رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

معبد نفرتاري يتصدر خارطة السياحة بأبوسمبل.. الملك رمسيس الثاني عشق الملكة "حلاوتهم" وشيد لها مبنى لم تزره في حياتها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عشقها الملك رمسيس الثانى وشيد لها معبدًا يحمل اسمها سجلت على جدرانه قصة حبهما منذ أكثر من ٣ آلاف عام، وأبرزت جمالها العديد من المناظر، وهى تقدم القرابين للآلهة، وفى يدها «الصلصلة» تعزف الموسيقى، ويعلو رأسها تاج الآلهة حتحور آلهة السماء، والحب، والجمال، والأمومة والموسيقى.


هى الملكة نفرتارى أثيرة الملك رمسيس الثانى ومعشوقته والتى سجل لها نص إهداء المعبد: «هذا الأثر العظيم من أجل الزوجة الملكية العظمى نفرتارى، والتى من أجلها تشرق الشمس».
قال الدكتور أحمد صالح، الباحث الأثرى، إن معبد نفرتارى بأبوسمبل هو النموذج الثانى فى التاريخ بعد الملك أمنحتب الثالث عندما بنى لزوجته الملكة تى معبدًا لها فى السودان، فيعد معبد نفرتارى النموذج الثانى لملك يشيد لملكة معبدًا من أجلها فى بلاد النوبة.
واضاف الباحث الأثرى أن الملك رمسيس التانى وزوجته الملكة نفرتارى كانت بينهما قصة حب وأنها الزوجة الثانية للملك تزوجها بعد زوجته الأولى الرسمية هى ست نفرت التى تحمل الدم الملكى، ولكن من عشقها الملك هى الملكة نفرتارى، لافتًا إلى أن لها مقبرة من أهم وأجمل المقابر فى مصر التى فى وادى الملكات بالأقصر، وأشار دكتور أحمد صالح إلى أن نفرتارى كلمة مصرية قديمة تعنى جميلة الجميلات أو حلاوتهم.
ويقول الباحث الأثرى إن فى واجهة معبد نفرتارى بأبوسمبل توجد ٤ تماثيل للملك رمسيس الثانى وتمثالان لنفرتارى، وله ١٢ منظرًا داخل المعبد، وهى ٧ مناظر فقط.


ويتكون المعبد من الواجهة وتوجد بها ٦ تماثيل وبعدها صالة أعمدة تسمى صالة الأعمدة الحتحورية وسميت بذلك لأن كل عمود أمامه شكل الإله حتحور والمعبد فى الأصل موجه لشخصيتين، الشخصية الأولى إله الحب والجمال والموسيقى والرقص فى مصر القديمة حتحور ولزوجة الملك رمسيس الثانى الملكة نفرتارى وبعد صالة الأعمدة الحتحورية توجد صالة مستعرضة طويلة، وفى نهاية المعبد يوجد قدس أقداس صغير، ويتميز المعبد بميزة جميلة، وهى ميزة الأنثوية فى الفن وليونة فى الرسومات.
وأردف: يوجد فى واجهة المعبد أجمل تمثال ومكانه هو الثانى على الجانب الأيمن يمثل الملكة نفرتارى بملابس شفافة طويلة، وتمسك بيديها الصلصلة، وهى رمز من رموز الإله حتحور لطرد الأرواح الشريرة وتظهر ملامح الملكة نفرتارى فى هذا التمثال ملامح دقيقة وجميلة وجهها مدور شفايفها صغيرة والأنف صغيرة، أما أسفل أرجل التماثيل فتوجد تماثيل أبنائهم الـ٦، وهم ٤ أولاد وبنتان، ومنهم ابنتهما الشهيرة جدًا ميرت آمون والتى يوجد لها تمثال ضخم شهير فى أخميم بسوهاج، وكانت ترث عن والدتها الجمال.
وأوضح أن صالة الأعمدة الحتحورية بها العديد من المناظر التى يظهر فيها الملك مع الآلهة ومناظر أخرى للملكة مع الآلهة واقفة أمام الآلهة عنقت آلة الشلال الأول تقدم لها الزهور والصلصلة ومنظر آخر للملك يقف بين الهين يضعا التاج المزدوج على رأسه ومنظر آخر للملكة تضع على رأسها التاج الحتحورى، وهو عبارة عن قرنين بقرة وبينهما قرص شمس تعلوهما ريشتان.


وقال الباحث الأثرى: عندما افتتح المعبد لم تكن الملكة نفرتارى فى الاحتفالية، لكنها كانت تجلس فى مركب فى النيل أمام المعبد لمرضها، ولم تطأ قدماها المعبد حتى وفاتها عقب الافتتاح بفترة، وكان المعبد آخر شيء رأته قبل وفاتها، وكانت هذه المعلومات قد سجلها مرافق الملكة نفرتارى خلال مرضها «حقانخت النوبى والابنة كانت مكلفة بمرافقة والدها الملك رمسيس الثانى بافتتاح المعبد».
وأضاف: من الجميل بين الزوجة الأولى للملك رمسيس الثانى والزوجة الثانية أن كل زوجة سمت ابنتها باسم الأخرى ما يدل على وجود علاقة ود بينهما بعيدًا عن مشاحنات الزوجات المعروفة، وكانت الملكة نفرتارى ترافق زوجها فى كل مكان، وكانت مميزة فى الرسومات، حيث كانت ترافق زوجها فى كل الاحتفالات والشعائر الدينية والطقوس فى المعابد.
وأشار إلى أنه من المميز أيضًا فى تمثيل الملكة نفرتارى بالتماثيل فى واجهة المعبد بأبوسمبل أن جاء طولها مساوٍ لطول الملك رمسيس على غير المتعارف علية فى تماثيل زوجات الملكوك، حيث يكون تمثال أى ملكة أقصر من زوجها، وهذا دليل على مكانة الملكة نفرتارى عند الملك رمسيس الثانى واصفًا علاقتهما بالعشق والهيام.
وأوضح أن الأسرة الـ١٨ كان تتميز بعشق وحب الملوك لزوجاتهم فكانا والدا الملك أخناتون الملك أمنحتب الثالث الملكة تى يحبان بعضهما الآخر، وبعدهما الملك أخناتون والملكة نفرتيتى، وبعدهما توت غنخ أمون وزوجته ثم أخيرًا الملك رمسيس الثانى والملكة نفرتارى.