الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

المؤرخ عاصم الدسوقي: ثورة 1919 لم تحقق أهدافها

المؤرخ عاصم الدسوقي
المؤرخ عاصم الدسوقي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ الحديث، وعميد كلية الآداب جامعة حلوان الأسبق، إن ثورة 1919 لم تحقق أهدافها.
وأضاف الدسوقي في تصريحات لـ "البوابة نيوز": "هدف الثورة طبقا لصيغة التوكيل التى حررها سعد زغلول عندما قال له المندوب السامى، أنت تتحدث بأى صفة، فقال له أنا وكيل الجمعية التشريعية، وهذه الجمعية شكلها الإنجليز أيضا لمحاولة استرضاء المثقفين المصريين الذين يسعون للمشاركة فى الحكم، خصوصا بعد الاحتلال أوقفوا المجالس الموجودة منذ فترة الخديو إسماعيل وعملوا مجلسا أضعف يسمى بمجلس شورى القوانين، هذا المجلس يقترح مشروعات للقوانين للحكومة أو السلطة وترسله للمجلس أو التعديل عليه، ومن هنا جاءت فكرة الجمعية التشريعية".
وتابع: "فى يناير ١٩١٨ أعلن الرئيس الأمريكى «وودرو ويلسون»، مبادئ ١٤ لتكون أساسا لمباحثات بين الدول المنتصرة بعد نهاية الحرب من ضمنها حق تقرير المصير للشعوب المغلوبة على أمرها، وبدأ التفكير فى كيفية الاستفادة من هذه المبادئ وكانت بداية التحرك".
واستطرد: "صيغة التوكيل التى حررها سعد زغلول مقابل المندوب السامى البريطانى اللورد ريجنالد، وكان معه عبدالعزيز فهمي، على شعراوي، السماح لهم بالسفر، لأن مصر كانت تحت الحماية البريطانية وليست قاصرة على الاحتلال فقط، وعندما قامت الحرب وانضمت تركيا صاحبة الولاية على مصر إلى جانب ألمانيا والنمسا ضد إنجلترا وحلفائها، أعلنت بريطانيا الحماية وأصبح لا صفة دولية لنا، ولأن الأحكام العرفية معلنة فكان سعد زغلول طالبا السماح لهم بالسفر لحضور المؤتمر المزمع عقده وربما ما تحدد موعده، فقال له المندوب السامى بأى صفة تتحدثون، فأجابه سعد زغلول أنا وكيل الجمعية التشريعية وهؤلاء أعضاؤها، فقال لهم المندوب هذا وفد ليس له أى صفة قانونية".
وتابع: "ينص هذا التوكيل على: «نحن الموقعون أدناه أنابنا حضرات سعد باشا وفلان.. للسعى فى الحصول على استقلال مصر، بالطرق السلمية والمشروعة، وحيثما استطاع إلى ذلك سبيلا تحت راية بريطانيا العظمى التى تنادى بالحريات»، واحتج على هذا النص عبدالمقصود باشا عضو بالحزب الوطنى معلقا: «إزاى تقول تحت راية بريطانيا العظمى ونحن نطالب بالاستقلال»، ومن هنا انزعج سعد زغلول من هذه اللهجة وكما تقول المصادر من خلال مذكرات المشاركين، فقال له سعد أتهيننى فى بيتي؟» فقال له عبدالمقصود باشا هذا ليس بيتك بل هذا بيت الأمة، ومن هنا جاءت كلمة «بيت الأمة» فاستملح سعد زغلول الرد ونسى هذه الإهانة وقام سعد بشطب هذه الجملة «تحت راية بريطانيا»، ولكن بقيت «بالطرق السلمية والمشروعة وحيثما استطاعوا إليه سبيلًا».
واختتم: "الثورة غير مشروعة فى نظر السلطة الحاكمة فى ذلك الوقت، وحاول المندوب السامى البريطانى منع سعد من هذه الاجتماعات، وأرسل سعد شكوى لرئيس الحكومة البريطانية عبر المندوب السامي، وعندما ازداد سعد فى اجتماعاته تم اعتقاله إلى جزيرة مالطة، وهى جزيرة مستعمرة بريطانية، وهناك جلس سعد يتأمل ويكتب بخط يده فى مذكراته أنه فى أخبار بمصر".