الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

حالة من الحذر تسود غزة إزاء رد فعل إسرائيلي "متوقع" بعد صاروخ تل أبيب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تسود حالة من الترقب والحذر الشديدين قطاع غزة ، وسط مخاوف من احتمال قيام إسرائيل برد عسكري موسع على القطاع، جراء سقوط صاروخ على أحد المنزل شمال تل أبيب ، وذلك رغم عدم تبني أية جهة فلسطينية المسئولية عن إطلاق الصاروخ .
وقال عضو حركة "فتح " ومنظمة التحرير الفلسطينية سفيان ابو زايدة ، إن الصاروخ الذي أطلق فجر اليوم الاثنين، من غزة ليسقط فوق سطح أحد المنازل شمال تل أبيب يعتبر تطورا خطيرا في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.
وأضاف في سياق تعليقه على إطلاق الصاروخ - أنه ليس من المعروف بعد ما إذا كان إطلاق الصاروخ جاء بقرار كرد على ما يحدث بحق الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، خاصة التطورات التي تجري في سجن "كتسيعوت " في النقب ، والتي أدت إلى حدوث إصابات خطيرة في صفوف الأسرى بعد طعن اثنين من "السجانين " أحدهما إصابته خطيرة، أم أن هناك ظروفا أخرى أدت إلى إطلاقه .
ولفت - في هذا الصدد - إلى أنه حدث قبل عام أن أثرت حالة الجو ، وأدت إلى إطلاق صاروخ باتجاه مدينة السبع ، أسفرت عن حدوث إصابة مباشرة لأحد المنازل.
واعتبر أن هذا التوقيت يعد قاتلا بالنسبة لإسرائيل ، حيث يحدث ذلك قبل أسبوعين فقط من إجراء الانتخابات العامة، ولا ترغب اسرائيل في الدخول في معركة قبل إجرائها ، مشير إلى أن الصاروخ تم إطلاقه ، ودوت صافرات الإنذار في معظم أنحاء إسرائيل ، بينما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والذي يشغل أيضا وزيرا للدفاع في (واشنطن ) للقاء حليفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتوقع أبو زايدة ، أن يكون هناك رد أكثر عنفا من قبل إسرائيل مما كان في السابق، بغض النظر عما إذا كان الصاروخ أطلق نصرة للأسرى ، أو أطلق نتيجة حالة الجو، لاسيما وأن إسرائيل تنظر بخطورة شديدة لهذا التطور ، مؤكدا أن طبيعة الرد الإسرائيلي وقوته ستحدد التطورات التي ستحدث فيما بعد .
ومن جانبه ، قال السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة "الأمة " عدنان أبو عامر ، إنه من الصعب تقديم تقدير موقف دقيق حول التبعات المتوقعة لإطلاق الصاروخ ، مشيرا إلى أن سقوط الصاروخ في قلب إسرائيل ، وقبل أقل من أسبوعين على يوم الاقتراع، يحمل مضامين تهديدية لمستقبل نتنياهو السياسي
ولفت إلى أن مشاهد الدمار الذي لحق بالمنزل ستتصدر الدعاية الانتخابية لخصومه، محذرا من أن أي تصعيد في غزة قد يزيد من تكرار هذه المشاهد، وربما أصعب، مما سيشغل تفكير نتنياهو في طريق عودته من واشنطن في الساعات القادمة.
وعلى صعيد متصل ، أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق عدة مناطق وإعلانها "عسكرية مغلقة " في منطقة "غلاف غزة"، بما في ذلك شاطئ "زيكيم " والمناطق المتاخمة ل"نحال عوز " و"نتيف هاتسرا" ، كما أفادت القناة "13" الإسرائيلية .
وكان الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي قد اتهم حركة "حماس " بالمسئولية عن إطلاق الصاروخ الذى ضرب شمال تل أبيب بمدى 120 كيلومترا.
وأضاف الناطق أن جلسة تقدير للموقف تجري الآن بين رئيسي الأركان لجيش الاحتلال ، وجهاز "الشاباك" الأمن الداخلي ، حيث تقرر إرسال قوات إضافية إلى حدود غزة، وأن الجيش مستعد لكل الاحتمالات.
وأعلن جيش الاحتلال نشر كتيبتي مشاة، مشيرا إلى أنه بدأ بتحريك عدد من قوات الاحتياط باتجاه الحدود مع قطاع غزة ، فيما أعلن نتنياهو نيته اختصار زيارته لواشنطن وإنه سيعود إلى إسرائيل عقب لقائه الرئيس الأمريكي في وقت لاحق اليوم، مهددا بأنه سيرد بقوة على إطلاق الصاروخ.
وكان من المقرر أن تستمر زيارة نتنياهو للولايات المتحدة حتى يوم الخميس المقبل، على أن يعود إلى إسرائيل يوم الجمعة، حيث كان من المقرر أن يلتقي عددا من المسؤولين الأمريكيين .
وسارع الجيش الإسرائيلي إلى تح تحقيق عاجل في أسباب فشل نظام "القبة الحديدية " بالتصدي للصاروخ الذي أطلق من قطاع غزة وسقط قرب تل أبيب .
وفي سياق رد الفعل ، وصف المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف ، إطلاق الصاروخ بأنه أمر غير مقبول وحادث خطير للغاية ، لافتا إلى أن الأمم المتحدة تعمل بكثافة مع جميع الأطراف فيما لايزال الوضع متوترا للغاية.
وفي سياق متصل ، عقب جيسون جرينبلات ، مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط ، معربا عن إدانته - وفق صحيفة "معاريف" الإسرائيلية ،
فيما أكد سفير الاتحاد الأوروبي في إسرائيل إيمانويل جوفري، أنه يتابع بقلق التطورات بعد سقوط الصاروخ .
ومن جهته دعا الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ، اللواء "احتياط" عاموس يادلين، إلى ما أسماه "إلحاق الأذى " بقادة حركة "حماس " في قطاع غزة ، مشيرا إلى أن المواجهة مع "حماس " أمر لا مفر منه، معتبرا أن أي طرف يدخل في حملة ابتزاز سيصل به المطاف إلى أسوأ الظروف - وفق قناة "ريشت كان".
في السياق، شن بيني جانتس ، رئيس أركان جيش الاحتلال الأسبق، رئيس حزب "كاحول" الإسرائيلي ، لافان ، هجوما حادا ضد نتنياهو الذى اتهمه بأنه جعل الإسرائيليين رهينة بيد "حماس " وذلك في موقف غير مسبوق، ولم يمكن تصوره.
وعلي صعيد ردود الأفعال ..حذرت "كتائب المقاومة الوطنية " - الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين- سلطات الاحتلال من الإقدام على ارتكاب أي "حماقة" أو عدوان يستهدف الشعب ومقاومته ، مؤكدة - في بيان لها - أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تمادي الاحتلال في جرائمه واستمرار خروقاته للتهدئة من خلال إطلاق النار على المواطنين وممتلكاتهم شرق القطاع، واستهداف واعتقال الصيادين بعرض بحر قطاع غزة، إضافة إلى التوغلات اليومية، ومواصلة اعتداءاتها بحق الأسرى والذى يتمثل بالقمع وجرائم التنكيل المستمرة التي تهدد حياتهم.
وشددت على أن الرد سيكون قاسيا في حالة تمادى الاحتلال ـ وتصعيد عدوانه على الشعب لفلسطيني .
وأضافت ان الاحتلال يعي جيدا قدرة المقاومة على فرض معادلتها بالرد على حماقاته وعدوانه المتكرر ، وأن هذا ما أثبتته المقاومة خلال جولات التصعيد العسكري السابقة مع الاحتلال.
ومن جهتها ، نفت حركة "حماس"، ضلوعها في إطلاق الصاروخ، ونقلت وسائل الإعلام عن مسؤول في الحركة - طلب عدم الكشف عن هويته - قوله إنه لا أحد في فصائل المقاومة الفلسطينية، بما فيها "حماس" ، مهتم بإطلاق صواريخ من غزة على "العدو".
وأفادت مصادر من "حماس" ، بأن يحيى سنوار، رئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة، ألغى مؤتمرا صحفيا كان مخططا له مع شخصيات بارزة في الحركة، تحسبا لأي رد إسرائيلي.
وفي السياق ، صرح المتحدث باسم حركة "الجهاد الإسلامي" مصعب البريم بأنه اذا لم يتوقف الاحتلال عن حماقاته وإرهابه بحق الأسرى فان المقاومة لن تتوانى ولن تتأخر في تأكيد رسالتها الوطنية والأخلاقية في الدفاع عن الأسرى وقطع اليد التي تحاول أن تمتد لتنال من عزتهم وكرامتهم.
فيما قالت حركة "فتح "ان وسائل الاعلام الدولية المختلفة تتسابق لتصوير منزل في تل أبيب تقول إسرائيل أنه تعرض للقصف بصاروخ تم إطلاقه من قطاع غزة اليوم.
وتساءل رئيس المكتب الاعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة "فتح " منير الجاغوب قائلا " أين كانت وسائل الإعلام هذه عندما نشرت إسرائيل الخراب والقتل وتدمير البنية التحتية وعشرات آلاف المباني والمنازل في قطاع غزة؟ ..وأين هو الإعلام الغربي مما يقوم به جيش الاحتلال ومستوطنوه يوميا من ترويع للفلسطينيين الآمنين ونسف للبيوت وإعدامات ميدانية للشباب الفلسطيني على حواجز الاحتلال في الضفة الغربية؟!.
جدير بالذكر أنه رغم خروج إسرائيل من قطاع غزة منذ عام 2005 إلا أن الاحتلال يحاصر القطاع بشكل كامل برا وبحرا وجوا ويقوم بعمليات عسكرية داخل القطاع من حين لآخر.
ويعاني قطاع غزة من أزمة اقتصادية خانقة وغير مسبوقة ، انعكست على ارتفاع معدلات البطالة في القطاع لتصل إلى 40 % بين الشباب، كما أن عدد الأسر التي ترزح تحت خط الفقر وصلت إلى 62 % مما ينذر بانفجار وشيك لا أحد يعرف اتجاهه أو مستواه .
وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة حروب ضد قطاع غزة أعوام : 2008 ، و2012 و2014.