قال البطريرك الماروني في لبنان الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إن الشعب اللبناني، لاسيما الشباب، يطالب بحكومة جديدة حيادية متحررة من السياسيين والأحزاب، لكي تستطيع إجراء ما يلزم من إصلاحات جذرية ومكافحة الفساد وضبط المال العام .
وأشار بطريرك الموارنة - في كلمته خلال رئاسته اليوم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان - إلى أن اللبنانيين يريدون "وجوها نظيفة" تتسم بالكفاءة والقدرة على الإنجاز لإخراج البلاد من أزمتها الاقتصادية والمالية التي تُنذر بالانهيار .
وأضاف : " من المؤسف جدا أن هناك من لا يعنيه صوت الشباب والشعب وانهيار الدولة، فيعرقل مسيرة النهوض لأهداف وأغراض ومكاسب خاصة.. نقول لهم باسم الشباب والشعب، لا يحق على الإطلاق رهن مصير الدولة بكيانها وشعبها ومقدراتها لمصلحة شخص أو فئة، مهما توهموا أنهم أقوياء وراسخون، فلا أحد أقوى من الشعب وشبابه".
وأثنى البطريرك الماروني على حركة الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها البلاد، واصفا إياها بـ "الانتفاضة التاريخية" ومؤكدا أن شباب لبنان وشعبه تجاوزوا فيها الانتماء الطائفي والمذهبي والحزبي واصطفوا تحت راية الوطن، وبيّنوا أن الانتماء بالمواطنة يفوق كل انتماء آخر.
ويشهد لبنان منذ مساء 17 أكتوبر الماضي سلسلة من التظاهرات والاحتجاجات الشعبية العارمة في عموم البلاد، اعتراضا على التراجع الشديد في مستوى المعيشة والأوضاع المالية والاقتصادية، والتدهور البالغ الذي أصاب الخدمات التي تقدمها الدولة لاسيما على صعيد قطاعات الكهرباء والمياه والنفايات والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي.
