الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

اقرأ| "المكشوف والمحجوب".. تاريخ العلاقة بين البشر والملابس

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
متعة القراءة لا تنتهي، فمع كل كتاب يجد المرء نفسه فى عالم جديد ومختلف، يتنقل عبر العصور والأماكن والأحداث والشخصيات، يرى ما لم يسبق له أن شاهده من قبل، ويتعرف على أناس لم يكن يتخيل وجودهم، ويواجه الكثير من الأفكار التي ربما لم يتخيل أن لها شعبية جارفة. ولأن أول كلمات القرآن الكريم كانت «أقرأ»، فعلى مدار 30 يومًا تستعرض «البوابة» ثلاثين كتابًا شيقًا، تتنوع ما بين الأعمال الأدبية والسير الذاتية والكتب الفكرية، والتى يُمكنك أن تتصفحها وتنتقل بها إلى عوالم أخرى من المتعة.
«كل إنسان يأتى إلى العالم عاريًا، وكان أسلافنا الأقدمون يتجولون دون قطعة قماش مخيطة عليهم».
تحاول الباحثة الهولندية «مينيكه شيبر» فى كتابها «المكشوف والمحجوب.. من خيط بسيط إلى بدلة بثلاث قطع»، والذى نقله إلى العربية المترجم والشاعر عبدالرحيم يوسف، إجابة سؤال وصفته بأنه «مثير للاهتمام»، وهو «كيف ولماذا نغطى أنفسنا؟» لتحاول توضيح العديد من الأفكار التى أصبحت من كثرة تداولها وقِدمها أشبه ما تكون بأنها حقائق مسلم بها، مثل أن النساء وحدهن هن المسئولات عن التحرش من قِبل الرجال.
تتبع الكتاب الطريق الطويل الذى خاضته البشرية منذ أن كان جميع البشر عراة ويرون أن الملابس ثقيلة وتمحو الهوية الخاصة بكل طائفة أو قبيلة، وحتى صار ارتداء الملابس عادة بشرية تقليدية. تحولت الملابس كذلك من قطع يضعها الإنسان على جسده لحمايته من الطقس سواء فى أوقات الحر أو البرد، أو يرتديها للمشاركة فى طقس احتفالى ما، أو حتى للفت انتباه الجنس الآخر، إلى أن صارت عنوانًا أو بطاقة شخصية يقرأها الآخرون من النظرة الأولى لتُفصح عن الكثير من شخصيته أو انتماءاته، مثل النوع، العرق، المهنة، الدين، الجاذبية، اضطرابات الأكل وعادات الشرب، وضبط النفس؛ هكذا يُصدر الآخرون أحكامهم الأولية بناء على هذا المظهر، والتى تعنى الرفض أو القبول والدمج وسطهم، وقد خُلصت «شيبر» إلى أن «قبول التنوع الثقافى ليس أمرًا بديهيًا تمامًا». تستعرض «شيبر» كذلك فى كتابها تحول البشرية من فكرة أنه ليس لما يرتديه الإنسان، سواء كان رجلاً أو امرأة، أية علاقة بالعفة، إلى أن صارت هناك قاعدة صارمة هى «لا بد أن يجد كل جيل تسوية خاصة به ما بين الفضحائية والعفة»، والتى تعتمد فى إثبات صحتها على الملابس؛ تقول «حُملت تغطية الجسد عبء ضمان العفة المستحيل، أو على الأقل قُصد بها أن تقاوم الميول الفاسقة»، وكانت النتيجة التى يعرفها البشر الآن، أن هناك فى كل مجتمع قواعد مكتوبة وغير مكتوبة لتغطية العرى البشرى بهدف واحد «أن تحدد أين تنتهى العفة ويبدأ الفسق».