الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

اقرأ.. "مختصر تاريخ الصين".. رؤية غربية لأكبر كثافة سكانية بالعالم

«مختصر تاريخ الصين»
«مختصر تاريخ الصين»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
متعة القراءة لا تنتهي، فمع كل كتاب يجد المرء نفسه فى عالم جديد ومختلف، يتنقل عبر العصور والأماكن والأحداث والشخصيات، يرى ما لم يسبق له أن شاهده من قبل، ويتعرف على أناس لم يكن يتخيل وجودهم، ويواجه الكثير من الأفكار التي ربما لم يتخيل أن لها شعبية جارفة. ولأن أول كلمات القرآن الكريم كانت «أقرأ»، فعلى مدار 30 يومًا تستعرض «البوابة» ثلاثين كتابًا شيقًا، تتنوع ما بين الأعمال الأدبية والسير الذاتية والكتب الفكرية، والتى يُمكنك أن تتصفحها وتنتقل بها إلى عوالم أخرى من المتعة. 
يتميز كتاب «مختصر تاريخ الصين» لمايكل ديلون، الذى نقلته إلى العربية نانسى محمد، أنه يسرد تاريخ الصين فى شكل مختصر وتسلسل يتسم بالسلاسة بميزتين، أولاهما المصداقية، حيث إن مؤلفه أمريكى وليس صينيًّا، وبالتالى يرى الصين من منظور الآخر وليس منظور الأنا، وثانيهما هو الدقة، حيث اعتمد المؤلف على الكثير من المراجع الصينية والأجنبية التى ربما لا تتوفر لمؤرخ صينى يكتب من منظور الصين أو مؤرخ غير صينى ينظر للصين من خلال المراجع الأجنبية فقط.
الصين التى تناولها الكتاب، وتمتلك من التاريخ - بحسب إجماع المؤرخين - خمسة آلاف عام متصلة، تجمعها العلاقات التاريخية مع العرب لأكثر من ألف عام، حسب ما هو مدون بالسجلات التاريخية الصينية، لكن القارئ فى عالم اليوم، لا يعرف الكثير عن هذا التاريخ المشترك، كما تندر الأبحاث والدراسات العربية التى تتناول بشكل مفصل تاريخ علاقات الصين والعرب. 
كذلك؛ فإن هناك بعض الأبحاث الصينية الحديثة التى تعيد سرد وتأريخ الحضارتين العربية والصينية لتصل إلى نتيجة أن أوروبا الحديثة قبل مئات السنين قد اعتمدت فى نهضتها على منجزات الحضارتين الصينية والعربية، مثل الطب والكيمياء وعلوم النبات والحسابات الفلكية والزراعة وغيرها، وتشتهر الصين بأنها صاحبة أشهر أربعة اختراعات للبشرية، أو كما يسميها الصينيون «الاختراعات الصينية الأربعة الكبرى»، وهى: البارود والبوصلة والطباعة والورق، والتى نسبت بعد ذلك للحضارة الغربية وأصبحت من أهم أسباب نهضتها.
يحلل الكتاب معالم البلاد التاريخية ويسرد قصصًا عن حكامها وأشهر إنجازاتهم، فيحكى كيف تكوّن المجتمع الصينى واكتسبت ثقافته وولدت دولته الصغيرة فى بدايتها، والمدارس الفكرية الصينية الشهيرة التى ما زالت باقية حتى الآن وبداية تكونها وانتشارها، ثم عصر الصين الموحدة التى أسستها دولة «تشن»، وجاء منها اسم الصين الحالي، وأهم الأسر الصينية الحاكمة وهى أسرة «هان»، وقد جاء منها نسل ٩٣٪ من الصينيين المعاصرين - تتكون الصين من ٥٦ عرقية تُعد الهان أكبرها بتعداد يتخطى المليار نسمة - ويحكى كذلك عن الاستقرار الزراعى الذى تبعه منتوج ثقافى وفكرى شكل الجزء الأكبر من حضارة وفكر الصين الحالية.
يسرد الكتاب كذلك الحروب الطويلة والنزاعات بين ممالك الصين وعصر الممالك الثلاث، والعصر الذهبى للصين القديمة، وعصر الازدهار الذى لم يحدث له مثيل فى تاريخ الصين وهو عصر أسرة «تانغ»، الذى كانت فيه الصين إمبراطورية تصل إلى كل مكان تسقط عليه أشعة الشمس، حتى انحدار البلاد فى نهايات عصر «تانغ» وصعود أسرة «سونغ» وهى مرحلة تشبه إلى حد كبير الدولة الوسطى فى الحضارة الفرعونية.