الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

«الراعى القاتل».. اختفاء 3 «خراف» وراء مقتل طفل «أبوالنمرس».. والدة الضحية: القاتل عذب طفلى بـ«الخرزان» داخل عشة.. والمتهم: كنت بأدبه عشان سرقنى

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صوت ضعيف يتألم، يستغيث، نبرته البريئة تترجى من يسمعها لعله ينتبه، ويتحرك لينقذه، قليلون من سمعوا الصوت، تحركوا نحو العشة القديمة ليجدوا راعى الغنم يعتدى بقوة على طفل صغير عمره لم يتجاوز 10 سنوات، منعهم من إنقاذه، بحجة أنه والده، وأن هذه طريقته فى تربيته، فجأة توقف الصوت من داخل العشة، وبعد 4 ساعات، جاء صوت جديد لا يتوقف عن البكاء و«العويل»، من أمام مستوصف طبى بالطريق، إنها أم الطفل تبكى وتصرخ بحسرة، أمير مات، ولفظ أنفاسه على يد الراعى الذى قتله بالعشة، وألقاه داخل المستوصف وهرب، ليقوم الأهالى بالإمساك به وتسليمه لرجال المباحث ويعترف بارتكابه الجريمة.


انتقلت «البوابة» إلى مسرح الجريمة، بمنيل شيحة بالجيزة، قرية الطفل لكشف كواليس الواقعة المأساوية.
مشاهد الجريمة النكراء عالقة فى ذهن الجميع بالقرية، فالجميع بيأس وحسرة يروى تفاصيلها وكواليسها، وكأن تلك النار التى حرقت قلب الأم تسربت إلى قلوبهم فأحرقتها وأوجعتهم، والأم لا تتوقف عن ترديد عبارات الدعاء على المتهم «ربنا يحرق قلبه زى ما حرق قلبى، مش هيهدى بالى غير لما أشوفه متعلق فى حبل المشنقة».
بدأت الواقعة عندما جاء صوت من الخارج، ينادى على أمير صاحب العشر سنوات من شقته بالطابق الثالث، حيث راعى الغنم الذى طلب من الطفل النزول إليه ثم سلمه مفتاح العشة الموجودة فى مكان مجاور للزراعات، وطلب منه أن يأخذ الحمار ويعود به إلى العشة، ولكن يبدو أن الطفل لم ينفذ ما طلبه منه ذلك الراعى، فعاد بعدها بدقائق، ليسأل عن الطفل بالمنزل، فأخبروه بأنه ليس هنا، فاستشاط غضبًا وعاد إلى منزله المجاور لمنزل الضحية ليخبر زوجته قائلًا «لو شوفته هموته»، ومع مرور الدقائق يرتفع الصوت، سمعه عدد من الأهالى والجيران، ليسرعوا نحو العشة بجوار الزراعات، نحو مصدر الصوت، حيث راعى الغنم ممسكًا بالطفل أمير، يضربه دون توقف، تدخلوا محاولين إنقاذه ولكنه أخبرهم كذبًا بأنه نجله وأنه يريد تربيته.
سقط الطفل أرضًا، ولم يتحرك قلب المتهم أمام أمنيات أمير الأخيرة وهو يموت من شدة الضرب المتواصل «هاتلى أمى، عايز أشوفها..»، ولم تمر سوى ثوانى قليلة على رسالة الطفل الصغير البرىء الضعيف حتى استشعر نهايته مرددًا: «سلملى على أمى».. ومات، مات الأمير على يد الراعى».


علامات الضرب على جسد الطفل أمير تملؤه بالكامل، فتحول من اللون الأبيض إلى الأحمر، وظهرت الهالة الحمراء حول يديه بعدما فك ذلك الحبل اللعين الذى كان يقيده به، أسرع به نحو المستوصف الطبي، بعدما لفظ أنفاسه الأخيرة، وقد لف ملاءة حول جسده، توجه به وهو يعلم بأنه ميت، الطبيب سرعان ما اكتشف أن الطفل متوفى، عقب فحصه، ليصرخ خارج المستوصف أن يمسكوا المتهم، وبالفعل طارد الأهالى المتهم وأمسكوه وسلموه لرجال المباحث.
عادت الأم من عملها بالخارج، لتفاجأ برجال المباحث الذين اصطحبوها للتعرف على جسد طفلها بالمستوصف، لتكتشف الفاجعة، أمير قتيلًا، تغيرت ملامحه من شده التعذيب والضرب، ثم استفاقت على الفاجعة، ومنذ دفن نجلها وهى تبكى وتصرخ حتى اختفى صوتها.
الأم تروى حكاياتها مع قرة عينها، قائلة: «كل هواياته فى حياته القصيرة، أن يمتطى حمار الراعى، ذهابًا وإيابًا أثناء رعايته للغنم والماعز، وكم كان لتلك الهواية اللعينة التأثير السلبى عليه الذى جعله يكره الذهاب إلى مدرسته، وكان يستغل الراعى حب نجلها لامتطاء حماره، فسخر الطفل لخدمته فى رعاية الغنم مقابل تحقيق أمنيته، ويكون جزاء الصغير الموت ضربًا، دون أن ينقذه أحد من بين يديه، فألقاه داخل ترعة بعد أن قتله، ليخرجه منها حتى يظهر الأمر بأنه غرق وليس اعتداء وقتل، مطالبة بإعدام المتهم حتى تهدأ نارها وتبرد.
تحقيقات نيابة مركز الجيزة، كشفت كواليس وتفاصيل مهمة فى الجريمة، حيث اعترف المتهم بارتكابة الجريمة مشيرًا إلى أنه لم يكن يريد قتل الطفل، ولكنه كان يؤدبه فقط، ليخبره بمكان الأغنام المختفية، قائلا: «كنت بأدبه عشان يعرفنى مكان المعزتين».
وأضاف المتهم، أن يوم الواقعة اعتقد أن الطفل اشترك مع أحد لسرقة الأغنام، حيث إنه اكتشف اختفاء ٣ أغنام، وبعدها قمت بالاعتداء وعليه وألقيته أمام مستوصف بأبو النمرس، حتى يقوم الأطباء بمساعدته وإنقاذه، وبالفحص تبين أن الجثة لطفل يدعى «أمير. ا. ا»، يبلغ من العمر ١٠ سنوات، طالب، مصاب بكدمات متفرقة، وآثار تعذيب بمختلف أنحاء جسده، كما أن المتهم يدعى يدعى «رجب. م. س»، ٢٤ عامًا.