الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

منابر لها تاريخ| سليمان باشا الخادم.. أول مساجد مصر على الطراز العثماني

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
للعقيدة الإسلامية أثر بالغ فى نفوس معتنقيها لسماحتها وملاءمتها للنفس البشرية، وهو الذى انعكس بشكل كبير على الفنون فى شتى مجالاتها، كان أبرزها العمارة الإسلامية. فعلى مدار شهر رمضان المبارك تأخذكم «البوابة» فى رحلة بين مساجد مصر وأضرحتها، لنتعرف على تاريخ نشأتها، وتأثيرها الروحانى فى قلوب مُرتاديها. 
مسجد سليمان باشا الخادم والذى يحمل رقم ١٤٢ أثر، وهو متواجد بقلعة صلاح الدين، ويُعد المسجد من أوائل المساجد التى أنشئت فى مصر على الطراز العثمانى وبنى الجامع على طراز جوامع الآستانة من حيث تخطيطه المستطيل الشكل وقبابه ومئذنته. 
وعرف المسجد أيضًا بجامع سارية الجبل بالقلعة، أنشأه أبومنصور قسطة الأرمني، والذى كان وليا على مدينة الإسكندرية فى العصر الفاطمى ٣٥٣ هجريًا، وقام بالتدريس فيه الشيخ أبوالحسن الردينى وظل يدرس فيه حتى وفاته فى العام ٥٤٠ هجرية، وقام سليمان باشا الخادم بتجديد المسجد فى العام ٩٣٥ هجريًا، وكان سليمان باشا الخادم من رجال الدولة العثمانية البارزين، فى عهد السلطان سليمان وقد كان قائد الحملة التى أرسلت لمساعدة الأمراء المسلمين فى الهند، كما تولى سليمان ولاية مصر فى عهد السلطان سليمان القانوني.
ويتكون الجامع الذى خصصه سليمان باشا للجنود الإنكشارية، من مستطيل كبير يمتد من الشمال إلى الجنوب، وينقسم إلى مربعين متساويين تقريبًا، الشمالى منهما يتوسطه فناء مكشوف تحيط به الأروقة من جهاته الأربع، ويغطى كل رواق أربعة قباب ضحلة تقوم على أكتاب حجرية ويعرف باسم الحرم، أما المربع الجنوبى فكان مخصصا للصلاة، وهو يتصل بالحرم على طريق باب فى الضلع الجنوبى لرواق الحرم، وتعلوه الكتابة التذكارية للجامع ويغطى مكان الصلاة قبة كبيرة مبنية من الحجر تقوم على مثلثات كروية، ويحيط بها من جهاتها الثلاث الجنوبية والشرقية والغربية أنصاف قباب، أما الضلع الشمالى فيشغله حنية معقودة، وتُعد هذه النوعية من الأغطية فى مكان الصلاة من مميزات العمارة العثمانية، والتى لم تنتشر كثيرًا فى مصر، إذ لا نجد له مثيلا بعد ذلك، إلا فى مسجد محمد على باشا بالقلعة. 
ويحتوى المسجد على خمسة مداخل خارجية، اثنان فى مربع محل الصلاة، أما المداخل الثلاثة الأخرى فتتوسط كل مدخل منها أحد أضلاع الحرم الخارجية، كما يوجد بالجامع حديقة تقع خلف المحراب، ويتفرد المسجد باحتوائه على مظلة تتقدم الضلع الشرقى منه، وتشغل ما يقرب من ثلثيه، وهى تتكون من سقف مسطح مزخرف برسوم غاية فى الروعة والجمال محفورة حفرًا دقيقًا، وترتكز المظلة على تسعة أعمدة خشبية مزخرفة أيضًا، كما يتوسط الضلع الجنوبى من مكان الصلاة محراب القبلة وهو مكسٍ بالرخام ومزخرف برسوم هندسية، أما الضلع المقابل للمحراب توجد حنية تضم دكة المبلغ التى تقوم على كزابيل خشبية غاية فى الجمال، ويوجد بجوار المحراب منبر رخامى باللون الأبيض الجميل، نقشت عليه رسوم وزخارف نباتية وكتابية رائعة، وقد حظى المسجد بالعديد من الزخارف خاصة القبة الرئيسية والقباب الضحلة، وحتى أنصاف القباب، وقد نقشت بعض أجزائه بالرسوم الزيتية الملونة، ولزخارف الكتابية التى تكسو جدران مكان الصلاة، وهى مجموعة من الكتابات القرآنية المكتوبة بالخط الكوفى المزهر بالأسلوب العثمانى المربع والمضفور. 
أما مئذنة المسجد فتقع بين الحرم ومكان الصلاة، وهى أسطوانية الشك متعددة القنوات مسحوبة إلى أعلى يتخللها شرفتان ترتكز كل منها على ثلاثة صفوف من المقرنصات والدلايات، وتنتهى المئذنة بالشكل المخروطى الذى أصبح شارة من شارات العمائر العثمانية.