الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

مدير المسرح بالشارقة أحمد أبو رحيمة لـ"البوابة نيوز": المسرح قضية إنسانية.. "كلباء" يهدف للتعريف بالإرث المسرحي العالمي

مدير المسرح بالشارقة
مدير المسرح بالشارقة أحمد أبو رحيمة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الكاتب المسرحى أحمد بورحيمة، مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة بحكومة الشارقة، وهو المشرف الأول على جميع فعاليات المهرجانات المسرحية بالشارقة، والذى يشغل منصب مدير عام قسم المسرح بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وعضو اللجنة العليا المنظمة لمهرجان الإمارات لمسرح الطفل، ومدير مهرجان أيام الشارقة المسرحية، ورئيس تحرير مجلة المسرح التى تصدرها دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وغيرها من المهرجانات والورش الفنية وإلى نص الحوار..


كيف ترى الحركة المسرحية في الإمارات؟

نحن اليوم لدينا فجر جديد أشرق في دولة الإمارات وهى أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، وأن هذا الصرح الكبير يُعد بمثابة المُكمل لمهرجان كلباء حيث سيكون هناك تماس مباشر ما بين مهرجان كلباء وأكاديمية الفنون الأدائية بالشارقة، حيث أن مخرجات هذا المهرجان ستصب في الأكاديمية وسيكون هناك تواصل بين المؤسستين، وهذين المشروعين.

عاصرت جميع دورات مهرجان كلباء للعروض المسرحية القصيرة.. ما تقييمك للدورة الثامنة؟

في البداية عندما نتحدث عن مهرجان كلباء للعروض المسرحية القصيرة، يجب أن نعود أولًا للأسباب التى أدت إلى إقامة المهرجان في عام ٢٠١٢، بهذا الشكل أو بهذه الطريقة التى يقدم بها المهرجان، فقد عملنا على إنشاء هذا المهرجان في هذه المنطقة بالتحديد، على اعتبار أننا في السنوات الماضية لم يكن لدينا معهد أو أكاديمية لتدريب أو تأهيل المسرحيين في دولة الإمارات، ومن هذا المنطلق ذهب الاتجاه بأن يكون هناك منظومة مسرحية أو منظومة ملتقى للشباب، وذلك تحت إطار كبير وهى انتشار الثقافة المسرحية، على اعتبار فتح نافذة جديدة للشباب على المسرح العالمي، ويكون الغرض منها هو تعريف الشباب على الإرث المسرحى العالمى، وذلك من خلال الاطلاع على المسرح في العالم، من خلال تلك النافذة المسرحية سواء من أعمال أو كُتاب، وباعتبار أن المسرح هو قضية إنسانية بالأساس.

ومن خلال تعرفهم على هذه التجارب العالمية، يستطيع الشاب في الإمارات أن ينقل قضاياه الخاصة به مستقبلًا، ويقدمها بشكل مسرحى مبنى على أساس وهو التعرف على صور الكتابة المسرحية، وتناول المسرح في العالم، ومن هذا المنطلق أصبح لدينا توجه نحن المنظمين في هذا المهرجان، أن نتجه بشكل مباشر إلى المسرح العالمي.

هل هناك أى شروط للالتحاق أو المشاركة بمهرجان كلباء للعروض المسرحية القصيرة؟

في الحقيقة أن المهرجان لا يحمل أى شروط للالتحاق به سوى أن يكون العرض المسرحى مُقدما باللغة العربية، باعتبار أن اللغة العربية هى اللغة الأم وهى الأساس في التعامل، ودائمًا ما نفكر في لغتنا، واستشرى لدينا في الآونة الأخيرة أن الشباب أصبحوا مغتربين عن لغتنا العربية، وأصبح هناك بُعد عنها، كما وجدنا أيضًا أن هناك فجوة كبيرة ما بين اللغة وأهلها، وبالتالى وجدنا أن يكون هناك توجه إلى التعاطى مع العمل المسرحى من خلال اللغة العربية، وهناك توجه آخر للمهرجان، وهو أن إتاحة الفرصة للجميع بأن يقدموا عروضًا مسرحية، وبالتالى فإن المهرجان يُعد بمثابة فتح نافذة لجميع المقيمين بدولة الإمارات من كل الجنسيات، ويُعد بمثابة مختبر فنى يخضع لشروط معينة، والمرور بفترات تدريبية وتأهيلية، والذى يدور كما قلنا سابقًا في إطار انتشار الثقافة المسرحية.


متى يتم الإعداد لمهرجان كلباء؟

دائمًا نعمل في التحضير للمهرجان بمجرد الانتهاء الموسم المسرحى في دولة الإمارات، حيث نبدأ في التحضير لهذا المهرجان في مدينة كلباء وهو من بداية فترة الصيف، ونبدأ في مرحلة التأهيل من خلال إقامة ورشات العمل في مختلف فنون المسرح، والتى نركز خلالها على ثلاثة محاور رئيسية في عناصر العرض المسرحى وهى التمثيل والإخراج والسينوغرافيا، على اعتبار أنها أحد أهم المخرجات التى تشمل العرض المسرحي، كما أننا نحرص في كل عام على تنوع الخبرات العربية أو حتى الخبرات الأجنبية التى تُقدم تلك الورش من أجل إعطاء جرعة مسرحية جديدة للشباب، هذا بالإضافة إلى عدد كبير من المحفزات الأخرى، من خلال تنوع المشرفين والأكاديميين، فنحن دائمًا ما نسعى بأن تكون هذه الأسماء العربية لها حضور في الحركة المسرحية العربية، وأيضًا يكون لديها معرفة وتماس مباشر مع هذه التجارب.

لقد وجدنا مشاركات من خارج بلدية الفجيرة ومدينة كلباء.. ما أثر ذلك على إدارة المهرجان؟

مثلما ذكرت سابقًا، أننا دائمًا ما نقوم بتهيئة كافة السبل لدعم الثقافة المسرحية لجميع الشباب، فهناك رغبة حقيقية، كما أن هناك برامج كثيرة قد توقف لعدم حماس الشباب، وقد استطاع المهرجان ان يُعيد هؤلاء الشباب إلى المسرح من خلال البرامج والورش التدريبية، وبالتالى أن حضور الشباب للمهرجان من مختلف المدن ويتكبدون عناء السفر، ما يعطينا مؤشرًا كبيرًا بأن هناك تعطشا من قِبل الشباب العربى والإماراتى لحصد ثمار هذه التجارب، كما أننا نفخر بوجود أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، والتى تعمل على استقطاب الشباب من مختلف الدول، كما أننا نفخر أيضًا بأن دولة الإمارات أصبحت بها مادة دراسية تدرس بالمدارس عن المسرح، والتى تقدم من الفصل الأول الابتدائى وحتى المرحلة الثانوية، والتى تشرف عليها وزارة التربية والتعليم، ونحن كمسرحيين نفخر بوجود تلك المادة، وأنه صار لدينا هذا الوعي، بأن يكون لدينا مادة درامية يتم تدريسها في المدارس، وسيكون لدى الطالب هذا التذوق الفنى للفنون والمسرح، سيفتح آفاقا، وبالتالى سيكون لدينا مواطن يستطيع التفرقة ما بين ما هو شر وما هو خير، والتى تسمو بالشخصية العربية.

كما أن المهرجانات الفنية ليست مجرد ترفًا، وإنما لها هدف أسمى وهو أن نرتقى بالشباب وفنونهم، وأدائهم، والذى ينبع من إيمان الدولة بأهمية الفنون في الارتقاء بالشباب، كما أن الدولة تدفع من المبالغ والميزانيات الضخمة التى تُخصص من أجل الحفاظ على الشباب.

بعد رحلة طويلة في أبوالفنون كيف تقيم تلك التجربة لاسيما أنك قائم وفاعل في الحركة المسرحية الإمارتية بحكم أنك مدير لكل المهرجانات المسرحية بدولة الإمارات.. فكيف تقوم بذلك؟

في الحقيقة أن هذا كله ليس «شطارة» مني، ولكن الفضل كله يرجع لسمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، وبسبب وجوده، فهو من نسيج الإبداع فهو كاتب ومؤرخ ومفكر، وبالتالى فنحن لا نعمل بمفردنا وإنما من قبل الدعم والتوجيه من قبل صاحب السمو، فعندما يكون لديك هذا الرمز الراعى والمتفهم والمساهم والمساند لنا، فهو دائمًا ما يرسم خريطة الطريق لكل هذه المهرجانات، وأنا أشرف على ٨ مهرجانات سنويًّا في إمارة الشارقة، وبالتالى فعندنا تعمل مع رمز بهذا الثقل وهذا الحماس لاشك في النهاية إلا أن تجد كل الأمور باتت سهلة، وأنا أؤمن بوجود الشباب، وأهميتهم، وأن دورى يكون بشكل إشرافى فقط، فهناك فريق من العمل المتفانى يمشى كما تمشى الساعة بالضبط، فكلُ يعمل في اختصاصه، وهذا هو سر النجاح في كل ما يقدم في دولة الإمارات.

وكما علمنا سمو الشيخ سلطان القاسمى حاكم الشارقة:«إذا أردت أن تبدع، أو أن تنجز عملًا فيجب أن تعشق عملك»، وبالتالى فكل من يعملون معنًا يعملون بشغف وحب للمسرح، وبالتالى لا نشعر بأى تعب.

وعن متابعتى لكل الفعاليات سواء في الصباح أو المساء فإن هذا ينبع من شغفى وحبى للمسرح والذى نشأ معى من الصغر، وبالتالى لا أشعر بتعب أو كلل، كما أننا نتبنى في إمارة وحكومة الشارقة مشروع برامج ثقافى تتبناه حكومة الشارقة ويشرف عليه صاحب السمو حاكم الشارقة.

ما المشروعات المقبلة التى تستهدف بها مهرجان كلباء بعد الدورة الثامنة؟

مثلما قلت في البداية بأن هذه المهرجانات تُعد بمثابة مختبرات، وهذا المختبر يرتبط بالحالة الإبداعية لدى الأفراد، ونحن نسعى إلى سبيل النجاح، وأن هذا النجاح يرتبط بالحالة الإبداعية بالمبدعين الشباب، نحن دائما نراهن في العملية الفنية على مسألة التراكم، فكلما تراكمت الخبرات سواء لدينا نحن المنظمين أو الشباب المشاركين، أصبح التتويج واضحًا، فنحن نعمل على تهيئة الأرضية لاكتشاف هذه المواهب، لاسيما وأن كل مهرجان في دولة الإمارات له فلسفته ورؤيته الخاصة، وأن محصلة مهرجان كلباء هو الاكتشاف، وأصبح لدينا مخرجون متميزون وممثلون متميزون بالإضافة إلى المتواجدين خلف الكواليس من فناني الإضاءة أو مصممين الأزياء.