الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

هل نستوعب رسالة «بيجاس»؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحدثت فى مقال سابق بعنوان «السياحة الإلكترونية ومصير شركات السياحة» بتاريخ ٢ مايو ٢٠١٩ عن تأثير السياحة الإلكترونية على قطاع السياحة، وخطورة «Tour Operators» منظمى البرامج السياحية فى الخارج على الاقتصاد المصرى واحتكارهم لأسواق سياحية مهمة لمصر وتحكمهم فى أسعار الليالى السياحية وتضرر الشركات السياحية المصرية، كما تحدثت عن تدخل السياسة فى عملهم وتوجيههم للسائحين لدول دون أخرى طبقًا للأوضاع والخريطة السياسية، وتساءلت فى هذا المقال عن شركات السياحة التركية التى تعمل فى مصر، وتقوم بحرق الأسعار وتتحكم فى أسواق سياحية مهمة كالسوق الروسية وتستطيع الإضرار بالاقتصاد المصرى متى تشاء والترويج السلبى للمنتج المصري.
وها نحن الآن نرى ما تحدثت عنه يحدث على أرض الواقع، حيث قامت شركه بيجاس توريستيك (Pegas Touristik) التركية بوقف بيع رحلتها إلى مصر التى كانت تأتى من روسيا عبر أنطاليا، وذلك بعد قرار من الحكومة التركية بتوقف رحلات الطيران المتجهة من أنطاليا إلى مصر للإضرار بالاقتصاد المصرى حيث ستفقد مصر مجموعة من السياح الروس.
حرب اقتصادية تشنها تركيا علينا منذ ثورة ٣٠ يونيو، ولكنها استطاعت التوغل فى الاقتصاد المصرى بطرق ملتوية قبل ٣٠ يونيو بفترة من الزمن عن طريق تحكمهم فى أسواق مهمة تأتى إلى مصر، فقد تسأل الكثير منذ فترة كبيرة، لماذا تقوم الشركات التركية ببيع والترويج للمنتج المصرى برغم خلافتنا معهم. الإجابة ببساطة للتحكم فى الاقتصاد المصرى والإضرار به فى الوقت التى تشاءه وتوجيه السائحين الى أى دولة أخرى بسهولة شديدة.ومن أهم أسباب ما حدث هو استسلام شركات السياحة المصرية لتحكم «Tour Operators» منظمى البرامج السياحية فى المنتج المصرى وعدم تواجدهم فى الدول المصدرة للسائح، فتكتفى شركة السياحة المصرية بالتعاقد مع منظمى البرامج السياحية والاكتفاء بتنفيذ جزء من البرنامج طبقًا لرؤية وأسعار منظمى البرامج السياحية، ويصبح منظمو البرامج السياحية فى الخارج كتاجر الجملة «وسيط بين مصر وبين السائح»، ولم تحاول إحدى الشركات أن يقوم بدور منظمى البرامج السياحية والترويج للمنتج المصرى والوصول للعميل مباشرة.
لقد حان الوقت للتخلص من احتكار منظمى البرامج السياحية فى السوق المصرية، والوصول للعميل دون وسيط والسيطرة على منافذ تدفق السياح من جميع الأسواق، وعدم السماح بسياسة حرق الأسعار مهما كنا فى حاجة لزيادة عدد السائحين حيث إن سياسة حرق الأسعار تؤثر بالسلب على الصورة الذهنية تجاه مصر فى نظر السائح فرخص المنتج فى نظر السائح يضر ولا يفيد لأنه يدل على رداءة المنتج برغم جودته، فتتمثل أهمية الصور الذهنية لمصر فى نجاح أو فشل التسويق السياحى حيث إنها تعد العامل الرئيسى فى إتمام عملية اتخاذ قرار السفر، فهى تؤثر على رغبات المسافرين بصورة سلبية أو إيجابية، والرغبة تعد أول مرحلة من مراحل اتخاذ قرار السفر.
كما أن تغيير الوضع الحالى يتم من خلال تغيير الأدوات المستخدمة حاليًا من حملات دعائية تقليدية والتركيز على التسويق السياحى الإلكترونى e -Marketing لما له من دور مهم فى تقليص وجود منظمى البرامج السياحى والقضاء على الاحتكار، وتشريع قوانين تسمح وتتيح القيام بالعملية التسويقية من خلال الإنترنت عبر شركات السياحة المرخصة تحت مظلة الدولة وحماية شركات السياحة من دخلاء القطاع الذين يقومون بدور شركات السياحة على الإنترنت.