الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا فرنسيس لـ"إكليروس": لا تقبلوا الفساد وأنتم خدام الشعب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
التقى البابا فرنسيس بابا الفاتيكان في حوار مغلق أعضاء إكليروس أبرشيّة روما، على هامش اللقاء السنوي المعتاد لرتبة "التوبة التقليدية" في بداية الصوم في بازيليك القديس يوحنا اللاتيران. 
وفي الكلمة العفوية التي ألقاها للمناسبة، تأمل البابا فرنسيس حول معنى الصوم وقوّة المغفرة التي تعيد إحلال الشركة على جميع الأصعدة وحول نعمة رحمة الله التي تعيش فيها الكنيسة وتتغذّى منها.
وقال: لا يجب أن نتوقّف أبدًا عن تحذير بعضنا البعض من تجربة الاكتفاء الذاتي والرضا الذاتي كما ولو أننا أصبحنا شعب الله بفضل مبادرتنا الخاصة أو لاستحقاقاتنا وانعكاس هذا الأمر علينا هو سيء جدًّا ويؤذينا على الدوام، وهذا الأمر ينطبق إما على الاكتفاء الذاتي في ما نفعله أو على الرضا الذاتي، ولذلك علينا أن نتعلّم أن نضع الله في محور كلِّ شيء ونعترف أننا شعبه لا لاستحقاقاتنا وإنما بفضل نعمته لأنّه هو الذي قال لنا: "بدوني لا يمكنكم أن تفعلوا شيئًا"، لذلك علينا أن نستعمل ما يعرف بالـ"الاستسلام السليم" وهو بعيد كل البعد عن الكسل والخمول لأنه استسلام لمشيئة الله.
وتحدّث الأب الأقدس في هذا السياق عن كاهن يعرفه كان ناجحًا وغالبًا ما كان رؤساؤه يرسلونه ليحل المشاكل في الجماعات الراعوية ولكنّه كان مكتفيًا بذاته "ومتعبِّدًا للإله المرآة" إلى أن منحه الله نعمة عيش اليأس ليفهم أن الوقت الذي أضاعه في البحث عن اكتفائه الذاتي تركه وحيدًا. عندها بكي وانطلق مجددًا في حياته بتواضع. 
من هنا حث الحبر الأعظم الإكليروس على طلب نعمة الدموع وعلى اختبار "الحزن السليم" لغياب الله الذي يكون ليعود ويمنحنا نعمة حضوره ويسلّط الضوء على التغيّرات الإيجابية لكل خبرة أليمة، على مثال شعب إسرائيل، كما يصف سفر الخروج، الذي اكتسب نضجًا جديدًا وأصبح أكثر تنبّهًا في فهم المخاطر الحقيقية في المسيرة.
تابع البابا فرنسيس: أمر جيد أن نخاف قليلًا من أنفسنا ومن قدرتنا ومن دهائنا وألعابنا المزدوجة، وعلينا أن نخاف من هذه الأمور أكثر من خوفنا من الحيّات لأنها سم حقيقي، وهكذا اجتمع الشعب حول موسى وحول كلمة الله التي أعلنها لهم. 
وتوقف البابا في تأمّله أيضًا عند خبرة الاعتراف بالخطيئة التي غالبًا ما نخفيها لا عن الله فقط وإنما عن الكاهن وعن أنفسنا أيضًا إذ قد أصبحنا خبراء في تجميل الأوضاع، وقال "علينا أن نغسل مواد التجميل هذه لنرى أننا لسنا جميلين كما نتصوّر ولكن لا يجب أن نيأس لأن الله شفوق ورحوم"، داعيًا الكهنة والأساقفة لكي يعظوا خلال زمن الصوم عن محبة الله الشغوفة وغيرته التي يشعر بهما تجاه شعبه وإنما أن يكونوا أيضًا مدركين لدور الكنيسة في تقديم خدمة سخيّة في عمل مصالحة الله؛ وحثّهم على الحوار الصريح مع المسيح. 
وطلب منهم ألا يعتبروا أنفسهم مدبّرين للشعب بل خدامًا لا يقبلون الفساد، يتّحدون مع الإخوة والجماعة مستعدّين للكفاح مع الشعب وفي هذا السياق أدان الأب الأقدس موقف الكهنة الذين يتكلمون بالسوء للأسقف عن أبناء رعاياهم وجميع الشرور التي تشوّه صورة الكنيسة. وقال: إنَّ الخطيئة تشوّهنا ونختبر بأنفسنا بألم هذه الخبرة المهينة عندما نقع أو يقع أحد إخوتنا الكهنة أو الأساقفة في هاوية الفساد أو الجريمة التي تدمّر حياة الآخرين.
وذكّر البابا فرنسيس بألم ومرارة بخطيئة الاعتداءات التي ارتكبها أعضاء من الإكليروس وقال أشعر بالحاجة لأقاسمكم الألم والعذاب اللذان تسببهما فينا وفي الجسم الكنسي موجة الفضائح التي امتلأت بها صحف العالم. من الواضح أنَّه علينا أن نبحث عن المعنى الحقيقي لكل ما يحصل في روح الشر، العدو الذي يعمل في هدف أن يسيطر على العالم. لا يجب أن نفقد الشجاعة! إن الرب ينقّي عروسته وهو يردّنا إليه. يجعلنا نختبر المحن لكي نفهم أننا لا شيء بدونه؛ هو ينقذنا من الرياء ومن روحانية الظهور.
وختم البابا فرنسيس تأمّله داعيًا أعضاء إكليروس أبرشيّة روما لطلب المغفرة من الله عن جميع الخطايا التي هدّدت الشركة الكنسية وخنقت الديناميكية الرسولية وقال كونوا أنتم أول من يطلب المغفرة، كما في السماء كذلك على الأرض، لكي نعيش زمن صوم مطبوع بالمحبة ونجيب على جميع أشكال الفقر ونعضد المحتاجين.