الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

في صحبة "بيدبا" الأسد والجمل "1"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
زعموا أن أسدًا كان له أصحاب ثلاثة: «ذئب وغراب وابن آوى»؛ وأن رعاة مروا بذلك الطريق، ومعهم جمالٌ، فتخلف منها جمل، فدخل تلك الأجمة حتى انتهى إلى الأسد؛ فقال له الأسد: من أين أقبلت؟ قال: من موضع كذا، قال: فما حاجتك؟ قال: ما يأمرنى به الملك. قال: تقيم عندنا فى السعة والأمن والخصب. فأقام الأسد والجمل معه زمنًا طويلاً. 
ومضى الأسد فى بعض الأيام لطلب الصيد، فلقى فيلاً عظيمًا، فقاتله قتالًا شديدًا؛ وأفلت منه مثقلاً مثخنًا بالجراح، يسيل منه الدم، وقد خدشه الفيل بأنيابه، فلما وصل إلى مكانه، وقع لا يستطيع حراكًا، ولا يقدر على طلب الصيد؛ فلبث الذئب والغراب وابن آوى أيامًا لا يجدون طعاما: لأنهم كانوا يأكلون من فضلات الأسد وطعامه؛ فأصابهم جوع شديد وهزالٌ، وعرف الأسد ذلك منهم؛ فقال: لقد جهدتم واحتجتم إلى ما تأكلون، فقالوا لا تهمنا أنفسنا لكنا نرى الملك على ما نراه، فليتنا نجد ما يأكله ويصلحه. 
قال الأسد: ما أشك فى نصيحتكم، ولكن انتشروا لعلكم تصيبون صيدًا تأتوننى به؛ فيصيبنى ويصيبكم منه رزق.
فخرج الذئب والغراب وابن آوى من عند الأسد؛ فتنحوا ناحيةً، وتشاوروا فيما بينهم، وقالوا: مالنا ولهذا آكل العشب الذى ليس شأنه من شأننا، ولا رأيه من رأينا؟ ألا نزين للأسد فيأكله ويطعمنا من لحمه؟ قال ابن آوى: هذا مما لا نستطيع ذكره للأسد: لأنه قد آمن الجمل، قال الغراب: أنا أكفيكم أمر الأسد. 
فانطلق فدخل على الأسد.. يتبع