أعلنت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" سنة 2020 عام الأمم المتحدة الدولية للصحة النباتية، خلال فعالية أقيمت اليوم في مقر المنظمة بروما، وذلك انطلاقًا من أن النباتات تشكل 80% من الطعام الذي نتناوله، وتنتج 98% من الأكسجين الذي نتنفسه، ومع ذلك، فهي تحت تهديد مستمر ومتزايد بسبب الآفات والأمراض.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش: "في هذه السنة الدولية وطوال عقد العمل هذا ومن أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، دعونا نكرس الموارد اللازمة ونرفع مستوى التزامنا بصحة النبات. دعونا نعمل من أجل الناس والكوكب".
ولفت بيان صادر عن منظمة الفاو اليوم السبت الانتباه إلى أن ما يصل إلى 40% من المحاصيل الغذائية العالمية يتم فقدانه سنويا بسبب الآفات والأمراض التي تصيب النبات، ويؤدي ذلك إلى خسائر سنوية في التجارة الزراعية تتجاوز 220 مليار دولار، مما يسفر عن بلاء ملايين الأشخاص بالجوع. كما يسبب ضررًا شديدًا للزراعة التي تعتبر مصدر الدخل الرئيسي للمجتمعات الريفية الفقيرة.
ونوه البيان إلى مشروع تجفيف الطماطم عن طريق أشعة الشمس من قبل النساء المحليات في الأقصر، كنموذج للتوعية، وهو جزء من أنشطة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" في للحد من فقدان الأغذية.
من جهته قال المدير العام للفاو شو دونيو، الذي أعلن انطلاق السنة على هامش اجتماع مجلس الفاو يوم الاثنين، إن "النباتات تعد الأساس الجوهري للحياة على الأرض والدعامة الوحيدة الأكثر أهمية في تغذية الإنسان. ولكن وجود نباتات صحية ليس أمرًا مسلمًا به، ودعا إلى اتخاذ إجراءات فورية، مشيرًا إلى أنه لا يزال يتعين عمل الكثير لضمان صحة النبات.
وستركز السنة الدولية للصحة النباتية على وقاية النباتات وحمايتها، والدور الذي يمكن أن يلعبه الجميع لضمان صحة النباتات وتعزيزها.
وأضاف: تتمثل الأهداف الرئيسية لهذه السنة في رفع مستوى الوعي بأهمية صحة النباتات لتحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وتسليط الضوء على تأثير صحة النباتات على الأمن الغذائي ووظائف النظام الإيكولوجي، وتبادل أفضل الممارسات حول كيفية الحفاظ على الصحة النباتية وحماية البيئة، وذلك من خلال العديد من النشاطات التي ستقودها منظمة الفاو والاتفاقية الدولية لوقاية النباتات.
وعمل الفاو حول هذه المسألة لن يتوقف بنهاية السنة، بل سيتواصل من أجل تعزيز صحة النباتات فيما بعد عام 2020، وفي هذا السياق تحث المنظمة الأممية على "وضع سياسات واتخاذ إجراءات لتعزيز صحة النبات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة".
وقال "دونيو": لرفع وعي الجمهور العام وإشراكه في حماية النباتات وتعزيز المعرفة حول الصحة النباتية، أطلقت الفاو مسابقة للصور الفوتوغرافية طلبت من خلالها إلى المصورين الهواة والمحترفين مشاركة صور عن نباتات صحية وغير صحية.
وأشار إلى أن موقع السنة الدولية للصحة النباتية يحتوي على مجموعة من النصائح حول ما يمكن للجميع القيام به لحماية صحة النبات، حيث يجب على المسافرين توخي الحذر عند أخذ النباتات والمنتجات النباتية معهم عند السفر.
ويجب على المواطنين العاديين الانتباه عند طلب النباتات والمنتجات النباتية عبر الإنترنت أو البريد حيث يمكن أن تتخطى الطرود البريدية بسهولة إجراءات الرقابة الاعتيادية للصحة النباتية.
