الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

عبدالفتاح الطاروطي .. صوت من السماء

الشيخ عبدالفتاح الطاروطي
الشيخ عبدالفتاح الطاروطي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ذاع صيته بين كبار المقرئين والمبتهلين، الذين تناجى أصواتهم السماء بكلام الله المكنون، بألفاظه وحروفه ومعانيه، فتلاوة القرآن تميزه بالصوت الجميل والعذب، أتم حفظه وهو فى عمر 8 سنوات، مما جعله ينال العديد من التكريمات من الدول الأوروبية والعربية، إنه الشيخ عبدالفتاح الطاروطى القارئ بالإذاعة والوطن العربي، تعلم وتلقى مخارج وأشكال الحروف العربية فى كُتاب قريته طاروط بالشرقية، حبه وشغفه بالقرآن كان دافعا له لينشئ معهدًا بقريته لإعداد قراء القرآن الكريم والمبتهلين لتعليم تلاوة القرآن بالأحكام والتجويد فى صورته الصحيحة، كُرم من رؤساء الدول والملوك.
كان والده حافظا للقرآن الكريم، ووالدته أيضا، وعن ذلك يقول الطاروطى: كان والداى سببا ومصدرا لحب القرآن وحفظه، ويعود الفضل لوالدتى لينعم الله علينا ويصبح أشقائى حافظين له أيضا، وهم: الشيخ محمد، قارئ الإذاعة والتليفزيون، عبدالله إمام وخطيب وقارئ، الدكتورة عزة طبيبة أسنان، هناء مديرية مدرسة، إلى جانب أبنائى أيضا من حفظة القرآن الكريم، وهم: الدكتورة أسماء الابنة الكبرى، أحمد بكلية الشريعة والقانون، محمود طالب بالإعدادية، ونعيش جميعا من خير القرآن الكريم.
لا تكفى الموهبة وحدها فى تلاوة القرآن، ولكن إمكانية التجويد والترتيل تحتاج إلى مثابرة وجهد للقارئ.
يرى الطاروطي، أن الموهبة وحدها لا تكفى لنجاح القارئ، وإنما يحتاج إلى تعلم كيفية قيادة الصوت، والتعامل معه بحرفية، مشيرا إلى أهمية دور التعليم والحضور لأكثر من مكان لسماع أصوات القامات فى تلاوة القرآن، حتى يتعلم منه الجديد والقدرة على كيفية التنقل الموسيقى بين المقامات الموسيقية.
عن أفضل الأصوات المقربة إلى قلبه قال الطاروطي: فى حقيقة الأمر، إننى أهوى سماع الشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ محمد الليثى، والشيخ راغب غلوش، كل هؤلاء العمالقة لن يفنوا أبدا، ونسير على خطاهم.
وأمام ظاهرة انتشار ظهور بعض المقرئين غير المؤهلين فى الآونة الأخيرة، أعرب الطاروطى عن حزنه لما يشاهده على الساحة الآن من هذه النوعيات، دون معرفتهم الكافية بأحكام القرآن وتلاوته، وهذا ما تسبب فى سحب بساط دولة القراءة من تحت أقدام القراء الحقيقيين، لذلك يجب علينا توخى الحذر باستخراج كارنيهات من نقابة القراء للحد من ظاهرة تشويه قراء القرآن، من قبل المتطفلين على موائد القرآن، فلا بد من إصدار قانون لتجريم كل من يتلو القرآن دون حفظه وعدم درايته بأحكام تجويده.
«العلم والثقافة والخبرة» ثلاثة أساسيات لا بد من الأخذ بها فى عين الاعتبار، هكذا قال الطاروطى: تلك المعايير التى نحكم بها على المتسابقين فى المسابقات، وعندما أصبحت محكما فى ١٣ مسابقة داخل مصر وخارجها، قد تم ترشيحه من قبل رئيس الإذاعة الإعلامية نادية مبروك، لاختياره ضمن لجنة تحكيم مسابقة «الأصوات الحسنة» التى ترعاها إذاعة «صوت العرب»، تحت إشراف الأزهر الشريف، إلى كونه محكما فى المسابقة الدولية بمحافظة بورسعيد، التى تهدى لروح الراحل الشيخ محمد رفعت، وأقيمت تحت إشراف رئيس مجلس الوزراء.

نظر العالم لقارئ القرآن الكريم كصاحب رسالة 
يرى الطاروطي، أنه فى حقيقة الأمر لا نشعر كقراء بغير الحب فى كل بلدان العالم، بل نعامل كسفراء للقرآن الكريم، وذكر فى إحدى زياراته لسلطنة «بروناى»، ان السلطان حسن بلقيه، قام باستقباله رسميا وبشكل حافل أثناء وصوله المطار، وذلك تقديرا لقيمة حفظة القرآن الكريم.
لم تكن الرحلة القرآنية للطاروطى فى تلاوة وتفسير آيات القرآن فى ١٩٩٦، بدعوة من المركز الإسلامى فى أوكلاند التابعة لولاية سان فرانسيسكو الأمريكية الأولى أو الأخيرة، بل تم استدعاؤه فى ٢٠٠٠ إلى إسبانيا بدعوة شخصية لإحياء ليالى شهر رمضان المبارك بالمركز الإسلامى المعروف باسم مسجد الملك خالد، وعلى مدى ثلاث سنوات متتالية، تم إختياره من قبل وزارة الأوقاف رئيسا لبعثتها إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية لإحياء ليالى رمضان هناك، وحصل على الدكتوراه الفخرية، من الجامعة الإسلامية البنورية فى باكستان، تقديرا لدوره فى خدمة القرآن الكريم، ليصبح ثانى قارئ يحصل عليها بعد الشيخ عبدالباسط عبدالصمد.

إذاعة القرآن الكريم منبر للعالم الإسلامى 
أكد الطاروطي، أنها النور الذى يستمد المسلمون منها طاقاتهم، والعشب الذى يتغذى عليه البشر، هناك أعلام كبيرة يشهد لها الكثير أمثال، مثل محمد صديق المنشاوي، الحصري، عبدالباسط، مصطفى إسماعيل، ذلك المكان الذى أتقاضى منه أجرا ضعيفا، قد يصل إلى ١٥٠ جنيها نظير القطعة الواحدة، وإنما هو بمثابة تقدير معنوي، وكان سببا فى إذاعة صيته داخل مصر وخارجها.