الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

الذكرى الـ 113 على ميلاد الموسيقار الراحل رياض السنباطي

الموسيقار الراحل
الموسيقار الراحل رياض السنباطي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تمر اليوم السبت، الذكرى الـ113 على ميلاد الموسيقار الراحل رياض السنباطي، (30 نوفمبر 1906 - 10 سبتمبر1981)، الحاصل على العديد من الجوائز طوال مشواره الفني بعد أن اقترن اسمه كملحن ثقيل الوزن بكوكب الشرق أم كلثوم، حتى فارق الحياة عن عمر يناهز 75 عاما قضاه ملحنا لا يقارن.
نشأ محمد رياض السنباطي في فارسكور بمحافظة دمياط لأب يعمل مُقرئ ومنشد في الموالد والأفراح والأعياد الدينية في القرى والنجوع الريفية المجاور، ففتح عيونه وآذانه في 30 نوفمبر 1906م على أبوه وهو يعزف على العود منشدا التواشيح الدينية، إنه الموسيقار والمُلحن رياض السنباطي.
خاض تجربته الأولى مع العود في سن التاسعة عندما ضبطه والده هاربا من المدرسة ليعزف على العود مغنيا بصوته أغاني الشيخ ابو العلا محمد فأصابه الذهول لجمال صوته،حتى قرر أن يصطحبه معه في الأفراح والمناسبات لإلقاء الأغاني بصوته.
تتلمذ محمد رياض السنباطي في الصغر على أيدي العديد من المنشدين والمغنيين أمثال صالح عبدالحي، وأبو العلا محمد ويوسف المنيلاوي وسيد الصفطي، من خلال الأسطوانات والفونوغراف الذي ظهر في 1904م وأحدث ثورة فنية في عالم الطرب وقصر المسافات ونقل عالم المدينة إلى الأرياف والعكس صحيح.
لسوء الحظ، أصيب محمد رياض السنباطي بمرض في أعصاب عينيه وهو في العاشرة من عمره، وحال المرض بينه وبين الاستمرار في الدراسة، مما دفع بوالده إلى تعليمه قواعد الموسيقى وإيقاعاتها، واهتم وابدع محمد رياض السنباطي مستجيبا وبارعا، فاستطاع أن يؤدي بنفسه وصلات غنائية كاملة، وصار علما في فرقة والده الشيخ رياض السنباطي ومطربها الأول واشتهر باسم "بلبل المنصورة"، واستمع إليه كبار المطربين وقتها ابو العلا محمد والشيخ سيد درويش وأعجبوا به ولكن والده رفض عرضه بأخذ محمد معه إلى الإسكندرية لاعتماده عليه بدرجة كبيرة في فرقته لإحياء العديد من الموالد في القرى حولهم في المحافظات المجاورة.
قرر الأب الشيخ رياض السنباطي الانتقال بالأسرة كلها وخاصة الابن محمد إلى القاهرة في 1928م لكى يستطيع إثبات نفسه ويحقق الشهرة التي يستحقها وذلك لإيمانه الشديد بابنه في أنه سيصير ذو شهرة ومجد فني عال مثل أم كلثوم، حيث تربط علاقة قديمة بين والد السنباطي ووالد أم كلثوم قبل نزوحه إلى القاهرة.
بزغ نجم محمد رياض السنباطي في هذا العام وبدأ مرحلة جديدة من حياته المهنية وعندما كان يتم اختياره من قبل لجنة كبار الموسيقيين المصريين في ذلك الوقت أصيب أعضاؤها بالذهول، من قدراته الموسيقية وعقله ورزانته وأداؤه الهادئ بما يفوق كونه طالبًا لذلك أصدروا قرارهم بتعيين محمد رياض السنباطي في المعهد العالي للموسيقى العربية (الكائن بشارع رمسيس وقتها قبل بناء أكاديمية الفنون في حي الهرم ) أستاذا لآلة العود والأداء الطربي للتواشيح، ومن هنا بدأت شهرته تتسع وينتشر اسمه في الوسط الفني والغنائي المصري حيث تردد صيته في ندوات الحديث عن الموسيقى الشرقية وحفلات المعهد العالي للموسيقى العربية كعازف عود بارع وتحول إلى التلحين لقدرته الفائقة على التأليف الموسيقى الشرقي الاصيل.
تزامن سطوع نجم محمد رياض السنباطي في عالم التلحين والتأليف الموسيقى مع سطوع اسم "أم كلثوم" في عالم الغناء في الثلاثينيات مما سهل تلاقيهما، وكانت البداية "على بلد المحبوب وديني" في 1935 حيث لاقت نجاحًا كبيرًا، لينضم السنباطي وبقوة إلى الاختيارات الكلثومية في التلحين والتي كانت تضم القصبجي وزكريا أحمد، وتميز السنباطي فيما قدمه من ألحان لأم كلثوم،و بلغ عددها 90 لحنا، إلى جانب تميزه في تلحين القصيدة العربية، وكان ملكا متوجا على تلحينها، سواء كانت قصيدة دينية أو وطنية أو عاطفية، ولقبته ام كلثوم "العبقري"، وعرف عن السنباطي تأثيره الكبير على أم كلثوم وإثرائه لمسيرتها بعدد من الألحان المهمة، فقد قدم لها أكثر من مائتي لحن مابين، "يا ظالمني" "رباعيات الخيام " و"هجرتك" و"جددت حبك ليه"، و"لسه فاكر" وغيرها من أروع ما شدت به كوكب الشرق.
حصل السنباطي على الدكتوراة الفخرية لدوره الكبير في الحفاظ على الموسيقى من أكاديمية الفنون بعد انشائها في 1977م وعلى وسام الفنون من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في 1964م، وعلى سام الاستحقاق من الطبقة الأولى من الرئيس محمد أنور السادات، إلى جانب عدد من الجوائز والإهداءات الأخرى، فارق الموسيقار والمُلحن "رياض السنباطي" الحياة يوم 10 سيتمبر 1981.