الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

فتاوى رمضان.. من إباحة التدخين في النهار وصولًا بإفطار من يستخدم الشطاف.. 40% منها تتبع جهات غير رسمية.. وبرلماني: انتظروا قانون تنظيم الفتوى قريبًا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بين من يتداولها كسخرية وآخر يعتبرها تشددًا في الفقه، تنشط الفتاوى التي تثير الجدل عبر شاشات الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي خلال شهر رمضان عن أي وقت آخر في العام، والتي كان آخرها؛ فتوى استخدام الشطاف في رمضان، وهي التي أطلقها الداعية أنس السلطان، عبر موقع فيس بوك، ويحذر فيها من ماء شطاف دورات المياه قائلًا؛ إن ماء الشطاف إذا دخل إلى دبر الرجل أو المرأة يتسبب في إفساد الصيام.



أغرب الفتاوى الشاذة في رمضان
وشهدت السنوات القليلة الماضية عدة فتاوى عجيبة وشاذة، يطلقها من لا علم ولا سلطان لهم في الدين، وكان أبرزها؛ فتوى القيادي السلفي محمود لطفي، بأن مشاهدة دراما رمضان مكروهة إلى درجة التحريم، وفتوى أخرى للمرجع الشيعي، على الحسيني السيستاني، أباح فيها تدخين السجائر خلال نهار رمضان، وفتوى ثالثة لداعية باكستاني أجاز فيها الإفطار في نهار رمضان بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ورابعة أفتى بها أحد شيوخ الإخوان أكد فيها أن إفطار قيادات الإخوان الذين صدر ضدهم أحكام بالأشغال الشاقة حلال.
ولم يتوقف سيل الفتاوى الشاذة في رمضان على المفطرات خلال نهاره، لكن وصل بعضها حد تحريم الصلاة خلف السلفيين أو الأئمة المنتمين لحزب النور، باعتبارهم منافقين، وهي الفتوى التي أطلقها الشيخ محمد عبدالمقصود بإحدى الفضائيات التابعة للإخوان، وأيضًا تصريحات خرجت بها واحدة من المخرجات على شاشة التليفزيون تؤكد فيها أن الصيام عادة فرعونية وليس له علاقة بالدين، فضلًا عن فتاوى أُخرى عجيبة أفتى بها تنظيم داعش الإرهابي وعلى رأسها؛ إلغاء صلاة التراويح باعتبارها بِدعة، ومنع خروج النساء خلال ساعات الصيام أو استخدام هواتفهن المحمولة.



40% من الفتاوى غير رسمية
وقبل عدة أيام، كشف المؤشر العالمي للفتوى (GFI)، التابع لدار الإفتاء المصرية، أن الفتاوى الخاصة بشهر رمضان تمثِّل 20% من جملة الفتاوى الصادرة عالميًا، مؤكدًا أن المؤسسات والهيئات الدينية الرسمية تسيطر على المشهد الإفتائي في الشهر الفضيل بنسبة 60%، مقابل 40% للفتاوى غير الرسمية، والتي تمثلت غالبيتها في شخصيات ومواقع إلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي. 
وأضاف مؤشر الإفتاء أن مصر تصدرت كافة دول العالم من حيث عدد الفتاوى الخاصة بشهر رمضان بنسبة 35%، مبررًا ذلك برفع درجات الاستعداد القصوى من جانب المؤسسات والهيئات الدينية الرسمية المصرية وعلمائها عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي للموسم الرمضاني، فضلًا عن تعدد المصادر الإعلامية الناقلة للفتاوى من صحف ومجلات ومواقع وإذاعة وتليفزيون وشبكات اجتماعية وغيرها.



داعش وأكثر 10 فتاوى رمضانية شاذة
وعرض مؤشر الفتوى العالمي أكثر 10 فتاوى رمضانية إثارة للجدل بين الجماعة السلفية الجهادية وتنظيم داعش الإرهابي، والتي جاء على رأسها فتاوى؛ تحريم إمساكية رمضان التقويمية، وتحريم الزينة وفوانيس رمضان، وثالثة تقول إن التوقيت الحالي لأذان الفجر غير صحيح، وفتوى أخرى تؤكد أن استنشاق البخور في نهار رمضان من المفطرات.
كما عرض مؤشر الإفتاء أغرب 5 فتاوى رمضانية أصدرها تنظيم داعش الإرهابي، كانت أولاها؛ ضرورة إفطار أعضاء التنظيم أثناء المعارك، ومنع خروج النساء في نهار رمضان لئلا يؤدي خروجهن إلى فتنة المسلمين، وفتوى بوجوب إغلاق المحال التجارية آخر 10 أيام قبل عيد الفطر ليتفرغ المسلمون للعبادة فقط، وأخرى بأن من لا يحب التنظيم لا يُقبل صيامه، وفتوى أيضًا أصدرها التنظيم ببطلان صيام من لا ينتمي له.



قانون تنظيم الفتوى العامة
وفي ظل تصاعدت المطالب بسرعة إصدار قانون تنظيم الفتوى العامة، يقول النائب عمرو حمروش، عضو لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، إن القانون في انتظار عرضه على الجلسة العامة قريبًا، بعدما تمت الموافقة عليه من لجنة مشتركة من لجنتي الشئون الدينة والأوقاف والشئون الدستورية والتشريعية وبحضور وزير الأوقاف والمفتي الحالي والمفتي السابق والأسبق وأمين عام مجمع البحوث الإسلامية وبحضور أعضاء اللجنتين، وأنه من المنتظر مناقشة القانون في الجلسة العامة خلال دور الانعقاد الحالي.
وعن مدى فعالية القانون تنظيم الفتوى في السيطرة على الفتاوى الشاذة وتداولها عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، يوضح حمروش لـ"البوابة نيوز"، أنه بمجرد إصدار القانون سيتم ضبط منظومة الفتوى، خاصة عبر وسائل الإعلام، حتى أنه لن تجد فتوى شاذة ولا مضللة أو تدعو للعنف، خاصة أن القانون يحوي عقوبات صارمة على المخالفين تقضي بالحبس 9 أشهر وغرامة 5 آلاف جنيه لغير المصرح لهم بالفتوى مما يساهم في ضبط الفتوى عبر وسائل الإعلام.