الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ندوة «سيمو» بباريس.. عبدالرحيم علي يواجه إعلام الغرب: الإرهابيون استفادوا من مصطلح المعارضة المسلحة.. وفيسك يتباكى على مرسى للمكايدة.. رولاند لومباردي: الإسلام السياسي خطر والإخوان هم أساس داعش

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عقد مركز دراسات الشرق الأوسط «سيمو» بباريس، الذي يترأسه الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي، ندوة مهمة تحت عنوان «نحو حوار دائم بين ضفتي المتوسط»، لمناقشة قضايا التعاون بين أوروبا والبلدان الواقعة في حوض البحر المتوسط - وفي مقدمتها مصر - في مجالات مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وقضايا التعليم والمياه، وذلك على هامش انعقاد قمة «شاطئي المتوسط» برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مدينة مارسيليا يومي 23 و24 يونيو الجاري.


وقال الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، وعضو مجلس النواب، إنه في الأمس القريب كتب روبرت فيسك في الإندبندنت، مقالا مطولا عن الرئيس المعزول محمد مرسي العياط، هذا الإخواني المعروف الذي يؤمن بنفس الأفكار التي يؤمن بها تنظيم الإخوان الإرهابي من احتقار المرأة وتجريم الفن والثقافة وعدم احترام الثقافات المختلفة وعدم احترام الآخر، ومع ذلك يعتبره روبرت فيسك شهيدا للحرية، ويعتبر حكمه حقبة ديمقراطية ويعتبره منتخب انتخابا حرا ديمقراطيا.
وأضاف عبدالرحيم علي: "يبدو أنه ليس لدى روبرت فيسك أي تفاصيل أو أي علم بما حدث في تلك انتخابات يوليو 2012 وأقل ما حدث هو منع الإخوة الأقباط المصريين من الخروج من منازلهم للتصويت في هذه الانتخابات، وهذه الجريمة الكبرى التي ارتكبها الإخوان آنذاك ليساعدوا رئيسهم المخلوع محمد مرسي العياط على الوصول إلى السلطة في مصر بشكل غير ديمقراطي، هذا ما يعتبره روبرت فيسك شكلا ديمقراطيا.. هذه هي الازدواجية التي يتعامل بها الغرب معنا". 
وقال علي، إنه يحضره مقولة للمرحوم الدكتور رفعت السعيد، نصها "أن الإرهاب يبدأ فكرا، والإمساك بالسلاح هو التعبير الأخير عن قضية الإرهاب، ولكن بداية من نفي الآخر واعتباره مواطنا من الدرجة الثانية أو مواطنا كافرا، وتعريف فكرة الجهاد عند الإخوان هو قتال غير المسلمين وليس التعايش السلمي والبناء المشترك للمسلمين وغير المسلمين"

وأضاف علي، أنه عندما تخطط لنفي الآخر وإزاحته من مشهد الحياة نفسها عبر بناء الفرد المسلم والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم والدولة الإسلامية والخلافة الإسلامية ثم أستاذية العالم كله، أي أن تحكم أنت العالم كله باسم دين واحد وباسم فكرة واحدة، هذا الفكر لا يمثل غير الإرهاب بكافة أركانه
وتابع: "مَن أمسكوا بالسلاح وقتلوا رجال الشرطة أو رجال الجيش أو الاقباط أو السياح أو المواطنين قتلوهم بفتاوى الإخوان وشيوخ الإخوان، من أول عبدالرحمن السندي وحسن البنا، كل هؤلاء رسموا الطريق لداعش، وأسامة بن لادن هو تلميذ في مدرسة الإخوان".
وأكد علي، أن الإرهابيين ومموليهم استفادوا كثيرا من التناقضات السياسية والخلافات الأيديولوجية بين الدول والمحاور الدولية والإقليمية، في عالمنا المعاصر، فبينما كان الوطن العربي يعانى من انتشار العمليات الإرهابية في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، والتي كانت تطال أجهزة الأمن والمنشآت السياحية والمواطنين الأقباط في مصر على سبيل المثال، كانت بعض البلدان الأوروبية كبريطانيا على سبيل المثال، تعتبر الإرهابيين مناضلين من أجل الحرية، وفى أقل التوصيفات هم "معارضة مسلحة".
وتابع: "تلك الدول كانت تفتح لهؤلاء الإرهابيين مجال اللجوء السياسي، وتقام لهم المؤتمرات وتعقد من أجلهم جلسات الاستماع في المجالس النيابية المنتخبة، مجلس العموم البريطاني على سبيل المثال، ويجرون معهم الحوارات الصحفية، وينشرون وجهات نظرهم الخاصة بتكفير الحكومات والمختلفين عنهم دينيا أو عقائديا".

وانتقد عبدالرحيم علي، بعض الوسائل الإعلامية الكبرى في طريقة تعاملها مع الأحداث الإرهابية بمصر، قائلا: إن "BBC على سبيل المثال، تطلق فى تغطيتها الصحفية للأحداث على الإرهابيين الذين ينفذون عمليات إرهابية ضد رجال الجيش والشرطة المصرية فى سيناء، مصطلح (المسلحين)، بينما لو قام إرهابي بطعن مواطن بريطاني واحد فى لندن بسكين، أو قاد سيارة لدهس مجموعة من البريطانيين يطلقون عليه مسمى (الإرهابي)، فى تناقض واضح تستغله الجماعات الارهابية بشكل ملحوظ".
وتابع: "عندما يدعو البعض إلى قمع المرأة وإشاعة مناخ الكراهية ضد الآخر المختلف دينيا، ويدعو إلى استهجان واحتقار الفنون والموسيقى وتحريمها باعتبارها تتعارض مع معتقداته الدينية، فإنهم يعتبرون ذلك في الغرب جريمة ضد الحضارة وضد الإنسانية، ويحظرون انتشاره في أوساط الجمهور أو الإعلام".
واستطرد قائلًا: "ولو كان هذا الشخص سياسيا أو يقود حزبا سياسيا تطارده هذه الاتهامات، هنا فى أوروبا، حتى قبره، وتحول بينه وبين الفوز فى أي انتخابات، ومثال السيدة مارى لوبان هنا في فرنسا، واضح للجميع، بينما نجد كتابا كبارا يكتبون فى كبريات الصحف الأوروبية، كـ"روبرت فيسك" على سبيل المثال، كاتب الإندبندنت المعروف، يعتبر محمد مرسى العياط، القيادي الإخوانى الذى يحمل كل تلك الأفكار العنصرية، أفكار جماعة الإخوان، رئيسا مدنيا انتخب بشكل ديمقراطي، يتم التباكي عليه حتى عندما يرحل ويموت بشكل طبيعي، أمام الكاميرات دون أدنى شبهة من قريب أو بعيد، يقول ذلك من باب المكايدة السياسية".

وطالب علي، باستراتيجية دولية واضحة المعالم في مواجهة ظاهرة الإرهاب، مؤكدا أن تعاون المجتمع الدولي ليس فقط دول حوض البحر الأبيض المتوسط، بات ضرورة قصوى لمواجهة ظاهرة الإرهاب، خاصة في المجالات الآتية:
1-التعاون الاستخباراتي فى مجال تبادل المعلومات.
2-التعاون الأمني والعسكري في مجال مطاردة العناصر الإرهابية وإفقادها الملاجئ الآمنة التي تستخدمها عادة في إعادة الهيكلة والانطلاق مرة أخرى.
3-التعاون الاقتصادي والفني، خاصة في مناطق الصراع مثل ليبيا واليمن وسيناء، عبر دعم واسع يقدم لقوى الدولة التي تواجه الإرهاب الأسود ومموليه، بكل الوسائل، لكى تحقق انتصارا نهائيا على تلك العناصر الإرهابية وتطارد مموليها فى جميع أنحاء العالم.
وتابع عبدالرحيم علي: "أعتقد أنه بدون هذا النوع من التعاون الذى بات واجبا هذه اللحظة، نحن أمام مشكلة حقيقية قد تنفجر في وجه أي دولة في العالم، في أي لحظة".
وقال علي: "أنتم هنا في الغرب للأسف لا تراعون المصالح القومية لبلداننا، فعندما لا تمدون يد العون للجيش الليبي في مواجهة ميليشيات القاعدة وداعش، أنتم ترتكبون خطأ كبيرا جدا ندفع جميعا ثمنه، وكذلك حينما لا تدعمون الجيش المصري في حربه ضد الإرهاب في سيناء أيضا، وحينما لا تدعمون التحالف العربي في اليمن ضد الحوثيين ومن خلفهم إيران، أنتم ترتكبون خطأ كبيرا".

وأضاف علي: "كان من السهل على قادة تلك المنطقة عقد الصفقات مع هذه الجماعات الإرهابية وتوفير لهم الملاذات الآمنة مقابل عدم العمل على أراضيها وتوجيه إرهابهم للغرب.. وهذا يسير جدا، أعتقد أن الأمر ساعتها كان سيصبح مريعا هنا في الغرب، أنتم الآن تشاهدون العمليات الإرهابية التي تتم في مدنكم بالرغم من الحرب الضروس على الجماعات الإرهابية في جنوب المتوسط في سوريا واليمن وليبيا.
وحذر علي، من تجربة حزب الله في لبنان، حيث لا يتحكم رئيس الوزراء في بلده، وإنما التحكم كله لإيران التي تحرك لبنان بريموت كنترول عن طريق سيطرتها على حزب الله.
وأكد الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي، أن المشاكل الأساسية والسلبيات الرئيسية التي تواجه دول البحر المتوسط شمالا وجنوبا هي مواجهة المتطرفين والإرهابيين والحفاظ على البيئة والمياه ومواجهة العنصرية بكل صورها سواء دينية أو عِرقية أو في اللون، والقضاء عليها تماما.
وأضاف: "يجب على دول منطقة المتوسط التعاون والوحدة في مواجهة المشاكل الرئيسية التي تواجهها وخاصة مواجهة الإرهابيين ومساندة القوى الوطنية التي تواجه القوى الإرهابية المتطرفة الظلامية أيا كان الخلاف السياسي بين هذه الدول وهذه المجتمعات والتطور الحضاري المختلف فيما بينها طبقا للثقافة"
وشدد "علي"، على أنه يجب أن تنحي دول منطقة المتوسط الخلافات الحضارية أو السياسية بينها لمواجهة الإرهاب للحفاظ على الإنسانية، مؤكدا أن الصمت واستخدام كلمات ومرادفات غير متطابقة للتطرف والإرهاب يُزيد منه في دول منطقة المتوسط وأوروبا، مشيرا إلى أننا نوهنا ووضحنا خطورة الإرهاب في المنطقة العربية وأنه سيصل إلى أوروبا منذ ثمانينيات القرن العشرين.
واختتم عبدالرحيم علي، حديثه قائلا: "يجب أن نتوحد جميعا مثل مصر والسعودية والإمارات والغرب وأمريكا"، مؤكدا أن هناك رؤى مشتركة بين الجميع وهي مواجهة الإرهاب والحفاظ على البيئة والمياه".

وأشاد بيير برتلو، الباحث بمعهد الاستشراف والأمن في أوروبا والمستشار بمؤسسة دراسات البحر المتوسط، بالعاصمة الإدارية الجديدة ومشروعات الرئيس عبدالفتاح السيسي في مصر، مضيفًا أن الوقت الحالي يتطلب المزيد من البناء والتعمير، فمصر بها مليون مولود كل عام وهذا صعب التحكم فيه على المدى البعيد خاصة فيما يتعلق بالمياه.
وأضاف برتلو، هناك مشكلة كبيرة في الضفة الجنوبية فيما يتعلق بالزراعة، فمثلا المياه الصالحة للشرب معدلها قليل مثل لبنان وسوريا، فنلاحظ قلة استعمال المياه في الزراعة وإهدارها في تشغيل المصانع.
وتابع أن هناك نزاعات وصراعات كثيرة بين الدول الكبرى حول مشكلة توفير المياه، فهناك كثير من الدول لا تحترم الاتفاقيات، فتركيا تستغل نهر الفرات وعليها أن تتعاون مع جيرانها، متابعا أن هناك بعض الحلول التي يمكن اللجوء إليها منها السدود التي تقوم بتخزين المياه ونقل المياه في بواخر

وقال برتلو، إن سدود المياه تعتبر أهدافا للجماعات الإرهابية ولها تأثير على البيئة، فكل المناصرين للبيئة يقولون إنها تسبب مشاكل للبيئة ولا تعطي حلولا جيدة، مضيفا أن العاصمة الأردنية عمان بها كثير من المياه التي تفقد لأن الأنابيب التي تسمح بالإمداد معرضة للتلف، وبالتالي الكثير من المياه يضيع في الطريق وفقدان هذه الكميات الكبيرة من المياه يجعل المشكلة تتضخم بشكل أكبر.
وأضاف برتلو، أن هناك مجموعة كبيرة من الحلول يجب دراستها، ومن أهمها أن يكون لدى السكان بعض العدادات وأن تكون هناك كميات محددة لاستهلاك المياه حتى لا يتجاوزوا الحد المسموح به في استخدام المياه وهذا سيؤثر على الطلب وعلى العرض.
وقال برتلو، إن هناك عدة توترات مع سوريا بشأن المياه والتوترات مع البلدان التي لم تعد لديها الإمكانية للتصرف في مسألة المياه، مضيفا أن تركيا تتاجر فيها مع كردستان العراق.
وتابع: "كانت هناك مشاكل فيما يتعلق بتحلية المياه وكانت تكلفتها باهظة من قبل ولكن الآن انخفضت التكلفة، ويمكن استعمال الطاقة الشمسية، فالمغرب مثلا به الشركات التي تستخدم الطاقة الشمسية، وشركات فرنسية، وصينية لديها تطوير كبير في هذا المجال، ونقوم ببعض المعامل ونشغل هذه المصانع بالطاقة الشمسية، وبالنسبة للزراعة التي تستهلك الكثير من المياه، يجب أن نفكر في تقنيات زراعية لا تستهلك الكثير من المياه". 

وتحدث بيير برندا، المؤرخ المتخصص في تاريخ الإمبراطورية الفرنسية، عن العلاقات الطيبة التي بدأت بين مصر وفرنسا منذ عهد نابليون بونابرت، قائلا إن فرنسا كانت تريد قطع الطريق أمام الإنجليز لعدم دخول البحر الأحمر، وكان نابليون بونابرت يحلم بالعظمة، ولم يكن أحد يتوقع العلاقة التي حدثت بين فرنسا ومصر خلال حملة بونابرت.
ولفت برندا إلى أن بونابرت اهتم بتاريخ مصر، والتعرف على الإسلام، وكتب أن الله كبير، ومحمد رسوله، ولكنه لم يدخل الدين الإسلامي
وأضاف: "الحملة دامت أقل من سنتين، بعد فشل الحملة في سوريا، ولكن النتيجة في مصر أعطت شهرة لبونابرت، وكانت من الناحية الاستراتيجية والتقنية فاشلة، كونه لم يتمكن من تحقيق أي أهداف حددها لنفسه، ثم عاد لفرنسا، وتغير مسار تاريخه السياسي، وأصبح ناجحا، لكون مصر أعطت لبونابرت زخما جديدا وساعدته في الانطلاق من جديد، ما أدى إلى تطور العلاقات بين البلدين".
وقال برندا، إن الانجليز طالما كرهوا العلاقة القوية بين فرنسا ومصر، وحاولوا كثيرا التدخل للحد من قوة هذه العلاقة مما دفعهم للتواصل مع الحكام المصريين والعمل على إنشاء قناة السويس.
وأضاف برندا، أنه بالفعل تمكن الإنجليز من تعزيز قوتهم في الداخل المصري نظرا لما حدث من تطور في علاقة الإنجليز ببعض الحكام، مشيرا إلى أن بعض المتخصصين في التاريخ كشفوا عن تطور الحضارة المصرية بشكل واضح خلال فترة العلاقة القوية بينهم وبين فرنسا.


وقال رولاند لومباردي، الباحث المتخصص في المشاكل "الجيوسياسية" بالشرق الأوسط، إن الربيع العربي حوله عدة ملاحظات رئيسية، ولكن أبرزها أنه لم يكن هناك أي زعيم معروف خلال الأحداث التي حدثت منذ بدء الترويج لهذا المصطلح، موضحا أن الأحزاب الإسلامية هي التي تزعمت هذا الأمر، مع وجود تنظيمات لديها خطط ورغبة في الوصول إلى السلطة، ولكنهم لم يستطيعوا الحفاظ عليها عند الوصول لها، لعدم وجود دراية لديهم بكل شئون الدولة.
وأضاف لومباردي، أن الغريب هو وصف البعض لهذه الجماعات الإسلامية على كونهم مسالمين، رغم ما نراه من أحداث عنف حدثت في عدة بلاد عربية، متابعًا أن هناك ضبابية حيال ما يحدث في سوريا، مع كون روسيا منذ عام 2015 أصبحت دولة لا يمكن تفادي وجودها في المنطقة، خاصة مع وجود نجاحات لها داخل الدولة السورية، وبالتالي أغلب الدول بدأت في التحول للتعاون مع روسيا، وأمريكا تفقد تأثيرها، رغم رغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض تواجده على الأرض.
ولفت إلى أن أوروبا خرجت من اللعبة نوعًا ما، ولم تصبح لها قوة سياسية في المنطقة، خاصةً أن كل دولة أوروبية تلعب بمفردها، ومنها فرنسا، والتي كانت من أكثر البلدان تأثيرا في المنطقة، ولكنها فقدت الكثير من هذا التأثير بعد تخييب الآمال حول دورها.
وأكد لومباردي، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال إنه من الصعب تغيير بعض الاتجاهات حول الشرق الأوسط، وأن هناك تحديات يجب أن تعتبر الركائز الأساسية مستقبلا ومبنية على السياسة الواقعية، أولها مصالحنا الأمنية والإسلام السياسي في فرنسا، ويجب أن نواجهه كما نواجه المجموعات الأخرى لأنه يشكل خطرا كبيرا

وقال لومباردي، إن جماعة الإخوان خسرت كثيرا خلال ثورات الربيع العربي، مضيفا: "إنهم يخسرون الآن في الجزائر، ونرى محاولتهم في تركيا دون جدوى"، مضيفا أن السياسة الفرنسية الواقعية تتطلب الكثير من الثورات الفكرية من جانب الدبلوماسيين، وكذلك الرؤساء.
وتابع قائلا: "يجب أن نتوقف عن التدخل في شأن الشرق الأوسط، لكن ينبغي أن تكون مواقفنا هو دورنا في إعطاء النصح والإرشاد فقط، ورسالتنا لروسيا: لا نعطيكم نصائح، لا نريد إسلاما سياسيا سواء إيجابيا أو سلبيا.
وقال لومباردي، إن العلاقات بين الجزائر وفرنسا تدعو للتفاؤل ومن الممكن التصالح بين الجانبين وبناء عدة مشاريع ملموسة في الواقع بما يسهم فى تحقيق التقارب بين الجانبين.
وأكد أن كل طرف عليه الاعتراف بأخطائه حتى يمكن المضي قدما وتناسي ما حدث من خلافات في الماضي، متابعا أنه يجب وضع حد للأيديولوجيات المختلفة في الداخل الفرنسي حتى يمكن الوصول إلى التقارب المطلوب مع دول المنطقة، ويمكن النظر إلى الأيديولوجية الروسية التي استطاعت التقارب مع عدد من دول المنطقة العربية رغم الكثير من الأخطاء، ولكنهم يعترفون بها ويعتذرون عنها ومن هنا تنبع قوتهم في التأثير على شعوب ودول المنطقة.
وقال لومباردي، إنه يجب القيام بالكثير من الجهد للوصول إلى الديمقراطية، والدول العربية يجب أن تأخذ زمام أمورها بأيديها لتصل إلى الديمقراطية، ورؤساء البلدان يدركون هذا الخطر
وأكد أن جماعة الإخوان هي القاعدة الأساسية لتنظيم داعش ولا يجب أن نتعامل معهم على أنهم جماعة غير عنيفة أو غير مضرة ولا تتمنى الموت لأحد، وهناك أخطار صاعدة في البلدان العربية، منها النفاق السياسي، وهناك بعض الأيديولوجية عند المفكرين والصحفيين يقولون إن الشيوعيين سيختفون والإخوان المسلمين سيحلون محلهم وهم أنفسهم من قاموا بكل تلك الأخطاء خلال ثورات الربيع العربي. 

وقال الدكتور أحمد يوسف، المدير التنفيذي لمركز دراسات الشرق الأوسط بباريس "سيمو"، إن أغلب الأسماء في شوارع وأزقة منطقة الزمالك المصرية هي أسماء فرنسية، بينما شوارع فرنسا تحمل أسماء بعض المصريين، موضحا أن نقل الحداثة لم يكن يتم بدون حرب وتخبط وغيرها من التبعات ولكن الفيلسوف الفرنسي سان سيمون عمل على نقل الحداثة والخبرات عن طريق العلم.
وأضاف أن قناة السويس كانت مشروعا لبعض أتباع "سان سيمون" ولكن تمت سرقته وتنفيذه بواسطة آخرين بينما القناطر الخيرية تم تنفيذها بواسطة الفرنسيين، مشيرا إلى أن الفرنسي سان سيمون هو من نقل المعرفة من الغرب إلى الداخل المصري، وبعض أتباعه توجهوا إلى الجزائر وأنشأوا المدارس هناك، وكان هؤلاء الأتباع متقدمين فكريا وعملوا على تعزيز العلم في الدولة العربية.