الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

اقرأ| "ديني ودين الناس".. كتاب يؤكد ضرورة تجديد الخطاب الديني

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
متعة القراءة لا تنتهي، فمع كل كتاب يجد المرء نفسه فى عالم جديد ومختلف، يتنقل عبر العصور والأماكن والأحداث والشخصيات، يرى ما لم يسبق له أن شاهده من قبل، ويتعرف على أناس لم يكن يتخيل وجودهم، ويواجه الكثير من الأفكار التي ربما لم يتخيل أن لها شعبية جارفة. ولأن أول كلمات القرآن الكريم كانت «أقرأ»، فعلى مدار 30 يومًا تستعرض «البوابة نيوز» ثلاثين كتابًا شيقًا، تتنوع ما بين الأعمال الأدبية والسير الذاتية والكتب الفكرية، والتى يُمكنك أن تتصفحها وتنتقل بها إلى عوالم أخرى من المتعة. 
يندرج كتاب «دينى ودين الناس» للباحثة الدكتورة هبة شريف تحت علم الاجتماع الدينى، حيث يتناول تعامل المصريين مع الدين، ويربط ذلك برؤى الفلاسفة والمفكرين وعلماء الاجتماع، ويمزج بين الرؤى الشخصية والتحليلية ورؤى الآخرين، لتوضيح دور الدين فى حياة المصريين، وتحوله من حالة ثورية إلى حالة استسلام بالقضاء والقدر والمكتوب، وحالة التدين التى تسود البرامج التليفزيونية والصحف والكتب والأفلام والمسلسلات.
تتساءل شريف فى الكتاب «لماذا قاوم المسلمون الحداثة؟»، وهذه المقاومة لا تعنى العداء لقيمها الإيجابية، لكن تعنى مقاومة النظام الاقتصادى والسياسى المجحف الذى تفرضه الدول الحديثة على البلاد الأخرى «فلا يحتاج الإنسان أن تكون خلفيته إسلامية ليعرف أن الدول الحديثة تسعى وراء فرض هيمنة اقتصادية وسياسية ليست فى صالح المجتمعات الأضعف»، وفق ما يقول الدكتور خالد عزب فى حديثه عن الكتاب.
وأكدت شريف هناك بالفعل جزء كبير من المصريين يعتمدون على فهمهم الفطرى الخاص للدين ولا يتبع المؤسسة الدينية الرسمية أو الخطاب المتطرف للأصوليين المتشددين؛ كما ترى أن همّ الناس الأساسى هو العثور على من يقدم ويشرح لهم دينهم فى تفاعله مع واقعهم المعاصر بلا تطرف وبلا نفاق أيضًا. وتسرد شهادتها حول التعليم الدينى فى المدارس، فتذكر أنها كانت تضرب أخماسًا فى أسداس فى حصة الدين بينما مدرِّسة الدين كانت تبذل كل جهدها لترد على أسئلة البنات التى لا قبل لها بها، ولم يحدث أن نهرت طالبة على سؤال قد يكفرها عليه أحد الشيوخ الكبار والدعاة الشيك فى هذا الزمان، وكان من بين الأسئلة سؤال لم تستطع المدرسة أن ترد عليه، حول الأوثان وعبادة قريش للأصنام، مفاده كيف يعبد الناس ما لا يضر ولا ينفع، وكيف وقريش وسادتها من الأذكياء وعلية القوم، غير قادرين على التفكير المنطقي؟ فكيف يكفرون بهذه الفكرة المنطقية البسيطة التى جاء بها النبى «محمد» وهى أن آمنوا بالله الذى خلق كل شيء فى حين أن الأصنام لا تستطيع حتى تحريك نفسها، فلم تستطع المدرسة الإجابة إلا بجملة «فأغشيناهم فهم لا يبصرون» أى أن الله طبع على قلوب هؤلاء الناس فلم يؤمنوا؛ تقول «لم تشرح لنا المدرسة أن الإسلام كان ثورة اجتماعية حقيقية فى الجزيرة العربية، لأنه جاء بغرض مساواة الناس جميعًا، فطبقًا لتعاليم الإسلام فالناس سواسية كأسنان المشط، ولا فرق بين السادة والعبيد، ولا بين الرجال والنساء، ولا بين الأعجمى والعربى إلا بالتقوى، وقد فرض الإسلام على العبد والمرأة ما فرضه على السيد والرجل. الصلاة واحدة للعبد والمرأة والسيد، الصوم واحد للعبد والمرأة والسيد، والتقوى هى أساس الفرق بين الناس وليس المال ولا الجاه ولا السطوة ولا الثروة ولا الجنس. ما كانت قريش وسادتها يحاربونه لم يكن الإيمان بوجود إله، فهم كانوا مؤمنين بوجود الله بكلام القرآن نفسه. فالآية القرآنية تقول: «ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله» (سورة العنكبوت، الآية ٦١).