رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

مصر أكبر من حروب "الهاشتاج"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عرض د. شريف درويش اللبان الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة ورئيس وحدة الدراسات الإعلامية بالمركز العربى للبحوث والدراسات
إعداد د. لبيبة عبد النبى إبراهيم أستاذ الإعلام والعلاقات العامة المساعد كلية الآداب جامعة حلوان
«إخوان أون لاين».. وشبكة «رصد» و«الجزيرة» وقناة «رابعة» و«مكملين».. أذرع الجماعة الإرهابية
40.8% نسبة تركيز الدعاية على القضايا الأمنية.. والسياسية 30.6 % والاقتصادية 19.2%
تحويل الانتباه والإثارة العاطفية والتشكيك وانتهاز الفرص.. أبرز الأساليب الدعائية
«الجماعة المحظورة» تعتمد على الدعاية المضللة والأساليب غير الأخلاقية في الترويج للقضايا والموضوعات المنشورة
الاستمالات الاقناعية بشقيها العقلية والعاطفية وسيلة منصات «الإخوان» للتأثير على المواطنين
قنوات الإخوان تُحرض على الجيش المصرى وتروج للإرهابيين في سيناء

الحركات الإسلامية المتطرفة توظف وسائل التواصل الاجتماعي لاستقطاب مقاتلين جدد من الشباب «الإرهابية» استعانت بشركات علاقات عامة دولية للتعامل مع الإعلام الغربى بعد سقوط حكم الإخوان وعزل مرسى.. الجماعة تلجأ إلى الدعاية السوداء
تبنت كثيرٌ من الحركات الإسلامية المتطرفة إستراتيجية تتخذ من الصورة والرمز محورًا لها، نظرًا للمزايا التى تتمتع بها تقنيات الإنترنت؛ فتنظيم داعش الإرهابى استخدم الفيديوهات والصور كآلية لإثبات نفوذه في العالم. ورغم أن هذه التنظيمات تنتقد الإعلام؛ فإنها لجأت لهذه الوسائل بصورة براجماتية للوصول إلى أهدافها، كما أنها قامت بتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي مثل «فيس بوك» و«تويتر» في استقطاب مقاتلين جدد من فئة الشباب وفى نشر فكرتها بينهم. 
واعتمد تنظيم «الإخوان» الإرهابى على وسائل الإعلام؛ وأشار أحد مسئولى العلاقات العامة بشركة Project Associates البريطانية المتخصصة في تقديم استشارات العلاقات العامة إلى أن «الإخوان» استعانت بشركات علاقات عامة دولية في التعامل مع وسائل الإعلام الغربي، وتوصيل رسائله في الوقت الذى انشغلت فيه الحكومة المصرية بعديدٍ من القضايا.

في هذا الإطار، أجرت الباحثة د. لبيبة عبد النبى إبراهيم، أستاذ الإعلام والعلاقات العامة المساعد بكلية الآداب جامعة حلوان، دراسة مهمة بعنوان: «أسـاليب دعاية تنظيم الإخـوان عبر موقع فيس بوك: دراسة تحليلية لصفحة شبكة رصد»، استهدفت الدراسة التعرف على أساليب الدعاية لجماعة الإخوان عبر أحد أشكال الإعلام غير الرسمى لهذا التنظيم، والذى يتمثل في صفحة شبكة (رصد) على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك». كما استهدفت الكشف عن القضايا والموضوعات التى تم الترويج لها عبر هذه الصفحة خلال شهر مارس 2016، وتتمثل في جميع المواد الاتصالية المنشورة على صفحة شبكة (رصد) خلال فترة التحليل، وقد قامت الباحثة بحصر المواد الاتصالية الدعائية بصورة عمدية، وبلغ عدد هذه المواد التى قامت الباحثة بتحليلها 245 مادة اتصالية. 

فبعد سقوط حكم الإخوان، وعزل الرئيس الأسبق محمد مرسى من الحكم عقب ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، استخدمت جماعة «الإخوان» مجموعة من تكنيكات ووسائل الدعاية وأساليب الحرب النفسية، ومن بين هذه الوسائل في الإعلام الرسمى للجماعة عبر الموقع الرسمى له (إخوان أون لاين) الذى تم حجبه، وبعض مواقع التواصل الاجتماعي مثل صفحة شبكة (رصد) التى احتلت المركز الأول على «فيس بوك» ؛ نظرًا لتجاوز عدد متابعيها ٩ ملايين من حيث عدد الجمهور والتفاعل معها؛ وذلك وفقًا لإحصائية موقع Socialbaker.
وتعددت أساليب وتكنيكات الدعاية التى استخدمها التنظيم على الشبكة، وتحديدًا بعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، وفض اعتصامى رابعة والنهضة؛ فقد قام التنظيم باستخدام هذه الأدوات للترويج لهذه المظلومية، مستعينًا بوكالات العلاقات العامة الدولية من جانب، وباستخدام وسائل الإعلام التقليدية من جانب آخر، مثل قناة «الجزيرة» القطرية، وقناة «رابعة» الفضائية، وقناة «مكملين»، وغيرها من وسائل الإعلام الغربي، كما قام بتنظيم المؤتمرات الدولية والحشد لتظاهرات ووقفات احتجاجية ببعض دول العالم في محاولة لكسب اتجاهات الرأى العام العالمى، معتمدًا على عدة شعارات لفظية وغير لفظية، وباستخدام استراتيجيات عدائية للدولة المصرية وبعض تكنيكات الحرب النفسية.

الأهداف الظاهرة والكامنة 
سعت الدراسة إلى التعرف على كلٍ من الأهداف الظاهرة والكامنة لدعاية جماعة «الإخوان» عبر صفحة شبكة (رصد)، وتبين منها أن الأهداف الظاهرة للدعاية تختلف عن الأهداف التى سعى التنظيم إليها مستخدمًا مجموعة من الاستمالات الإقناعية المختلفة، وتتمثل الأهداف الظاهرة فيما يلي:
جاء «الإعلام بأنواع الأزمات» كأحد الأهداف الظاهرة في الترتيب الأول، بجملة تكرارات بلغت ٦٨ بنسبة ٢٧.٨٪، وبتحليل الأهداف الظاهرة والوقوف على ما ورائها، تبين أن لها أهدافًا خفية كامنة ورسائل يستهدف القائم بالدعاية تمريرها في اللاوعى لدى مستخدمى الصفحة كإظهار المؤسسة الأمنية بالضعف، واتهامها الدائم بالبلطجة، وبأنها المتسببة في مقتل الطالب الإيطالى جوليو ريجينى في مصر، وتسليط الضوء على فشل الدولة في إدارة الأزمة الاقتصادية، وإظهارها بمظهر المتسترة على بعض الفساد، وهو ما تجلى في تغطية إقالة المستشار هشام جنينة على سبيل المثال، وكذلك محاولة إظهار الدولة بالضعف في مواجهة أزمة السياحة، وبخاصة بعد سقوط الطائرة الروسية في سيناء، وهو الأمر الذى يساعد في ترسيخ سلبية صورة الدولة لدى المستثمرين، وهو ما سعت إليه هذه الدعاية السوداء.
وفى الترتيب الثانى، جاء هدف «الأخبار» بجملة تكرارات بلغت ٦٢ بنسبة ٢٥.٣٪، وارتبط استخدام الخبر بالموضوعات المتعلقة بعمليات الجيش في سيناء، واقترنت هذه الأخبار بهاشتاج [# عاجل] في محاولة لجذب انتباه مستخدمى الصفحة.
وفى الترتيب الثالث، جاء هدف «المطالبة بحقوق الإنسان» بجملة تكرارات ٦١ بنسبة ٢٤.٩٪، وظهر هذا الهدف في تغطية الصفحة لقضية مقتل الطالب الإيطالى، وما سمته الصفحة «الاختفاء القسرى»، وقضايا الحريات، غير أن الأهداف الكامنة لهذا كله تمثلت في تفعيل أسلوب تحويل الانتباه الدعائي، والإثارة العاطفية للمستخدمين، والوقيعة، وغيرها. 

حروب «الهاشتاج» 
أوضحت الدراسة نتائج مهمة في هذا السبيل تتمثل في:
اعتماد صفحة شبكة (رصد) على كثير من (الهاشتاجات) في الترويج لقضايا وموضوعات الدعاية؛ حيث جاء هاشتاج (#رصد) في الترتيب الأول بجملة تكرارات بلغت ٢٣٩ بنسبة ٩٧.٦٪، ويرسخ هذا (الهاشتاج) لإعلام الصوت الواحد بهدف كسب تأييد اتجاهات المستخدمين للصفحة مع ما تطرحه من أفكار، ولدعم ما تصف الصفحة به نفسها في مخاطبة جمهورها «بإعلام الجمهور»، كما تصف الصفحة نفسها أيضًا من خلال عبارة «راقب.. وصور الأحداث وأرسلها لنا مباشرةً وفى أسرع وقت عبر رسائل صفحة شبكة (رصد) الرسمية على فيس بوك».
ويرجع استخدام الصفحة لهذا الهاشتاج (# رصد) في إطار دعم العلاقة مع المستخدمين واعتمادها على كوادرها الصحفية في الحصول على معلومات الدعاية التى تروّج لها، مما يؤكد أن التنظيم يخوض حملاته عبر «فيس بوك» مستخدمًا الهاشتاج، وهو ما يجعل رسائل الدعاية مؤثرة.
وقد لاحظت الباحثة أن الصفحة قامت بتثبيت الهاشتاج في جميع الأخبار والأحداث التى قامت هذه الصفحة بتغطيتها أثناء الفترة الزمنية للدراسة، وقد اقترن بهذا الهاشتاج هاشتاج آخر مثل (#عاجل) أو (#شاهد) أو(#مقال)؛ وذلك لجذب انتباه المستخدمين لموضوعات الصفحة.
وفى الترتيب الثانى جاء هاشتاج (#عاجل) بجملة تكرارات بلغت ٣٩ بنسبة ١٥.٩٪. ويرجع هذا الفارق بين الترتيب الأول والثانى إلى اقترانه بالهاشتاج الرئيسى (#رصد)؛ حيث تم الاعتماد على هذا «الهاشتاج» في تغطية الأخبار بوجه عام، وفى تغطية عمليات الجيش في سيناء بوجه خاص.
ومن الملاحظ أن الأخبار المتعلقة بعمليات الجيش كانت في غالبيتها تستهدف الإثارة العاطفية والتشكيك؛ حيث تمت صياغة بعض الأخبار كالتالى (#رصد # عاجل ٢٠ قتيلًا- من قوات- الأمن- حصيلة- ضحايا-استهداف- كمين - الصفا- في # العريش حتى الآن)، وفى سياق آخر جاءت صياغة الخبر مقترنة بالهاشتاج كالتالى (#رصد# عاجل - مقتل- النقيب محمد البدرى- و١١ آخرين- في الهجوم- المسلح- الذى- استهدف- كمين - الصفا- جنوب العريش) منذ قليل. 
وقد لاحظت الباحثة أن القائم بالاتصال استخدم في صياغة الأخبار مرادفات مثل «مقتل» و«ضحايا» و«قتيل»، ولم يستخدم مرادفة «استشهاد» في محاولة لترسيخ أسلوب التشكيك. 
وفى الترتيب الثالث، جاء «الهاشتاج» (#شاهد) بجملة تكرارات بلغت ٢٨ بنسبة ١١.٤٪، كما جاء مقترنًا بالهاشتاج الأساسى (#رصد)؛ وذلك لجذب انتباه المستخدمين نحو بعض مقاطع الفيديو التى تمت مشاركتها عبر الصفحة، وكان من بينها هذه البوستات [# (رصد)# شاهد الشارع المصرى عن التعديل الوزارى الجديد: خربان مش نافع]، وجاء هذا البوست لاستطلاع رأى بعض المواطنين حول التعديل الوزارى والاستشهاد بآرائهم كقوى فاعلة في تحقيق أهداف الدعاية، مستندة في ذلك إلى محاولة إبراز صورة سلبية للدولة واتهامها بالعجز وعدم القدرة على التغيير.

وفى سياق آخر، حاولت الصفحة من خلال تقديم أسلوب التشكيك في القوات المسلحة المصرية من خلال الاستناد إلى مقطع من قناة «مكملين» الفضائية لأحد الإعلاميين. وجاءت صياغة البوست المنشور حول ذلك كالتالى (#رصد#شاهد_الإعلامى_طارق قاسم: الطائرات_التى تقصف_سيناء_منذ أمس_أغلبها_يأتى_من قبل_العدو_الصهيوني)، وفى إطار الموضوعات السياسية المرتبطة بمقتل الطالب الإيطالى جوليو ريجينى في مصر، اعتمدت الصفحة على أسلوب الاستشهاد، فنشرت حوارًا مع الدكتور محمد أبو الغار، وجاء عنوان رابط هذا الحوار كالتالي (#رصد#شاهد_محمد_أبو الغار_#مصر_هايتخرب_بيتها_بتصرفات_حمقاء). 
وعن الموضوعات والقضايا الاقتصادية اعتمدت الصفحة على بعض آراء خبراء الاقتصاد الذين تمت استضافتهم في قناة «مكملين»، وتم نشر الرابط بعنوان (#رصد#شاهد_الاقتصادى_ د.مصطفى شاهين_هناك_شىء_من الهلع_لدى_الإدارة_المصرية_والبنك المركزى_وسعر_#الدولار_لن يتوقف_عن الارتفاع)، واستكمالًا لأسلوب الاستشهاد كأحد الأساليب الدعائية التى اعتمدت الصفحة عليها، وفى إطار الترويج والدعاية للموضوعات الاقتصادية نشرت الصفحة بوست بعنوان (#رصد#شاهد_فين العدالة_والمساواة_هتافات_عمال_الميكنة_الزراعية_خلال_وقفتهم_الاحتجاجية_بميدان التحرير)، وتم استخدام أنواع أخرى من «الهاشتاجات»، وذلك لجذب الانتباه لأنواع معينة من الموضوعات مثل (#سد_النهضة)، (#الداخلية)، (#التعذيب)، (#الدولار)، (#ميدان_التحرير)، (#رفح)، (#ريجيني)، (#العريش)، (#الخدمة المدنية)، (#التعذيب)، (#الشيخ زويد).

مدى مصداقية معلومات الدعاية
 اتضح من الدراسة أن تنظيم الإخوان قد اعتمد على الدعاية المضللة في الترويج للقضايا والموضوعات والأخبار المنشورة عبر الصفحة؛ حيث جاءت الدعاية المضللة في الترتيب الأول بجملة تكرارات ١٠٩ بنسبة ٤٤.٥٪.
ومن الملاحظ زيادة حجم المعلومات المغلوطة، بالإضافة إلى تزييف بعض الحقائق، ومنها -على سبيل المثال- أخبار عمليات القوات المسلحة المصرية في سيناء، والعمليات الأمنية، والاعتماد على أسلوب المبالغة والتهويل في تغطية بعض الموضوعات الاقتصادية، والموضوعات المرتبطة بقضايا الحريات، وأزمة مقتل الطالب الإيطالى ريجيني، وإثارة الرأى العام بإسقاط عضوية النائب السابق توفيق عكاشة، والادعاء بوجود انتخابات رئاسية مبكرة، ومحاولة جس نبض الرأى العام بشأن هذا الموضوع من خلال إثارته عبر الصفحة، وكذلك سوء معاملة النساء - بوجه عام- والنساء في سيناء من قبل قوات الجيش - بوجه خاص-؛ بغرض تشويه صورة المؤسسة العسكرية. كما تجلت الدعاية المضللة في الترويج لقصف الجيش لمنازل سكان الشيخ زويد بسيناء، وجميعها أخبار وموضوعات مضللة ولا صلة لها بالواقع، ولا يوجد لها أساس من الصحة.
وفى الترتيب الثانى، استندت رسائل الدعاية إلى جزء من الحقيقة، وذلك بمجموع تكرارات بلغت ٦٩ بنسبة ٢٨.٢٪. ويشير ذلك إلى أن الموضوعات التى روجت لها الصفحة كانت تستند إلى عرض جزء من الحقيقة وفى الجزء الآخر منها تتعمد المبالغة والتضليل والكذب في محاولة لكسب تأييد مستخدمى صفحة شبكة (رصد) نحو الموضوع.
وفى الترتيب الثالث والأخير، جاء الاستناد إلى الحقائق بجملة تكرارات ٦٧ بنسبة ٢٧.٣٪، وهو ما يعنى أن الصفحة قلما تستند في عرض موضوعات الدعاية إلى الحقائق، وهى نتيجة تبدو منطقية؛ ذلك لأن الدعاية التى تقدمها هذه الصفحة في غالبيتها تعتمد على التضليل والكذب والخداع وتحديدًا الدعاية السياسية، كما تستند إلى أساليب غير أخلاقية، وهو ما تجلى في استخدام «رصد» أساليب دعائية مثل تحويل الانتباه والوقيعة والتكرار والتشكيك في القوات المسلحة المصرية وأسلوب انتهاز الفرصة وافتعال الأزمات.

القضايا التى تناولتها الدعاية 
جاءت «القضايا الأمنية» في الترتيب الأول، بجملة تكرارات بلغت ١٠٠ بنسبة ٤٠.٨٪، وتشير هذه النتيجة إلى أن جماعة «الإخوان» تعطى القضايا الأمنية الأولوية الأولى في دعايتها، ويرجع ذلك إلى تاريخ هذه الجماعة مع الجهاز الأمني؛ حيث تعتبره الجماعة العدو الأول لاستراتيجياتها وأهدافها غير المشروعة؛ وهو ما اتضح بشكل جلى إبان ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣؛ فقد تم حشد الجماعة والقوى الدينية المتطرفة وأسرهم وكوادرهم للاعتصام في محيط مسجد «رابعة» بمدينة نصر، وبميدان «النهضة» بالجيزة، وكيف تصاعدت حدة الاعتصام في الأيام التالية ليوم ٣ يوليو ٢٠١٣، حيث تمت الدعوة إلى العنف والتحريض عليه من قِبَل بعض المتحدثين فوق منصة الاعتصام، ومن قبل وسائل الإعلام الموالية للإخوان ومنها شبكة «رصد»، وكذا الاستخدام السياسى للأطفال في ساحة الاعتصام في محاولة للتأثير على الرأى العام المحلى والدولي.
وجاءت «القضايا السياسية» في الترتيب الثانى، بجملة تكرارات بلغت ٧٥ بنسبة ٣٠.٦٪، وتعكس هذه النتيجة أهمية الموضوعات السياسية لدى الجماعة واهتمامها بها، وتوظيف صفحة شبكة (رصد) لنوعية معينة من القضايا؛ وذلك للمساعدة في تحقيق أثر فعال لأهداف الدعاية.
وجاءت في الترتيب الثالث، «القضايا الاقتصادية» بجملة تكرارات بلغت ٤٧ بنسبة ١٩.٢٪. ويرجع اهتمام الجماعة بالقضايا والموضوعات الاقتصادية إلى حرصها على الدعاية بوجود أزمة اقتصادية يصاحبها ارتفاع كبير في الأسعار؛ وهو ما يعكس إجادة الصفحة ومهارتها في استغلال الحدث بما يسمى «أسلوب انتهاز الفرصة»، وفى الترتيب الأخير، جاءت «القضايا القانونية» بجملة تكرارات بلغت ٢٤ بنسبة ٩.٨٪.

الموضوعات الأمنية 
جاءت «الاتهامات الموجهة للشرطة» في الترتيب الأول بجملة تكرارات ٤٤ بنسبة ٤٤٪. وترتبط هذه النتيجة بعديد من الأحداث التى تمت إثارتها أثناء فترة الدراسة، وهى نتاج طبيعى لحالة الصدام بين الجماعة والأمن، وبخاصة في أعقاب اندلاع ثورة ٣٠ يونيو، وعمليات القبض على بعض عناصر التنظيم عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة. وتتفق هذه النتيجة مع ما توصلت إليه دراسة (ريهام سامى، ٢٠١٥) التى أسفرت نتائجها عن إظهار قناة «الجزيرة» القطرية للجماعة على أنها الطرف المقهور وأنها الضحية، وأنها تعانى من حملات العنف والقتل والاعتقالات.
وقد تناولت الصفحة كثيرًا من الموضوعات الأمنية التى وجهت من خلالها اتهامات مباشرة للشرطة، ومنها - على سبيل المثال- موضوع الاختفاء القسرى الذى استغلته دعاية «الإخوان» في الترويج لقمعية الدولة والجهاز الأمني فيها، وكذلك الترويج لموضوع المعتقلين. وقد اتضح ذلك من خلال نشر العديد من البوستات، ومنها - على سبيل المثال- (#رصد# شاهد_ والدة_هالة أبو شعيشع أمامنا_هدف بإرجاع_حق الشهداء_والمعتقلين_وأملنا_لن ينقطع_فى تحقيقه).
ومن بين الاتهامات الموجهة للشرطة والمرتبطة بقضية تمويل منظمات المجتمع المدنى، نشرت الصفحة خبرًا جاء عنوانه كالتالى (# رصد_اتهمت_منظمة_العفو الدولية_السلطات المصرية_بسحق حرية التعبير_والقضاء_على بقايا المجتمع المدنى_وإسكات_الأصوات المعارضة). ومن بين الأخبار التى روجت لها هذه الصفحة أيضًا سوء الأحوال المعيشية للمعتقلين داخل سجن العقرب.
وفى سياق آخر، انتهزت الصفحة الفرصة بالترويج لخبر القبض على أحد أمناء الشرطة واستيلائه على مبالغ مالية من المواطنين، ونشرت خبرًا معنونًا كالتالى (#رصد_أمين شرطة_ وموظف_يستوليان على ١٠ ملايين جنيه_من المواطنين_باسم _صندوق# تحيا مصر).
وفى الترتيب الثانى، جاءت «عمليات الجيش في سيناء» بجملة تكرارات ٣٦ بنسبة ٣٦٪. وركزت الصفحة في نشر الأخبار المتعلقة بعمليات القوات المسلحة المصرية في سيناء على استهداف القوات. وجاءت الأخبار في غالبيتها مضللة، كما روجت لشائعات تستهدف النيْل من سمعة القوات المسلحة وصورتها الإيجابية بين أفراد الشعب المصرى؛ فمن هذه الأخبار المضللة التى روجت الصفحة لها قيام قوات الجيش باستهداف المدنيين في سيناء؛ حيث نشرت الصفحة خبرًا بعنوان (#رصد_الطفلة_تدعى رغد محيسن عواد_وأصيبت بالرصاص_فى الرأس_ منذ_عدة أيام_بعد_إطلاق_قوات الجيش المتمركزة_بكمين_الوفاق العسكرى_الكائن_جنوب غرب_مدينة رفح النيران_على منزلها).
وفى سياق متصل، أبرزت الصفحة قيام قوات الجيش بتهجير أهالى رفح؛ وذلك بنشر فيديو قامت من خلاله باستطلاع رأى بعض الأفراد حول ذلك الموضوع وعنوانه (# رصد#شاهد استياء الشارع المصرى ودعوات الإعلام بتهجير أهالى#رفح و#الشيخ-زويد).
وفى محاول لهزيمة الروح المعنوية لقواتنا المسلحة الباسلة، وبالاعتماد على أسلوب التشكيك في القوات المسلحة، نشرت الصفحة كثيرًا من الأخبار حول تبنى ولاية سيناء، لبعض العمليات الإرهابية في سيناء، ومنها خبر نشرته بعنوان (#رصد#عاجل تنظيم#ولاية_سيناء_ ينشر_صورًا لهجوم_عدد من عناصره_على كمين «الصفا» جنوب مدينة#العريش).
وعن دور القوات المسلحة في تأمين سيناء، قامت الصفحة بالترويج لشائعة إهانة الجيش لنساء سيناء؛ وذلك من خلال نشر مقطع فيديو ترصد فيه نماذج من منشورات لنشطاء موقع «فيس بوك»، كما قامت الصفحة بعنونة الموضوع كالتالى (#رصد إلى_متى تستمر_إهانات_الجيش_لنساء#سيناء بطريقة#خبطي_على_بطنك؟)؛ في محاولة لإثارة عواطف المستخدمين وتحويل انتباههم إلى أن القوات المسلحة المصرية تهين نساء مصر..! 

الموضوعات السياسية
أشارت الدراسة إلى تنوع الموضوعات السياسية التى تناولتها دعاية تنظيم الإخوان عبر صفحة شبكة (رصد). واحتلت قضية «مقتل الطالب الإيطالي» جوليو ريجينى الترتيب الأول وذلك بجملة تكرارات بلغت ١٥ بنسبة ٢٠٪. وروجت الصفحة دعائيًا لتورط النظام السياسى في مقتل الطالب الإيطالى في محاولة للتأثير السلبى على طبيعة العلاقات الدبلوماسية والسياسية الراسخة بين مصر وإيطاليا، وهو ما اتضح في نشر أخبار تتهم الأمن بتورطه في قتل الطالب دون حجج أو أدلة. وفى سياق آخر، استعانت الصفحة بأسلوب الاستشهاد في الدعاية السياسية للقضية ذاتها من خلال نشر بوست للهارب أيمن نور تحت عنوان (# رصد_أيمن نور بيان وزارة الداخلية اعتراف ضمنى بقتل الإيطالى «ريجينى»، بل أيضا اعتراف منها بقتلها خمسة مواطنين مصريين). 
ومن الملاحظ استخدام الصفحة لمختلف الاستمالات الإقناعية في هذا الموضوع من استمالات عقلية وعاطفية، وأحيانًا الجمع بينهما؛ لترسيخ صورة سلبية عن الأوضاع الأمنية في مصر، الأمر الذى ينعكس سلبًا على طبيعة العلاقات المصرية الإيطالية. وكثيرًا ما كانت الصفحة تتسم بالبراعة في اختيار التوقيت المناسب لترويج هذه القضايا؛ لتشويه صورة الدولة في الوقت ذاته التى تسعى فيه مؤسسات الدولة لدعم فرص الاستثمار مع إيطاليا وغيرها من الدول الأوروبية.
وفى الترتيب الثانى، جاءت «المصالحة مع الإخوان» كأحد أبرز الموضوعات السياسية التى روجت لها الصفحة دعائيًا خلال فترة الدراسة؛ وذلك بجملة تكرارات بلغت ١٤ بنسبة ١٨.٧٪؛ فعلى سبيل المثال استشهدت الصفحة بما قاله الدكتور سعد الدين إبراهيم في حوار أجرته بعض الصحف معه عن مبادرة المصالحة مع «الإخوان»، وجاء عنوانه كالتالى (# رصد_سعد الدين إبراهيم «مبادرة إجراء المصالحة بين السلطة والإخوان» تستهدف وقف «حرب الاستنزاف» المستمرة منذ نحو ٣ سنوات).
وفى سياق متصل، أثار قرار الإفراج عن بعض قيادات التحالف الوطنى لدعم الشرعية الجدال حول ملف المصالحة مع «الإخوان»، وهو ما نفاه جمال حشمت (أحد القيادات الإخوانية بالخارج). وجاء عنوان الخبر المنشور على الصفحة كالتالى (#رصد #قرار الإفراج عن قيادات التحالف يفتح الباب على عدة تساؤلات عن المغزى من ورائه)، وتعكس هذه النتيجة محاولات الجماعة لاستمالة مستخدمى الصفحة عاطفيًا نحو قيادات التنظيم وإظهارهم بمظهر الضعف وسعيها الدائم للبحث عن فرص الترويج للمصالحة مع «الإخوان»، رغم ما اقترفته هذه الجماعة من جرائم ساهمت -إلى حدٍ كبير- في تشويه صورتها لدى الرأى العام عقب ثورة ٣٠ يونيو.


وفى الترتيب الثالث، جاء موضوع إقالة المستشار الزند بجملة تكرارات بلغت ١٣ بنسبة ١٧.٣٪. واستند التنظيم في دعايته إلى أسلوب انتهاز الفرصة واصطياد الخطأ غير المقصود الذى وقع فيه المستشار الزند بالإساءة إلى النبى (صلى الله عليه وسلم)؛ وذلك نتاجا لكفاح القضاة ومواقفهم في فترة حكم «الإخوان»، وما أحدثته الجماعة من أزمات بين السلطة القضائية والسلطة التنفيذية المتمثلة في الرئيس المعزول محمد مرسى، ولدور القضاة وكفاحهم في تطبيق مبدأ الفصل بين السلطات، وقد كان المستشار الزند - في هذه الأثناء - يرأس نادى القضاة ويعقد كثيرًا من الجمعيات العمومية لمحاولة درء الأزمات حينها. 

الموضوعات الاقتصادية 
أوضحت الدراسة تنوع الموضوعات الاقتصادية التى روجت لها صفحة «رصد» خلال فترة الدراسة، وجاءت «أزمة الدولار» في الترتيب الأول بجملة تكرارات ٢٣ بنسبة ٤٨.٩٪؛ وذلك لكونها أكثر أهم الموضوعات الاقتصادية التى حظيت باهتمام كبير بتغطية وسائل الإعلام لمتابعة حجم تأثيراتها. وقد أبرزت الصفحة هذه الأزمة في متابعتها وتغطيتها، وكان من بين الأخبار التى غطتها الصفحة خبر بعنوان (# رصد #إنفوجرافيك رحلة الجنيه من قمة #الملك فاروق إلى «قاع» #السيسي). ومن خلال هذا العنوان حاولت الصفحة الترويج لفشل النظام السياسى في إدارة الأزمة ومقارنته بفترات زمنية أخرى، مستعينة في ذلك بأحد الفنون الصحفية المتمثلة في الإنفوجرافيك. 
واستشهدت الصفحة بقناة «مكملين» في تغطية أخبار الأزمة؛ حيث قامت بمشاركة «هاشتاج ونص ورابط» كالتالى: (#رصد#شاهد ارتفاع الدين الخارجى لمصر إلى ٤٧.٨ مليار دولار)، كما استشهدت برأى المواطنين العاديين من خلال إجراء حوارات مسجلة، وجاء عنوان أحد هذه الحوارات المنشورة على الصفحة كالتالى (#رصد#شاهد الشارع المصرى بعد قرار البنك المركزى بتعويم الجنيه الاقتصاد هايضيع).
وفى الترتيب الثانى، جاءت «الوقفات الاحتجاجية» بجملة تكرارات ١٢ بنسبة ٢٥.٥٪؛ فقد اهتمت الصفحة بتغطية الوقفات الاحتجاجية بشكل رئيس في محاولة منها لرصد حالة المعاناة التى يعيشها بعض العمال، ومنها - على سبيل المثال - تجمهر عدد من العمال بالشركة العربية للغزل والنسيج بالإسكندرية، للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة، وكذلك وقفات أوائل الخريجين أمام مجلس الوزراء للمطالبة بالتعيين.

القوى الفاعلة في الدعاية 

جاء «المواطنون العاديون» في الترتيب الأول كأبرز القوى الفاعلة المستخدمة في رسائل دعاية جماعة «الإخوان»، وذلك بجملة تكرارات بلغت ٧٧ بنسبة ٣١.٤٪، ولا شك أن اعتماد الدعاية على توظيف المواطنين العاديين والاستفادة منهم جاء للتأكيد على أهمية دور المواطن - كوسيط دعائى - في الترويج للأزمة الاقتصادية أو الاحتجاجات العمالية، وفى استطلاع آرائهم نحو حالات الاختفاء القسرى، وكذلك تجاه عمليات الجيش التأمينية في سيناء، وتحديدًا فيما يتعلق بالمزاعم التى روجت لها الصفحة في قصف قوات القوات المسلحة لمنازل سكان سيناء في رفح والشيخ زويد.
وفى الترتيب الثانى، استندت الدعاية على الإعلاميين كوسطاء في الدعاية لكثيرٍ من الموضوعات، غير أن غالبية الموضوعات التى تم الاستناد فيها إلى الإعلاميين كقوى فاعلة كانت تنتمى لإعلام «الإخوان»، الذى يتم بثه عبر القنوات الفضائية التابعة له مثل قناة «الشرق» وقناة «مكملين»، ومنهم - على سبيل المثال - الإعلامى محمد ناصر بقناة «مكملين».
وفى الترتيب الثالث، جاءت الجهات الرسمية كقوى فاعلة في رسائل دعاية جماعة «الإخوان»، وتمثلت في آراء بعض المسئولين أو القيادات السياسية في التعقيب على أحداث وموضوعات الدعاية مثل الاستناد إلى موقف منظمة العفو الدولية من قضية التمويل الأجنبى لمنظمات المجتمع المدنى في مصر.


الاستمالات الإقناعية 

جاءت الاستمالات العقلية في الترتيب الأول كأكثر أنواع الاستمالات التى استندت إليها صفحة شبكة (رصد) في الدعاية، وذلك بمجموع تكرارات ١٠٤ بنسبة ٤٢.٨٪؛ ويأتى ذلك نتيجة اهتمام الصفحة ببعض الموضوعات الاقتصادية وعلى رأسها أزمة الدولار، وأزمة الأسعار، وأزمة السياحة، بالإضافة إلى الوقفات الاحتجاجية لبعض العاملين، وهو ما يساعد في مخاطبة الصفحة لمستخدميها عقليًا عن أنواع الأزمات التى تواجهها الدولة، علاوة على أنواعٍ أخرى من القضايا والموضوعات السياسية كمقتل الطالب الإيطالي.
وجاءت الاستمالات العاطفية في الترتيب الثانى، وذلك بجملة تكرارات بلغت ٧٣ بنسبة ٢٩.٨٪، وقد استخدمت الصفحة هذه الاستمالات في كثير من الموضوعات التى أضافت إليها أسلوب الإثارة العاطفية في جذب المستخدمين لموضوعات الدعاية كالاختفاء القسرى والاعتقالات بسجن العقرب والإضراب به، وكذلك في موضوع حبس الصحفى سامحى مصطفى. وقد اعتمدت الصفحة على هذه الاستمالة في الترويج لموضوع الإساءة للنبى (صلى الله عليه وسلم)، وهو الموضوع الذى روجت إليه من خلال إقالة المستشار الزند. وقد استخدمت الصفحة الاستمالة نفسها في الترويج لإهانة القوات المسلحة لنساء سيناء، وقتل الأطفال، وتهجير سكان منطقتيْ رفح والشيخ زويد.
وجمعت الصفحة بين النوعين من الاستمالات: العقلية والعاطفية معًا، ولكن بنسبةٍ أقل؛ حيث جاءت في الترتيب الأخير بجملة تكرارات مقدارها ٦٨ بنسبة ٢٧.٨٪، ولكن تم توظيف هذه النوعية من الاستمالات في موضوع المصالحة مع «الإخوان» كأحد الموضوعات السياسية.

مدى وجود حجج وأدلة 
أشارت نتائج الدراسة إلى اعتماد صفحة (رصد) في الترويج لقضايا وموضوعات الدعاية على الحجج والأدلة، وذلك بمجموع تكرارات بلغت ١٣٤ بنسبة ٥٤.٧٪. وللتعرف على أنواع، أشارت النتائج إلى أن «الفيديو» كان أكثر أنواع الحجج التى اعتمدت عليها دعاية التنظيم، حيث جاء في الترتيب الأول بمجموع تكرارات ٣٥ بنسبة ٢٦.١٪، وفى الترتيب الثانى جاءت «الإحصاءات والأرقام» بمجموع تكرارات ٢٠ بنسبة ١٤.٩٪.
وتشير هذه النتيجة إلى أن الحجج التى تستند إلى الاستمالات العقلية تمثل أهمية لدعاية التنظيم، وللتأكيد عليها كان يتم الاستناد إلى لغة الأرقام والإحصاءات، وهو ما تجلى في تغطية الصفحة للأزمة الاقتصادية. وفى الترتيب الثالث - وبنفس المقدار - جاء كلّ من «النصوص الدينية» و«التسجيلات الصوتية» بمجموع تكرارات بلغت ٤ وبنسبة مئوية مقدارها ٣٪ لكلٍ منهما، وفى الترتيب الأخير جاءت «الوثائق» بثلاثة تكرارات بنسبة بلغت ٢.٢٪.
أساليب الدعاية الإخوانية 
أوضحت الدراسة تنوع الأساليب الدعائية التى اعتمدت عليها جماعة «الإخوان» في الترويج للقضايا والموضوعات، حيث جاء أسلوب تحويل الانتباه في الترتيب الأول، وذلك بجملة تكرارات بلغت ١٣٧ بنسبة ٥٥.٩٪، ويتضح من هذه النتيجة أن الجماعة تعمد إلى التركيز على موضوعات تبعد كل البعد عن الأهداف التى تسعى إلى تحقيقها وترغب في تشتيت انتباه الرأى العام بإثارة موضوعات أمنية مثل موضوع اتهام وزارة الداخلية للإخوان وحماس بقتل النائب العام مثلًا، كما عمدت الجماعة إلى التركيز على موضوعات سياسية أو اقتصادية تارةً أخرى، أو التركيز على موضوعات ربما لا تهم الرأى العام.
وقد لاحظت الباحثة أن الصفحة قد ركزت على موضوع تبنى تنظيم ولاية سيناء لحادث كمين «الصفا»، كما روجت إلى أن حماس لم تكن وراء عملية اغتيال النائب العام، كما ذكر وزير الداخلية في المؤتمر الصحفى الذى عقده للإعلان عن ذلك. وفيما يتعلق بقضية التمويل الأجنبى استخدمت الصفحة أسلوب تحويل الانتباه؛ فقد نشرت خبرًا بعنوان (#رصد_وجهت ١٥ منظمة حقوقية مصرية خطابًا إلى المجلس القومى لحقوق الإنسان للمطالبة بتدخله ضد هجمات السيسي على المنظمات غير الحكومية).
وفى سياق متصل، نشرت الصفحة مجموعة من المقالات في كثير من الموضوعات، ومنها - على سبيل المثال- مقال للكاتب أحمد نصار بعنوان (#رصد#مقالات_أحمد نصار يكتب: المتخابرون علنًا مع إسرائيل)، وجاء ذلك في إشارة لاتهام السفير أحمد أبو الغيط بالعمالة والتخابر لصالح إسرائيل بعد توليه أمانة جامعة الدول العربية.
وجاء أسلوب الإثارة العاطفية في الترتيب الثانى، بجملة تكرارات بلغت ٩٠ بنسبة ٣٦.٧٪، ويعد أبرز الأساليب الدعائية التى اعتمدت عليها الصفحة في الترويج لقضية مقتل الطالب الإيطالي، وموضوع سب النبى (صلى الله عليه وسلم)، وعمليات الجيش في سيناء، كما تم استثارة مستخدمى الصفحة عاطفيًا بالترويج الدعائى الفج لقتل الجيش المصرى للأطفال في سيناء وإصابة أحدهم برصاصة، وقد وظفت الصفحة هذا الأسلوب في الترويج لأزمة الدولار، وفى حالات ما سموْه «الاختفاء القسرى»، وفى موضوع إضراب العقرب، والمعاملة المهينة من جهاز الشرطة للمُعتقلين، كما وظف التنظيم المسيرات الاحتجاجية في بعض المناطق في إثارة مستخدمى الصفحة عاطفيًا. 
وفى الترتيب الثالث، جاء أسلوب «الشهادات» بجملة تكرارات بلغت ٥٢ بنسبة ٢١.٢٪؛ فقد استعانت صفحة شبكة (رصد) بهذا الأسلوب بكثرة؛ وذلك لتأكيد رسائل الدعاية من خلال الاستعانة بوسطاء متخصصين في مجال الاقتصاد وقادة رأى وشخصيات مشهورة، وغالبًا ما تتم الاستعانة بهم من خلال مشاركة بعض البوستات المنشورة على صفحاتهم عبر «فيس بوك»، أو تغريدات بعضهم عبر موقع «تويتر»، في حين اعتمدت الصفحة على إجراء حوار مع بعض الشخصيات والمواطنين العاديين من خلال استطلاعات الرأى. 
وفى الترتيب الرابع، جاء أسلوب التشكيك في القوات المسلحة المصرية؛ حيث جاء بجملة تكرارات بلغت ٣٧ بنسبة ١٥.١٪، ويتضح من ذلك أن الجماعة تعمد إلى تشويه صورة المؤسسة العسكرية، وتسعى جاهدةً لذلك منذ اندلاع ثورة ٣٠ يونيو، وما أعقبها تحديدًا من عملية فض اعتصاميْ «رابعة»، و«النهضة». وتتفق هذه النتيجة مع ما توصلت إليه دراسة (سلوى سليمان، ٢٠١٥) التى أشارت نتائجها إلى أن شبكة (رصد) على «فيس بوك» تحرض على العنف ضد مؤسسات الدولة وتسعى إلى مقاومة الجيش والشرطة وتشويه صورتهما الذهنية. 
وفى الترتيب الأخير، جاء أسلوب «انتهاز الفرص» بجملة تكرارات بلغت ٢٦ بنسبة ١٠.٦٪، ويتضح من ذلك أن الصفحة اعتمدت على هذا الأسلوب للترويج لأهدافها الدعائية من خلال تصيد الأخطاء، وتعقب أية أزمة من الأزمات وتغطيتها، وإلقاء الاتهامات على النظام السياسى والمسئولين في التسبب في حدوثها ونتائجها. وهناك العديد من الأمثلة منها:
- (# رصد: في ظل الأزمة الاقتصادية المرتقبة.. تحويلات المصريين بالخارج تتراجع وحلول الحكومة لا تأتى بجديد).
- (# رصد #عاجل اشتباكات بين أهالى قتيل #الدرب الأحمر «دربكة» وقوات تأمين محكمة القاهرة الجديدة فور بدء جلسة محاكمة رقيب الشرطة المتهم بقتله).
ويلاحظ أن الأساليب الدعائية الأقل استخدامًا من قِبَل صفحة شبكة (رصد) كانت أسلوب الشائعات؛ حيث تُترك هذه المهمة للميليشيات الإلكترونية للجماعة؛ حيث جاء في الترتيب السابع، ثم أسلوب افتعال الأزمة، ثم أسلوب الوقيعة، والتكرار، والتحريف، والتبرير في الترتيب الثامن، ثم أسلوب بالون الاختبار، ثم أسلوب رفع الشعارات، وأخيرًا الأسلوب الدينى.