عقد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، لقاءً جمع " أسامة النقلى" السفير السعودى بالقاهرة، وقيادات الصحافة المصرية، وفى بداية اللقاء الذى كان على رأس الحضور فيه "كرم جبر" رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، رحب رئيس المجلس الأعلى للإعلام بالسفير، مؤكدًا على عمق العلاقات المشتركة بين البلدين، مشيرًا إلى أن علاقة مصر والسعودية علاقة تاريخية لأن البحر الأحمر لا يمكن أن يمثل حائلًا دون تواصل الشعبين أصحاب التاريخ المشترك والعلاقات القوية.
وفى بداية حديثه، أوضح السفير السعودى، مدللا على عمق علاقته بمصر، بأنه من مواليد حى الزمالك بالقاهرة عام 1975، وأكمل قائلًا: أنا مصرى، شربت من ماء النيل قبلكم وزياراتى لمصر لم تنقطع سواء على سبيل الإجازة أو زيارات رسمية، وأنا معتاد على البيئة الإعلامية وزيارتي ليست للتعارف ولكنها زيارة تقدير واحترام للمجلس الموقر وللإعلام المصري".
وأشار السفير السعودى إلى بعض الحقائق التى تعسكها تلك العلاقات المشتركة، فمصر هى أول محطات الملك عبدالعزيز عند قيامه برسم السياسة الخارجية للمملكة وانشائه للدولة السعودية الحديثة وعندما أراد الملك أن يتواصل مع زعماء العالم كانت مصر هى مساحة للتواصل مع القادة والزعماء.
وتابع السفير: أن أكبر جالية مصرية بالخارج تتواجد بالمملكة العربية السعودية حيث بلغت 2.5 مليون مصرى، وأكبر جالية سعودية بالخارج، مقيمة فى مصر حيث بلغت 600 ألف سعودى.
وأوضح السفير السعودى أن حجم الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المبرمة فيما بينهما هو أكبر حجم بين السعودية ومصر، وذلك فى كافة الجوانب الثقافية والعسكرية والصحية والتعليمية ووالتصعيدية والاستثنائية عوضًا عن التعاون القائم فى القطاع الخاص فى التعاون بين كلا البلدين.
وقال كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة: "العلاقات المصرية السعودية لا تحتاج الى شرح، ونحن كإعلاميين نساهم فى دعم العلاقات الثنائية بين البلدين وعلينا أن نكون منتبهين جيدًا لبعض وسائل الإعلام حتى لا تُؤثر على علاقات مصر والسعودية فهى تتميز برابطة شعبية قوية ".
ثم أدار رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الاعلام مكرم محمد أحمد حوارًا مفتوحًا بين رؤساء التحرير والسفير، بدأ بسؤال وجهه الكاتب الصحفى خالد صلاح رئيس تحرير جريدة اليوم السابع سؤالًا عن مشروع الجسر الذى يربط مصر بالمملكة وحول فرص العمل التى ستتوفرمن خلال هذا المشروع، ورد "النقلى": مشروع الجسر يخدم اكبر منطقة عصرية فى العالم التى تقوم على عدة ركائزمنها
:بناء المجتمع،والتطورات التكنولوجية والاستراتيجية، اضافة الى انشاء منطقة سياحية وترفيهية، وإنشاء منطقة أبحاث فى الطاقة.
وأشار السفير إلى أن الأعمال جارية بالمنطقة الاقتصادية، وهناك دراسات تتعلق بمشروع الجسر، وتعمل جميع القطاعات خلال السنوات الماضية على قدم وساق للافتتاح عام 2030 كما هو مقرر وسيكون فاتحة خير ليس على مصر والسعودية فقط ولكن على المنطقة بأسرها".
وطرح الكاتب الصحفي " محمد الباز" تساؤلًا حول ماهية ملامح تسويق الخطة الاعلامية لحركة التحديث بالمملكة؟ وأجاب السفير السعودى: "تحتاج حركة التحديث إلى شقين – الشق الأساسى والأول أتحدث عن ما قبل 40 عاما كانت الحياة طبيعية، والمملكة خلال الأربعة عقود الماضية كانت مختلفة لاسباب كانت واضحة، وكنا متأخرين عن العالم 50 عامًا، نحن الدولة الوحيدة فى العالم التى كانت المرأة لا تقود السيارة فيها،أما الشق الثانى فهو الفكرة الجديدة التى تقوم بها السعودية لتحقق نهضة شاملة فى جميع المجالات وعلى المستوى الثقافى والعلمى والاقتصادى والترفيهي، وأنا انتمى لمدرسة "دع الحديث يتحدث عن نفسه "، واعط الحقائق للآخرين ودعهم يتحدثون عنها".
وسأل الكاتب الصحفي" خالد ناجح "عن الإشارات التى تظهر بين الحين والآخر وتوحى بتقارب وشيك بين المملكة وقطر ينهى المقاطعة وعن صحة ذلك، أجاب السفير:"هناك مثل أمريكى يقول:" ما تراه هو الواقع "، وليس ما نسمعه والأمور واضحة، هناك تحالف رباعى بين "المملكة والإمارات ومصر والبحرين"، يقاطع قطر ويواجه الإرهاب بشكل شامل ويتصدى للسموم التى تبثها قناتهم (الجزيرة)، وهناك تنسيق يومى وعند اى تطورات أو مستجدات فى هذا الموضوع يلتقى وزراء خارجية الدول الأربعة، وأكبر دليل على استمرار المقاطعة وموقف الرباعى من قطر أن هناك تصريح قبل يومين لوزير الخارجية العمانى يقول فيه: لا أرى حلا قريبا للأزمة.
وفِي نهاية اللقاء اقترح "عبد الرازق توفيق" رئيس تحرير جريدة الجمهورية عقد منتدى للشباب المصرى السعودى على أن ينظم عامًا فى السعودية، وآخر فى مصر، وماهى خطة تحصين الشباب السعودى والآليات والاستراتيجيات السعودية أمام العبث فى عقول الشباب، وأجاب السفير أسامة النقلى مرحبًا بفكرة عقد منتدى للشباب المصرى السعودى وأنه سيسعى لخروج المقترح الى النور وتنفيذه، مشيرًا الى ان المملكة لديها خطة متكاملة لمواجهة محاولات استقطاب الشباب السعودى الى الفكر المتطرف قائلًا: " لقد بدأنا بالتعليم والتنقيب فى المناهج واختيار المدرسين ومتابعة المنابر فى المساجد، مثلما حدث فى مصر بتوجيه الخطاب الدينى، ولا ننسى أهمية دور الاعلام فى توجيه الشباب وأثر القلم الصحفى فى ذلك.
وفى نهاية حديثه توجه سيادة السفير بالشكر للمجلس وللسادة الصحفيين على هذا اللقاء، مؤكدًا على أهمية إقامة منتدى الشباب السعودى المصرى.
حضر اللقاء كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وعبدالمحسن سلامة رئيس مجلس الأهرام، وخالد ناجح رئيس تحرير الهلال، وعبد الرازق توفيق رئيس تحرير الجمهورية، وسعد سليم رئيس مجلس إدارة الجمهورية.
