السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

وزير الصناعة اليمني لـ"البوابة نيوز": مصر سياج الأمان للأمة العربية.. اليمن يعيش أكبر كارثة إنسانية جراء الانقلاب الحوثي.. والقمة العربية اهتمت بقضية حماية الأطفال من تجنيد الميليشيات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد محمد الميتمي، وزير الصناعة والتجارة اليمني، أن مصر لها مكانة خاصة فى قلوب اليمنيين، وهى القلب النابض للأمة العربية، مشيدا بالتطورات الاقتصادية الجارية فى مصر، مشددا على أن مصر هى السياج الأمين للأمة العربية كلها.
وقال فى حواره إلى «البوابة نيوز» إن الشعب اليمنى يعانى أهوال الانقلاب الحوثي، الذى دفع به إلى حافة أكبر كارثة إنسانية فى العصر الحديث، مشيرًا إلى أن هناك اثنين وعشرين مليون يمنى من أصل تسعة وعشرين مليونا يعانون من نقص «الأمن الغذائي» منذ الانقلاب الحوثي، كما أن هناك أكثر من نصف مليون لاجئ فى ملاذات خارج اليمن، كذلك فإن الناتج المحلى الإجمالى قل بأكثر من نصف قيمته، وفيما يلى نص الحوار.


■ ماذا عن حقيقة الأوضاع الآن فى اليمن فى ظل استمرار جماعة الحوثى فى الانقلاب على الشرعية؟
- للأسف لا يزال اليمن يعانى جراء الانقلاب البغيض، وقد أثخنته الجراح خلال السنوات الأربع الأخيرة، منذ وقوع الانقلاب البغيض على الشرعية فى الحادى والعشرين من سبتمبر عام ٢٠١٤، ومنذ ذلك التاريخ والشعب اليمنى يعانى أهوال ذلك الانقلاب، الذى دفع به إلى حافة أكبر كارثة إنسانية فى العصر الحديث، فهناك اثنان وعشرون مليون يمنى من أصل تسعة وعشرين مليونًا يعانون من نقص «الأمن الغذائي» منذ الانقلاب الحوثي، كما أن هناك أكثر من نصف مليون لاجئ فى ملاذات خارج اليمن، كذلك فإن الناتج المحلى الإجمالى انخفض بأكثر من نصف قيمته، وفقد الملايين وظائفهم، وبالتالى فإن ٦٠٪ من قوة العمل باتت بلا عمل بعد الانقلاب.
■ كيف تقيم مخرجات القمة العربية فى تونس بشأن الأزمة اليمنية؟
- فى الواقع هذه واحدة من أهم القمم العربية التى تبحث موضوعات دقيقة وحساسة، وأخذت مداولات كبيرة فى بعض القضايا خاصة الاجتماعية والإنسانية، وعلى رأسها أزمة تجنيد الأطفال فى الصراعات والحروب، والتى يعتبر اليمن أحد ضحاياها، وكذلك هناك دول عربية أخرى تعانى صراعات مسلحة لأسباب مختلفة، وللأسف أكثر ضحايا هذا الصراع النساء والأطفال.
■ وما هى سبل مواجهة أزمة تجنيد الأطفال فى دول الصراعات؟
- ركزت القمة العربية على السبيل المثلى لحماية الأطفال من تجنيد العصابات والميليشيات وحركات التمرد الإرهابية التى لا تعير انتباها للقيم الإنسانية أو القوانين الدولية أو المحلية، وقد اتفق وزراء الاقتصاد العرب فى اجتماعهم التحضيرى للقمة على أن تولى هذه القمة رعاية خاصة لقضية تجنيد الأطفال.
■ ما هو المطلوب عربيًا لإعادة الإعمار فى اليمن وإصلاح ما دمرته الحرب؟
- بالطبع من أهم أولوياتنا فى اليمن إعادة إعمار ما دمرته الحرب، وقد تصدرت قضية إعادة إعمار اليمن مباحثات القمة الاقتصادية فى بيروت التى عقدت فى يناير الماضي، وتقدر المرحلة الحالية من الإضرار بأكثر من مائة مليار دولار لإعادة إعمار اليمن، وللأسف مع استمرار هذه الحرب سوف تزداد تكاليف إعادة الإعمار، ولهذا فإن الحكومة اليمنية الشرعية تعمل مع شركائها لإنهاء هذه الحرب، لأنه كلما طالت هذه الحرب كلما كانت التكلفة الاقتصادية والاجتماعية أخطر.


■ ولكن كيف يمكن إعادة الإعمار فى ظل استمرار الحرب الحالية وتداعياتها على اليمن؟
- الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادى تدعو وتنادى لسرعة إحلال السلام فى اليمن على أسس ومرجعيات واضحة، لكن الأهم فى الأمر أن المنطقة العربية عامة، وخاصة البلدان التى عانت من الصراعات تعانى الدمار الشامل، والذى يتطلب إعادة الإعمار فيه ما يتجاوز تريليون دولار وفقا للتقديرات، حيث أتى الانقلاب المدمر على الأخضر واليابس.
■ إلا ترى أن التدخلات الخارجية فى الشأن اليمنى تزيد من تأجيج الأزمة؟
- بالطبع، فدائما ما تفتح الحروب المجال للتدخلات، فجميع الصراعات فى العالم تتدخل فيها دول أخرى حتى من أتفه المنظمات وأصغرها حجمًا، فالتحصين الرئيسى للأوطان من التدخلات الخارجية هو السلام والسلم الاجتماعى، حيث تتعرض الأنظمة العربية لاختراق حقيقي، ونحن الآن فى أمس الحاجة لأن نعمل على أرض الواقع ونحرك المياه الراكدة.
■ تحصين الدول يكون بالسلام والسلم الاجتماعي، ولكن كيف يتأتى هذا فى ظل إصرار جماعة الحوثى على الانقلاب وعدم الاستجابة لنداءات السلام؟
- مع الأسف.. القوى التى انقلبت على الشرعية حتى الآن لم تستجب لنداء السلام، ومع ذلك لا يزال البحث عن الخيارات السلمية قائمة، فلا نرغب أن تسيل قطرة دماء لأى يمنى ومسئولية الحكومة الشرعية هى الحفاظ على دماء اليمنيين وتأمين سلامتهم وحياتهم، لذلك نداء السلام هو النداء الأبرز للحكومة الشرعية، لذلك ما زالت الحكومة اليمنية تبحث كل الخيارات السلمية وتدعو الشركاء الإقليميين والدوليين إلى إجبار الحوثيين على الاستجابة لنداء السلام.
■ ماذا عن الدور المصرى بشأن الأزمة اليمنية؟
- مصر لها مكانة خاصة فى قلوب اليمنيين، وهى القلب النابض للأمة العربية، وأنا أتابع التطورات الاقتصادية الجارية فى مصر وتحسن الجنيه وانخفاض التضخم وتراجع معدل البطالة والإصلاحات الاقتصادية الأخيرة أدت الى تقدم اقتصادى، وأتوقع لمصر خلال ٥ سنوات مستقبلا زاهرا جدا، ونحلم بأن تكون مصر السياج الأمين للأمة العربية كلها، فمصر كانت دائما وأبدًا عبر التاريخ أول دولة عربية وقفت مع اليمن فى ثورة ١٩٦٢ والدماء الطاهرة المصرية صبغت لون الأرض اليمنية من أجل قيام الجمهورية والحفاظ عليها، وهى اليوم كذلك، فلا أحد يستطيع أن يزايد على دور مصر القومى ومصر هى محور النظام الإقليمى العربى وهى ركيزة الأمن القومى العربي.