الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

خطف الأطفال.. جريمة الثراء لعصابات الأعضاء والتسول.. مجدي الشاهد: الشرطة تتعامل مع بلاغات الخطف فورا.. وعبدالنبي: العقوبة تبدأ من 6 أشهر وتصل للإعدام

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعددت حوادث خطف الأطفال فى الآونة الأخيرة، وحملت مواقع التواصل الاجتماعى العديد من هذه الحوادث، والتى يكون أغلبها بدافع الانتقام من أهلية المختطف أو من أجل الحصول على المال «فدية»، مثلما حدث فى مدينة أكتوبر مؤخرًا، حيث تمكن ضباط قسم شرطة ثالث أكتوبر من تحرير طفل قام عامل بخطفه نتيجة وجود خلافات مالية بين المتهم مع شريكه «والد الطفل»، حيث إن الأخير رفض إعطاءه مستحقاته المادية التى تقدر قيمتهما بـ١٥٠ ألف جنيه، ما دفعه لخطف نجله واحتجازه فى الصحراء.

وتتوالى الحوادث، ففى منطقة كرداسة قررت نيابة كرداسة حبس ٣ أشخاص لاتهامهم بخطف طفل وقتله لإجبار والده على تسليمهم تمثالًا أثريًا بمنشأة القناطر، وكان مركز شرطة منشأة القناطر قد تلقى بلاغًا يفيد تعرض طفل يبلغ من العمر ١٠ سنوات للاختطاف على يد مجهولين، والعثور على جثته بنهر النيل، وبإجراء التحريات تبين أن ٣ أشخاص اختطفوا الطفل لإجبار والده على تسليمهم تمثالا أثريا، لكنهم قرروا قتله لتعرف الطفل عليهم لكون أحد المتهمين من جيران المجنى عليه، وتم التخلص من جثته.
وفى مدينة نصر نجحت الأجهزة الأمنية من القبض على ٣ أشخاص لاتهامهم باختطاف شاب ومساومة والده على دفع نصف مليون جنيه كفدية مقابل إطلاق سراحه، وكانت البداية عندما تلقّى قسم أول مدينة نصر بلاغًا من رجل أعمال يفيد تلقيه اتصالًا هاتفيًا من مجهول من هاتف نجله ٢٧ عاما، وأبلغه خلاله المتصل باختطاف ابنه وساومه على دفع مبلغ ٥٠٠ ألف جنيه نظير إطلاق سراحه، وتم عمل التحريات اللازمة وضبط المتهمين، الذين اعترفوا بارتكاب الواقعة بتحريض من المقاول، الذى اعترف بقيامه بأعمال السمسرة، وسابقة توسطه بين والد المجنى عليه وأحد الأشخاص؛ لتمكينه من الحصول على قرض مالى من أحد البنوك مقابل تحصله على نسبة مالية، لكنه لم يتحصّل عليها فخطط لاختطاف المجنى عليه لإجبار الأب على دفع المال. 


أكد يسرى عبدالمحسن، أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة أن حوادث الخطف التى ظهرت على مدار الفترة الماضية ترجع لعدة أسباب نفسية تصيب المتهمين، من بينها الانتقام الذى يعد من أهم وأبرز الأسباب التى تدفع المتهم إلى القيام بالتخطيط لعملية الخطف وتنفيذها، رغبه منه فى إدخال الرعب والخوف إلى قلب أسرة الضحية، وفى بعض الأحيان يقوم الخاطف بالتخلص من ضحيته بالقتل أو الإصابة بعاهة مستديمة، على الرغم من تسليمهم الفدية المطلوبة؛ حتى يترك أثرًا مؤلمًا لدى أسرة الضحية، انتقاما منهم على ما فعلوه معه، أو لتعدد الخلافات التى تكون بين الطرفين، أيضا العوامل الاقتصادية التى تلعب دورا فى عملية الخطف، والتى تكون فيها الأسر ميسورة الحال هى الأكثر عرضة لذلك، خاصة أن الجانى قد يقصد فى بعض الأحيان خطف الطفل الوحيد لدى الأسرة؛ ليتمكن من الضغط عليهم لتنفيذ طلبه فى أسرع وقت ممكن، بعدما يكون قد تسبب لهم فى آثار نفسية سيئة.
ويشير عبدالمحسن إلى أن من بين تلك العوامل رغبة المتهم أو الخاطف فى استخدام ضحية بمجال التسول وجمع المال أو استخدمهم فى تجارة المخدرات وتجارة الأعضاء، أو أعمال الدعارة فيما يخص الفتيات، كما أن هناك عاملًا يعتبر الأقل ظهورًا فيهم، ألا وهو خطف الضحية من أجل التبنى غير القانونى.
وعن الطرق التى يجب اتباعها للحد من انتشار تلك الظاهرة أكدت سامية خضر أستاذة علم الاجتماع بجامعة حلوان ضرورة توعية الأسر بهذا الخطر.
وأشارت إلى أنه على الأسر ضرورة توعية الأطفال بعدم الاستماع لكلام الغرباء والسير معهم مقابل تقديم مغريات لهم، وفيما يخص الأشخاص البالغين عدم الدخول فى أى خصومة أو الانسياق وراء الأفراد المجهولين أو المكالمات المجهولة وركوب وسائل مواصلات مجهولة والسير فى مناطق غير معروفة، وأضافت خضر أنه يجب تفعيل دور وسائل الإعلام فى التوعية بتلك الجرائم وعدم نشر محتويات مرئية تشرح تنفيذ تلك العمليات من خلال الأفلام والمسلسلات.


من جهته أوضح اللواء مجدى الشاهد مساعد وزير الداخلية الأسبق أن ظاهرة خطف الأطفال كانت تحدث قديمًا بصورة فردية؛ لكن تحولت بعد ذلك إلى تجارة تقوم بها عصابات محترفة من أجل المال أو الاتجار فى الأعضاء البشرية أو استغلالهم فى التسول.
وقال «الشاهد» إن الأجهزة الأمنية تقوم بدور فعال فى الحد من تلك الظاهرة، ففى حالة الإبلاغ عن حالات خطف تقوم الأجهزة الأمنية بتكثيف جهودها ونشر البلاغ وأوصاف الضحية وعمل التحريات اللازمة للعثور عليه فى أقصر وقت.