أصبحت مشكلة مكامير الفحم بمحافظة القليوبية، أزمة غير قابلة للحل، عجزت أمامها الأجهزة التنفيذية بوزارة البيئة والمحافظة، وأصبح الخاسر الأكبر فى هذه الأزمة هم مواطنو المحافظة، الذين تقتلهم أدخنة وسموم المكامير بالبطيء، ومطالبات الأهالى بوضع حل جذرى لتلك المشكلة.
وعود وقرارات وعمليات تطوير لم تنفذ، ملخص حال مكامير الفحم المنتشرة بمدن ومراكز المحافظة، بعد الوعود التى أطلقتها وزارة البيئة ومحافظة القليوبية للعمل على تطوير مكامير الفحم والعمل على جعل مكامير الفحم صديقة للبيئة، تبعها شن حملات يومية لإطفاء المكامير، والتى لم تستغرق سوى بضعة أيام، شرع بعدها أصحاب المكامير ببنائها مرة أخرى بزعم أنها مطورة، ليزداد عدد المكامير عن ذى قبل فى ظل غضب واستياء الأهالى.
فى سياق متصل، أرسلت جمعية أصدقاء البيئة بالقليوبية خطابات عاجلة لرئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، ووزارة البيئة، ووزارة التنمية المحلية، للتدخل بشكل سريع لمواجهة الأزمة والتحقق من مدى تطبيق القرار رقم ٢٩١٤ لسنة ٢٠١٦، بشأن تقنين المكامير العشوائية والتخوف من انتشارها من جديد جراء عدم تطبيق المعايير اللازمة فى عملية التقنين.
«ضحكوا علينا بالمكامير المطورة»، هكذا بدأ «محمود غالي»، أحد أهالى قرية أجهور الكبرى حديثه لـ«البوابة نيوز»، مشيرًا إلى أن الوضع أصبح أكبر خطورة عن ذى قبل، موضحًا أن أصحاب المكامير لم يطبقوا الشروط اللازمة خاصة فى جزئية تقدير مسافة ٥٠٠ متر من أقرب كتلة سكنية قديمة، وهو ما جعل وجود المكامير وسط الكتل الجديدة المقامة منذ سنوات أمرًا قانونيًا والأهالى هم من يدفعون الثمن.
وأضاف على عبدالمقصود، أن أصحاب المكامير المطورة يقومون بفتح الأبواب لتهوية الأفران فى أوقات متأخرة من الليل، خوفًا من ضغط الدخان، بسبب زيادة كمية الحرق لإنتاج كميات كبيرة من الفحم، مشيرًا إلى أننا نقوم بغلق الأبواب والشبابيك ليلًا دون فائدة الأمر الذى تصبب فى إصابة العديد من الأطفال والشيوخ بأمراض الصدر. وطالب إيهاب علي بتفعيل النبطشيات الموجودة بالوحدات المحلية للتعامل مع أى بلاغ يخص شكاوى بشأن مكامير الفحم، وتطبيق كل شروط الأمن والسلامة الخاصة بتطوير المكامير والحد من الانبعاثات السامة والسموم التى تخرج من المكامير حفاظًا على صحة أبنائنا.
