السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

متصوفة عاشقون.. «رجال الطريق» وحب العمل

المتصوفة
المتصوفة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شاع عن بعض المتصوفة ركونهم إلى الدعة والخمول، والاعتماد على ما يأخذونه من مال الصدقة والزكاة، فهم يعيشون عالة على أصحاب النفقة والعطاء.
وقارئ أعمال ابن عربى يجد إصرارا على ذكر رجال الطريق الذين يحبون العمل ويحبون حرفهم، والتكسب من وراء عمل اليد، وهم بذلك يعملون بإرشاد النبى الذى امتدح فعل الأنبياء قبله أنهم كانوا يأكلون من عمل أيديهم.
ونقل ابن عربى عن الشبريلى أنه «كان يعيش من عمل يده»، وعن أبى عبدالله قسوم أنه «كان يعيش من خياطة القلنسيات»، وعمل أبوعلى الشكاز فى دباغة الجلود أو شيء قريب من هذا يقول: «والشكاز عندنا المشتغل بهذه الجلود الرقاق على نوع ما ويبيضها ويلينها كثيرا بعد شدتها فاتخذ أهل البلدة هذه اللفظة لفظة شكاز لقبا للرجل».
وابن جعدون الحناوي: «كان ينخل الحناء بالأجرة، قل ما تراه إلا مكحول العينين، أشعث أغبر؛ وإنما كان يكحل عينيه من أجل غبار الحنا». وأبوعبد الله الرندي: «كان يحترف، يجمع البابينا من الجبال ويأتى بها إلى المصر يبيعها وينصرف»، وصالح الخراز: يخرز النعال، وإبراهيم بن طريف السائر الذى أراد العزلة لكن مشاغل الحرفة منعته من ذلك «كان يحن إلى العزلة ولا يقدر عليها من أجل الحرفة وكان يبيع الفخار».
وتناول الشيخ الأكبر محيى الدين بن عربى، ما يزيد على ثلاثين شخصية زاهدة ومتصوفة، قابلهم فى رحلاته بالأندلس والمغرب العربي، وقد عرض لهذه الأسماء المجهولة فى رسالته المعروفة باسم «الروح القدس»، التى كتبها أثناء إقامته فى مكة المكرمة سنة ٦٠٠ هـ، وأرسلها إلى صديقه التونسى محمد بن عبدالعزيز المهدوي، فهو يجد الراحة فى ذكرهم وتسلية عن فقدهم وتحريض النفس على الاقتداء بهم والتأسى بأحوالهم.