الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أهلا بالروبوت صوفيا في منتدى شباب العالم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خبر حضور «الروبوت صوفيا» الشهيرة، كمتحدثة رئيسية خلال فعاليات «منتدى شباب العالم» في شرم الشيخ أسعدني كثيرًا مثلما أسعد ملايين المصريين الذين قرأوه، فالدعوة التي وجهها المنتدى للسيدة صوفيا ضمن حلقة نقاشية عن الذكاء الصناعي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن إدارته تسير علي الطريق الصحيح، كما أنها تبعث برسالة مفادها أن هناك عقولا مصرية تتابع أحدث التقنيات التكنولوجية التي وصل إليها العالم فالروبوت صوفيا كما هو معلوم لقطاع كبير من مستخدمي الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي تُعد الروبوت الأكثر تطورا علاوة على هيئتها التي تشبه هيئة الإنسان إلى حد كبير، بالإضافة إلى ما تتمتع به من قدرات تكنولوجية تجمع بين الابتكارات المتقدمة في مجال الروبوتات، والذكاء الصناعي والفن.
الجميل في الأمر أن دعوة السيدة صوفيا اشترطت عليها التفاعل مع المشاركين في المنتدى والتفاعل معهم مستغلة في ذلك قدرتها المذهلة علي إجراء محادثات طبيعية وسَلِسَة مع الناس. 
وهو ما رحبت له الروبوت صوفيا في تعليقها على دعوتها لمنتدى شباب العالم وترحيبها الشديد من خلال مقطع الفيديو الذي شاهدته لها وهي تقول: «انتظروا مشاركتي في منتدى شباب العالم في شرم الشيخ بسيناء الجميلة والمشمسة، إنني متحمسة للغاية لمقابلتكم جميعًا.
رد فعل الروبوت صوفيا لم يأتِ من فراغ، إنما جاء نتيجة عمل وجهد مخلص أشرفت عليه مؤسسة الرئاسة حتى أصبح منتدى شباب العالم، الذى تنظمه، حدثًا دوليًا مهمًا يحظى باهتمام المؤسسات الدولية ووسائل الإعلام والصحافة العالمية.
فمنذ انطلاق المنتدى لأول مرة عام 2017 هو يسير بمنحنا تصاعديًا ففي نسخته الأولى جذب أكثر من 3200 من 113 دولة، ثم وصل عدد المشاركين إلى 5000 مشارك من 169 دولة في عام 2018. وها هي النسخة الثالثة تأتي بمشاركة 8 آلاف شاب من 120 دولة من أفريقيا وآسيا وأوروبا، وبحضور واسع من الوزراء والسياسيين والإعلاميين والدبلوماسيين والمثقفين بالإضافة إلى رجال ورواد الأعمال. 
هذا النجاح المبهر للمنتدى أجبر جميع دول العالم والمؤسسات الدولية للاحتفاء به باعتباره الحدث الأهم والأبرز الذي يدعو للسلام والوحدة بين شعوب العالم، فأصبح محط اهتمام منظمة اليونسكو التي دعت المشاركين في نسخته الماضية للمشاركة في منتدى الشباب العالمي الذي نظمته مؤخرًا. 
هذا بخلاف الاهتمام الكبير الذي توليه وسائل الاعلام والصحافة العالمية للمنتدى باعتباره منبرا لنشر السلام والتعايش بين الشعوب، ولا يفوتني هنا الإشارة إلى الدعوة الكريمة التي وجهتها إدارة المنتدى للطالب الأفريقي صاحب واقعة التنمُّر الشهيرة، للمشاركة في منتدى شباب العالم، وما أعقبها من رسالة وجَّهها والد الطالب جون للرئيس السيسي تعليقًا على الدعوة، وتحديدًا حينما قال بلهجة عامية: «إن الرئيس السيسي دايمًا بيقف جنبنا في أي حاجة ممكن تضرنا». 
من ناحية أخرى هناك العديد من الرسائل التي يبعث بها تنظيم مثل هذا الحدث في مصر، في مقدمتها التأكيد على أمن واستقرار مصر، كما يترجم تنظيم المنتدى اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بالشباب، وفتح الطريق أمامه ليشعر أن له دورا بارزا في بناء المستقبل، ويستطيع المشاركة الفعلية في صناعة القرار، وهو ما ظهر جليًّا خلال حركة المحافظين الأخيرة التي شملت 23 شابا من نواب المحافظين.
لكن من وجهة نظري أن أهم رسالة يطلقها تنظيم المنتدى هي التدليل على اهتمام القيادة السياسية بتنمية القدرات الثقافية، وتشجع الشباب على العمل الجماعي وتمكينهم من المشاركة في الحياة العامة، فالدول التي تهتم بشبابها وتضعهم في مقدمة أولوياتها باعتبارهم نواة لمستقبلها لا خوف أو قلق عليها مهما بلغت التحديات والمؤامرات الخارجية والداخلية إن جاز التعبير، فكل دماء جديدة تبعث روحا جديدة وفكرا متجددا يستطيع مواجهة التحديات أيًّا كانت.