الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

واشنطن بوست: قمع إيران الدموي للمتظاهرين نقطة تحول تاريخية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رأت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن حملة القمع الدموية التي تنتهجها إيران في تعاملها مع المتظاهرين يمكن أن تمثل نقطة تحول تاريخية في السياسات المستقبلية.
وذكرت الصحيفة - في مقال رأي نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء - أن حجب شبكة الإنترنت على مستوى البلاد في إيران جعل من الصعوبة بمكان الحصول على معلومات موثقة بشأن المظاهرات في البلاد.
بيد أن النشطاء والمنظمات الدولية والصحفيين المحليين والنشطاء تمكنوا من جمع صورة مروعة عما حدث هناك وموجة العنف غير مسبوقة التي شنها النظام الإيراني ضد المتظاهرين العُزّل، والتي ربما أدت إلى مقتل 450 شخصًا في الأيام الأربعة الأولى من اندلاع الاحتجاجات يوم 15 نوفمبر الماضي.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أنه بناءً على تجميعها للتقارير ولقطات الفيديو إلى جانب آلاف المقاطع المسجلة على الهواتف المحمولة التي ما زالت تشق طريقها للعالم خارج البلاد، قدرت منظمة العفو الدولية عدد القتلى بما لا يقل عن 208 شخصا، مع احتمالية أن يكون الرقم الحقيقي أكبر.
وأفادت بأنه على الرغم من تأثر (طهران) بالاضطرابات إلا أن أكثر المشاهد فظاعة جاءت من البلدات الأكثر فقرا والضواحي التي تقطنها الطبقة العاملة في أماكن أخرى من البلاد.
واستشهدت الصحيفة بمقال لمراسلين من صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية عن مذبحة مروعة في مدينة (ماهشهر) جنوب غرب البلاد، حيث يُزعم بأن عناصر من الحرس الثوري الإيراني قتلوا ما بين 40 إلى 100 محتج غير مسلح رميا بالرصاص خلال إحدى المسيرات.
ووفقا لواشنطن بوست، كشفت أحداث الشهر الماضي عن استياء عميق بين المواطنين الإيرانيين العاديين، موضحة أنه مع إشادة المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومن بينهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بالانتفاضة كنتيجة لاستراتيجية الضغط الأقصى التي تمارسها الإدارة الأمريكية ضد الاقتصاد الإيراني، لكن المواطن الإيراني العادي تأثر بشدة بمرارة العقوبات الأمريكية أيضًا والتي رفعت أسعار الغذاء وهددت بصعوبة الحصول على الأدوية الأساسية.
وفي السياق ذاته ، استشهد فالي نصر عميد كلية الدراسات الدولية المتقدمة في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية بالاحتجاجات واسعة النطاق التي اندلعت في إيران عام 1963 رداً على خطط إصلاح أطلقها الشاه محمد رضا بهلوي واستمرت حتى عام 1978، حيث ذبحت قوات الأمن الإيرانية الآلاف من المتظاهرين وتضمنت حملة قمع مروعة في طهران يوم 5 يونيو من ذلك العام.
وفي تصريح لـ (واشنطن بوست) قال نصر إن هذه اللحظة "كانت بمثابة نقطة تحول" بالنسبة لإيران، التي تمكنت من استقطاب المعارضة ووحدتها ضد الملكية" ومهدت الطريق لإيران نحو ثورة 1979.
وأوضح المحلل السياسي أن الدرس المستفاد من انتفاضة 1963 هو أنه لا يمكن دائمًا توقع أن تؤدي إراقة الدماء إلى اشتعال الموقف على الفور، بل من الممكن أن تتجلى تبعاته في السياسات المستقبلية.