكنه لا يتعدى كونه مجرد حلم، وهو شعار الدولة العثمانية الجديدة، وبالمناسبة، وهذا خطير أيضا أن دولة الفرس إيران هى أيضا ترفع شعار اليونان الشيعى وتحركت لتكون لها أقدام فى لبنان، سوريا، اليمن، جنوب العراق، وهذا بالطبع نحن أمام خطر شيعى وأمام خطر سنى أو تركى وهذا الخطر يدور فى إطار السيطرة على العالم العربي.

لذلك نستطيع أن نقول إن الدولة العثمانية لم يكن لها مصلحتها الشخصية فقط، ولذلك لم تشجع العلم ولا العلماء وكان لدينا مشكلة فيما يتعلق بالعلوم التجريبية والعقلية والعلوم التى كانت موجودة فقط كانت موجودة بالقصور الذاتى فى الأزهر وهى العلوم النقلية فقط ولكن العلوم العقلية لم يكن لها أى نهضة تذكر على الإطلاق والدليل على ذلك أننا فى عهد العثمانيين ظللنا فى حالة من الجهل الشديد إلى أن جاء نابليون بونابرت فصدمنا وتصورنا أنه ساحر عظيم بالمجمع العلمى الذى بدأ يبنى فيه هذه التجارب.


من جانبه قال المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ الحديث والعميد الأسبق لكلية الآداب جامعة حلوان، إن هؤلاء العثمانيين غزاة ومن أصل الأتراك، وهم قبائل من شمال غرب الصين، وطبيعة هذه القبائل أنهم غير منتجين ويعيشون على الطبيعة التى تتطلب منهم التنقل من مكان إلى آخر حسب مصدر الحياة، يتنقلون ويتصادمون فى رحلاتهم الصغيرة فى آسيا الصغرى فى منتصف القرن الثالث عشر، التى أسسها عثمان الأول، ويطلق عليهم آل عثمان أو العثمانيون، وهناك تعاملوا مع أباطرة بيزنطة، إلى أن جاءتهم الفرصة لينتقلوا إلى منطقة البلقان أى منطقة أوروبا الشرقية، والصرب، ورومانيا، ثم افتتح السلطان المعروف محمد الفاتح القسطنطينية فى ١٤٥٣، وغير اسمها وأطلق عليها إسلامبول أو إسطنبول، وهذا هو الأصل لهم، أخذوا يتوسعون ويتصادمون مع الإمبراطورية الصفوية وهزموهم فى إيران ١٥١٤، ثم دخلوا إلى مصر وهزموا الحاكم الغورى فى ١٥١٧، وتسلم طومان باى آخر سلاطين المماليك الحكم بعد عمه، إلا وقتله السلطان سليم الأول فى معركة الريدانية، ولم يكتف بقتله فقط بل قطع رأسه وعلقها على باب زويلة، وإنهاء حكم المماليك وبداية السيطرة العثمانية على مصر عند دخولها.

وأضاف الدسوقي، أن العثمانيين أخذوا يقتلون المصريين الذين يجلسون ويختبئون فى المساجد والمآذن ويقتحمونها وكل هدفهم القتل الشديد لهم، وقد ذكر المؤرخ محمد أحمد بن إياس فى كتابه «بدائع الزهور فى وقائع الدهور»، الذى عاصر تلك الفترة، وكان لا يعرف عن سليم الأول أنه ليس له ملة ولا دين، وهم أنفسهم فى بلادهم يقتلون بعضهم بعضا من أجل الحكم، وكان يقتل إخوته حتى لا يصبح له خليف على السلطة، لأنه كان يخشى من إخوته المنافسة ويقتل أخاه حتى يصبح هو السلطان الوحيد بهدف الوصول إلى الحكم، فهم أجلّاف وليسوا أصحاب حضارة ومتنقلون بحثًا عن مصادر الحياة، والحضارة بمعناها أن تكون قائمة على الاستقرار، وكانت الحضارة المصرية القديمة قائمة على الزراعة والاستقرار عكس الدولة العثمانية.

وتابع، عندما جاء العثمانيون إلى مصر كان المصريون أصحاب حضارة، وعندما جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر بقيادة نابليون بونابرت أخذ المصريون منهم سلوكياتهم وعاداتهم وتقاليدهم، وهذا ما وصفه رفاعة الطهطاوى فى كتابه أثناء رحلته إلى باريس فى ١٨٢٦ مشيرا خلال هذه البعثة إلى أنهم يأكلون على «طبلية» عالية، وهى ما تسمى ترابيزة عكس الطبلية الأرضى بمصر، كذلك يأكلون الطعام بالشوكة والسكين وغيرها وأخذ المصريون بعد ذلك هذه العادات ونقلت عنهم، وهذا ما ساعد على إنهاء الدولة العثمانية، التى لم تكن متجانسة فى الأصل، مؤكدا أن المنحنى الحضارى كما يسمى فى التاريخ، يعنى أن كل دولة تبدأ فى الظهور، وتتدرج فى القوة حتى تصل إلى الذروة، وبعدها كل ما كان لديها ينتهى، ومن هنا يبدأ المنحنى الحضارى فى تدهوره، حتى تأتى قوة جديدة فتية تقضى عليها.

أكد «الدسوقي» أن الدولة العثمانية لم تحقق أى إنجازات ولم تقدم للمسلمين شيئا، وذلك لأنها دولة ليست صاحبة حضارة، بل إن البلاد التى دخلوها كانت متقدمة عنهم فى الحضارة، مضيفًا أن اللغة عند العثمانيين هى تشكيلة من المناطق التى دخلوا بها، وعندما وصلوا إلى العراق أخذوا بعض الكلمات من الإيرانيين، والعالم العربى أيضًا، لذلك يرجع أصل الحضارة فى الدولة العثمانية إلى الاستقرار القائم على الزراعة، كما أخذ السلطان «سليم» مجموعة من المعماريين وذلك لبناء العمارة والمساجد، وهذا خير دليل على أنهم دولة ليست صاحبة حضارة.

أما عن تناول الدراما التركية والعربية بعد الشخصيات التاريخية والتحريف بها والعمل تزييف التاريخ فى أعمالهم الدرامية، قال «الدسوقي» إن كتاب الدراما ليسوا باحثين فى التاريخ، وعندما يقرأ الكاتب منهم فى المراجع التاريخية داخل الفكرة نفسها، ثم يتجاهل بعد ذلك معلومات أخرى ضد هذه الفكرة ويلتقط منها المعلومة الصحيحة ويسقط عليها معلومات أخرى مشوهة، بل يريد المؤلف أن يغرس أفكارا معينة فى ذهن المشاهد، مؤكدا أن العلم والتاريخ وجهان لعملة واحدة، فالعلم مستقل عن الدين والسياسة، ولكن لا بد أن يصبح الكتاب يأخذون الموضوعية فى تفسير الحدث والشخصية التى تفكر عنها ولا يُنكر ملامحها، الأعمال الدرامية تفسر الأحداث ويحكم عليها مسبقًا، ولكن لا بد من التفسير فى ضوء موضوعية الأحداث، موضحا أن الحكم العثمانى حكم سطحي، وبالمعنى السياسى فهو حكم لا مركزي، أى أنه حكم فيدرالي، مثل الولايات المتحدة الأمريكية الموجودة حاليا، فإن كل ولاية تقوم على شعب معين له تقاليده، مؤكدا أن الذين يزيفون التاريخ والشخصيات التاريخية لهم مشروع وأتباع لقوة خارجية تريد أن تحطم الرموز الموجودة بداية من صلاح الدين الأيوبي.


في حين قال الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة القاهرة، فى بداية الدولة العثمانية كان كل السكان، سواء أكانوا عربا أو بربر أو أكرادا يعيشون فى حالة أمن، والدولة العثمانية كانت تترك المساحة ليتعايش الجميع، لذلك بداية الدولة العثمانية كان بها سلام وأمان، والمشكلة بدأت فى القرن التاسع عشر مع بداية محاولات «تتريك» هذا الخليط، ومن هنا حدث الصدام، فعلى سبيل المثال، العرب رفضوًا فرض الحضارة التركية عليهم لأنهم يمتلكون حضارة أعلى وأكبر من الحضارة التركية بكثير، ففى البداية لم تكن هناك مشكلة؛ لأن الأرمن كانوا تجارا كبارا فى الدولة العثمانية، وكانوا يشغلون مناصب كبيرة فى الدولة، ومنهم نوبار باشا فى مصر وهو أرمنى فى الأصل.

وأضاف الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة عندما بدأ الأتراك فى فرض حالة «التتريك» حدث الصدام بين القوميات المختلفة، ومن هنا بدأت مذابح تركية ضد العرب، والأرمن، وكانت فكرة الأتراك تكمن فى فرض اللغة والحضارة التركية على الجميع. 

وهناك عدد من الملاحظات حول تعامل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان مع التاريخ العثماني، فأردوغان يرى أنه وريث الدولة العثمانية، وهذا الكلام غير صحيح، لأن الدولة العثمانية أكبر من اختزالها فى تركيا الحالية، والدولة العثمانية كانت كيانا سياسيا وثقافيا يضم منظومة شرق البحر المتوسط بأكملها، وشارك بها كل الشعوب، وكون أردوغان يختزل التاريخ العثمانى فى الجانب التركى فقط؛ فهذا الأمر يمثل عدم فهم للتاريخ، أو توظيفا سياسيا للتاريخ.

 


وواصل «عفيفي»: كان السلاطين العثمانيون يعتبرون السلطان العثمانى الذى لا يعلم اللغة العربية غير مثقف وغير متحضر، لذلك كون أردوغان يختزل تاريخ الدولة العثمانية فى نفسه أو فى إسطنبول أو فى العنصر التركى فهذه جريمة تاريخية، ونحن لا نهاجم تاريخ الدولة العثمانية، فالعرب هم من شارك فى الدولة العثمانية، ولهم فى تاريخ الدولة العثمانية، وليس من حق أردوغان أن يحتكر هذا التاريخ لنفسه، لأن العثمانيين قالوا إنهم نتاج أو تطور للتاريخ الإسلامى الكبير، وعلى مستوى اللغة لم يقولوا اللغة التركية، ولم يكن لديهم القدرة ليقولوا اللغة التركية، ولكن كانوا يقولون اللغة العثمانية؛ لأن أغلب كلمات اللغة العثمانية كانت عربية وفارسية ثم تركية، وما حدث فى فترات لاحقة فى أواخر الدولة العثمانية وفى فترة كمال أتاتورك أن تم بعث كلمات تركية قديمة لتحل محل الكلمات العربية، ولكن خلال فترات طويلة جدا كانوا يقولون اللغة العثمانية، ولم يكن بمقدور أحد أن يقول اللغة التركية. 

وواصل أستاذ التاريخ المعاصر، اللغة العثمانية كان أكثرها كلمات عربية، حتى الشعراء العثمانيين لم يكونوا ليقولوا على أنفسهم أنهم أتراك، وكانوا يتفاخرون بكم الكلمات العربية والفارسية فى أشعارهم، لذلك فكرة أن يحتكر أردوغان هذا الإرث منفردًا هى فكرة مرفوضة، حتى على مستوى الأكلات الشهيرة فهى أكلات البحر المتوسط بالكامل، لذلك هناك خلاف بين تركيا واليونان حول الأكلات، وهنا نرى أن أردوغان يوظف التاريخ لأغراض سياسية بحتة، ويحتكر التاريخ العثمانى فى شخصه، بينما العرب هم من لعبوا الدور الأكبر هذا التاريخ.

وإذا رجعنا للتاريخ نجد أن الأتراك فى الأساس مجموعة من البدو، لكنهم بدو الصحراء الثلجية وكانوا وثنيين، ولذلك اللغات فى أوزباكستان يفهمها من فى الشيشان، ويفهمون اللغة التركية أيضًا وهى أقرب للغة اليابانية، ونتيجة قسوة الطبيعة فى هذه المناطق ونظرًا لضعف الدولة العباسية، بدأت هذه القبائل التركية يتم تجنيدها عسكريًا وبدءوا بالسلاجقة، ونتيجة دخولهم الخدمة العسكرية للدولة العباسية تحول جزء منهم من الوثنية إلى الإسلام، لدرجة أن هناك شكا كبيرا، هل الجد الأكبر للعثمانيين أسلم أم لا؟ لأنهم كانوا قبائل وثنية، ولكن مع ذلك تم توظيفهم فى الخدمة العسكرية وتحولهم للإسلام، وأشهرهم قصة السلاجقة، وقصة العثمانيين جاءت من خلال هجوم المغول والتتار، بالإضافة إلى قسوة الطبيعة، ما دفع قبائل الأتراك فى وسط آسيا للزحف ناحية الغرب، وكانت هناك الدولة البيزنطية الموجودة فى تركيا الحالية وبلاد اليونان، وهم أجداد اليونانيين الحاليين، ومن هنا بدأت تضعف الدولة البيزنطية، ولذلك جاءت هذه القبائل التركية الفارة على أطراف الدولة البيزنطية واستولت على أجزاء منها، وبدأ التمدد شيئًا فشيئًا، وكانت قبيلة آل عثمان إحدى هذه القبائل. 

وأشار صاحب كتاب «المستبد العادل» إلى أن قبيلة آل عثمان توسعت على حساب الدولة البيزنطية شيئًا فشيئًا من ناحية، ومن ناحية أخرى توسعت على حساب القبائل التركية الصغيرة، لتصبح أكبر إمارة أو قوة، وبعدها حصلت على جزء من الدولة البيزنطية والتفت حول منطقة البلقان وهى شرق أوروبا وكانت منطقة ضعيفة جدًا، وكانت منقسمة على نفسه، ومن هنا بدأت التوسع على حساب منطقة البلقان المسيحية، فبدأت تقوى شيئًا فشيئًا، وهنا حدث التطور الكبير، حيث كانت الدولة البيزنطية لم يتبق منها شيء سوى القسطنطينية، وهى إسطنبول الحالية، وكان حينها من السهل على السلطان محمد الفاتح الدخول إلى القسطنطينية وإسقاطها وتحويلها إلى إسطنبول دار الإسلام، ومن هنا اكتسبوا شهرة فى العالم الإسلامي.